“طارق ملا”.. البعد الثالث للصور عبر “الموبايل”
الثلاثاء 07 تموز 2015
استحق مشروع تحويل الصورة أحادية البعد إلى ثلاثية الأبعاد قابلة للاستخدام العملي أهمية كبيرة، لكونه يعتمد على ربط البرمجيات بقطاعات الحياة المختلفة.
قدم المشروع المهندس “طارق ملا” (مواليد 1991) خريج قسم هندسة حاسبات وتحكم آلي في جامعة “تشرين”، مشاركاً به في معرض كليته الثاني الذي أقيم في نيسان الماضي، يقول “ملا” في حديث مع مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 2 تموز 2015، عن مشروعه: «البرنامج عبارة عن تطبيق يعمل على منصة Android للأجهزة المحمولة، وتقوم فكرته على وضع مجسمات ثلاثية الأبعاد على صور معينة يتم وضعها أمام الكاميرا، حيث يكون المجسم ثلاثي الأبعاد عبارة عن تمثيل للصورة ثنائية البعد، وهذا ما يفيد المستخدم لرؤية أفضل للصورة، حيث تبقى الصورة ثنائية البعد قاصرة في تقديم المعلومات الكاملة عن الشكل إلا إذا تمت رؤيته بصورة ثلاثية الأبعاد.
يتم إدخال الصور المراد التعرف إليها والمجسمات الخاصة بها مسبقاً ضمن التطبيق، وأي صورة جديدة يراد أن يقوم التطبيق بالتعرف إليها يجب إدخالها وتحديد المجسم ثلاثي الأبعاد المرتبط معها.
تم بناء التطبيق حيث يقوم بتشغيل الكاميرا تلقائياً عند البدء، وفي اللحظة التي يرى فيها الصورة يظهر المجسم المكافئ لها، ويستطيع المستخدم رؤية التطبيق من اتجاهات مختلفة بحرية، إضافة إلى ذلك يمكن
من العمل |
إظهار مناطق معينة بالمجسم دون غيرها، في حال أراد المستخدم رؤية أجزاء معينة تهمه.
التطبيق تم بناؤه على برنامج Unity3D وهو محرك ألعاب متقدم مستعمل كثيراً في برمجة الألعاب خاصة ضمن ألعاب Facebook، وتم بناء المجسمات باستخدام برنامج 3DMAX».
الفكرة بدأت كما يقول “طارق” من الحاجة إلى الربط بين الأبعاد الهندسية التقليدية والواقع الافتراضي المستجد، فهذا التداخل بين الواقع والخيال أصبح متاحاً في عالم السينما والمواقع الإلكترونية، وبالتالي فإن الربط بين الصورة العادية وحيدة البعد والصورة أو المجسم ثلاثي الأبعاد عبر “الموبايل” يتيح الانتقال إلى تصورات مختلفة للشيء نفسه وفق مخزون في البرنامج، وبالتالي يمكن دعم هذا المخزون ليتناسب مع مختلف الحاجيات.
ويضيف: «يمكن الاستفادة من التطبيق في نواحٍ عديدة أهمها المواضيع التعليمية الأكاديمية ضمن الجامعة، وأيضاً في المواضيع التجارية في حال أرادت شركة طرح منتجاتها مع تطبيق يتيح للزبون رؤية المنتج بالكامل قبل شرائه، ويمكن الاستفادة من التطبيق في المواضيع الطبية والترفيهية، وفي مجالات أخرى متعددة».
يوجه “طارق” نصيحته إلى كل الطلاب الباحثين عن التميز فيقول: «الاجتهاد الشخصي والإيمان بالقدرة التي وهبها
الطالب نوار مقصود |
الله لنا كفيلة بتحقيق المستحيل».
ولأن المشروع ذو أهمية فقد استقطب حضوراً مهماً في معرض الكلية المذكور، يقول الشاب “نوار مقصود” (طالب سنة خامسة اتصالات) الذي رافقنا في جولتنا ضمن المعرض: «فكرة المشروع جديدة في عالم الهندسة، وفي عالم المستشفيات أيضاً، وتعطي إضافة عصرية جميلة إلى المعرض وعملنا، فهذه التقنيات التي تربط بين الخلوي والواقع من الاختراعات الجديدة في عالم التقنيات، وبالنسبة للطلاب فأكثر الشرائح التي يمكن أن تستفيد من هذا المشروع طلاب الطب والهندسة والعلوم والزراعة، فهذه الكليات تحتاج إلى استخدام المساقط الثلاثة بأبعادها في الحسابات التصميمية أو العلاجية أو الفيزيائية وغيرها، ويجب أن يأخذ هذا المشروع حقه من خلال تبنيه وتنفيذه في الكلية».
من جهتها المهندسة “أريج أصلان” خريجة هندسة حاسبات رأت في المشروع صورة عن أهمية الربط العلمي والعملي بين الحاجات الطلابية والمجتمعية، وما يفكر به الطلاب والمدرسون معاً في مجتمع الجامعة، وتقول: «الربط بين حاجات الكليات المختلفة يحقق تكاملاً في العملية التعلمية ويحقق للجامعة حضورها الحقيقي على مستوى العالم في وضع هذه التقنيات كجزء من البرنامج التدريسي؛ الذي يقدم
المهندس طارق ملا يشرح مشروعه |
بهذه الصورة النقلة النوعية المرجوة لنا كمهندسين فاعلين في الواقع وليس فقط في الجانب النظري».
يذكر أن هذه المشاريع الجديدة كلية على كلية “الهمك” تعدّ اليوم عالمياً من المشاريع المميزة التي تروج لها الشركات العالمية بمختلف أصنافها وتضعها على محركات البحث والألعاب والتجارة الإلكترونية (كمتجر جوجل بلاي وIPhone) وغيرها من المتاجر، ومثل هذا المشروع يلقى رواجاً طيباً وخصوصاً من قبل الشرائح التي تحتاج إليه كثيراً.