Saad Hashmi | HIPAفوتوغرافيا
كابوس الرتابة .. السبب هو تكرار المشهد !
يعلمُ المشتغلون بالفنون البصرية أن عامل الإلهام له دورٌ جوهريّ في أساسيات ممارساتهم الفنية، والإلهام بحد ذاته حقلٌ ذو جذورٍ معرفيةٍ وفلسفيةٍ واسعة، فهو يكاد أن يكون عقلاً مستقلاً داخل عقل الإنسان ! هذا العقل المجازيّ له توصيفاتٌ خاصة وتضاريسٌ دقيقة تختلف تماماً من شخصٍ لآخر ! من خلال التجربة والنتائج يكتشفُ كل مبدع أن هناك خصائص معينة لاستحضار الإلهام واستقبال ذبذباته، وتحويلها لقطعٍ متصلة تتمّ معالجتها على عدة مراحل ليظهر لنا بعدها العمل الإبداعيّ بكامل إشراقته.
من المؤثرات الإبداعية التي شاعت على مرّ العصور وارتبطت بكبار المبدعين، القهوة والموسيقى وصوت أمواج البحر وصفاء الشاطئ وسحر الطبيعة الغنّاء، وأمام هذه العناصر التي تعمل على تكثيف الإحساس الفني والتقاط موجات الإلهام .. نجد بعض الأعداء الذين يترصّدون للعملية الإبداعية ويعملون على تفريغها من الشغف والسطوع وإدخالها في جحور الظلام والجمود.
الملل من مرادفات الكآبة وفقدان جذوة الحماس، والرتابة شقيقتهم الكبرى التي تزور المبدعين من حينٍ لآخر لتوقف دوران عجلة الابتكار ! وقد يسهل عملها في حال وجود موقفٍ استعداديّ لاستقبالها ! العين من أهم مصادر تركيب مكوّنات الإلهام .. لذا بمعادلةٍ بسيطة نستطيع استنتاج أن شعورها بالملل والرتابة سينعكس فوراً على كامل تفاصيل العملية الإبداعية.
التغيير البصري يصبحُ في هذه الحالات ضرورةً لا رفاهية ! تغيير المشاهد والطبيعة والبيئة المحيطة بكل عناصرها التي تم استهلاكها فنياً. السفر يُعتبر على مرّ التاريخ من أكثر الحلول نجاعةً لاستعادة بريق الإلهام وصيانة أدواته ولياقته المعتادة، السفر .. حيث تغيير المناخ العام والبيئة المحيطة وتنشيط الحواس التي تستنفر لتعلن مواقفها تجاه الجديد. السفر لمناطق جديدة واستكشاف تراكيب جمالية مختلفة يُنشّط إفراز هرمون الإبداع ويساعد على توليد طاقاتٍ إبداعيةٍ خلاّقة.
فلاش
عليك بقياس مدى استهلاكك لوقود الإلهام .. لتتفادى فخّ الرتابة !
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي