كيف نربي أطفالنا 13ب – التربية بين الدلال والقسوة :
متابعة في بحث النوم عند الطفل :
إن تجاوز وقت النوم بشكل بسيط اليوم وبناء على رغبة الطفل ثم زيادة التجاوز في الغد ايضا , ثم زيادة جديدة في يوم آخر ……الخ وهكذا إلى أن نصل الى مرحلة يصبح فيها الامساك بزمام امور الطفل أمرا صعبا بل مستحيلا عندما يطول الوقت ؟
ومن المفيد في مجال نوم الطفل أن ينام الطفل ويستيقظ في اوقات منتظمة محددة , وأن لايسمح له بالسهر , حيث أن أضرار السهر أكثر من تحصى بالنسبة للطفل ؟
ورغم ذلك نجد كثيرا من الاهل حتى بعض المثقفين منهم يسمحون لاطفالهم بالسهر متناسين ما يصيب الطفل من ضرر لعدم حصول جسمه على كفايته من النوم ؟
وما يزيد الطين بلة ما يرافق السهر , من استنشاق الطفل مزيدا من دخان السجاير في بلادنا , وسماعه مزيدا من الاحاديث الخاصة بالكبار والتي يكون بعضها ضارا بالاطفال , أو مشاهدة برامج التلفاز أو الصحون اللاقطة أو الفيديو , وغالبا يكون ما يشاهده الطفل في فترة السهرة غير مفيدا للطفل , إن لم يكن ضارا به أو خطرا على نفسيته وأخلاقه وتفكيره ؟
بالله عليكم : أنوم مريح هادئ في غرفة تتوفر فيها جميع الشروط الصحية لنوم الطفل أفضل ؟أم سهر صاخب مشحون بدخان السجاير وسماع قصص أو أحاديث خاصة بالكبار ومشاهدة افلام عنف أو رعب أفضل ؟ وأيهما أكثر مواءمة للطفل ولنفسيته ونمو شخصيته ؟
إن الخيار الاول هو الافضل دون أي شك وهذا ما يجب فعله , وعلى ضوء كل ما ذكر عن النوم فإن سارت الامور بشكل طبيعي , وكان الطفل ملتزما بما يطلبه الابوان ( بشرط ان يكون الابوان أصلا يطبقان الشروط الصحية في هذا المجال ) عندها يمكننا القول أن التربية في هذا المجال تسير في الطريق الصحيح دون تشدد او تهاون , وستكون النتائج ايجابية في الغالب ؟
أما أن نساير الطفل بأن يفرض علينا هو مواعيد نومه ومواعيد استيقاظه بشكل أو بآخر فإن ذلك سيؤدي حتما إلى شعور الطفل بأنه هو الممسك بالمقود لا نحن , ولن يسير مركب التربية حتما الى شاطئ الامان , بل إن أمواج رغبات الطفل وتردده قد تقذف بالمركب إلى مثلث ( برمودا)
أو مثلثات أخرى لم نسمع بها ؟
وليس العكس أقل خطورة حيث أن القسوة والتشدد في فرض النوم على الطفل رغم وجود ظروف صحية أو نفسية تعيق نومه دون معالجتها من قبل الاهل يعتبر أمرا شديد الخطورة على حاضر الطفل ومستقبله ؟
إن البخل على الطفل بهدهدة من قبل أمه قبيل نومه (في سنواته الاولى ) أو عدم إشعاره بالحب والحنان والامان قبيل دخوله عالم الاحلام , يعتبر قسوة وإجحافا بحق الطفل , لأن هذا الشعور أمر ضروري من الناحية النفسية كضرورة الطعام والشراب في عام الطفل الاول بل حتى نهاية العام الثاني عند بعض الاطفال ؟
وكما أن هذا البخل المعنوي العاطفي يؤثر سلبا على شخصية الطفل ونفسيته , فإن الاغداق فيه يجعل المقود والزمام بيد الطفل لا بيد والديه,
مما يؤدي حتما الى الشطط ؟