نجوم وراء الأضواء , هم نجوم يساهمون في صناعة نجاح العمل الفني وبروزه إلى الوجود لكن دون أن تتم الإشارة لهم أو حتى ذكر أسمائهم , إنهم أناس يعملون على إظهار الصورة الحقيقية للفيلم وكأن المشاهد حقيقية. تعتبر كلمة كومبارس مفردة جديدة ودخيلة على اللغة العربية , لأن المعروف منذ زمن طويل هو وجود الممثل الرئيسي أي البطل يليه الممثلين المساعدين ثم أصحاب الأدوار الصغيرة . لذلك فإن كلمة كومبارس جاءت لتطلق على الممثل الصامت الذي لم يكن الإعتراف بدوره متداولا في الوسط الفني من قبل .
أهمية الكومبارس
إن أهمية الكومبارس في العمل الفني لا تتعدى أهمية أي دور آخر رغم أن بعض المخرجين يعتبرونهم مجرد قطعة ديكور لتأثيث المشهد إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما , لأن الكومبارس يمثل الجبل الذي يرفع القمة . رغم أن الكومبارس شخص عادي قد لا تكون لديه هواية أو موهبة لكنه يقبل على لعب هذا الدور فقط من أجل المال أو من حبا في الكاميرا ومن أجل الظهور إلى جانب النجوم , وقد وصلت شهرة بعض الكومبارس للعالمية بفضل عرض أفلامهم في القاعات السينمائية في جل دول العالم وحصدها لجوائز كبرى في مهرجانات دولية لكن دون الإعتراف بدورهم المهم في إنجاح الفيلم خصوصا مع موجة تصوير الأفلام الأجنبية ببعض الدول العربية مثل سوريا و دبي والمغرب ..
أضف لذلك الأدوار الرئيسية التي قد يلعبها الكومبارس في إطار ما يسمى ب “بديل النجم” الذي يقوم بمجهود جبار من أجل تقديم النجم وإعطائه صورة مثالية ويبقى دائما الكومبارس هو صاحب الدور الأكثر غموضا بسبب بقاء شخصية مخفية ولا تتم الإشارة لها إلا في بعض الإستثناءات
الصعوبات التي يواجهها الكومبارس
عن ظروف عمل وأسرار هذه المهنة فهي بالتأكيد مهنة مهمة ككل المهن التي تتم في الخفاء فإن ظروف عمل هؤلاء الأشخاص لا تكون مثالية بل تعترضهم عراقيل كثيرة , أهمها الأجور وظروف العمل , فالحصول على هذه الفرصة فقط يستدعي الكثير من الجهد والبحث لأن معاناة الكومبارس تتجلى في عدم وجود قانون يحمي حقوقهم التي تهضمها شركات الإنتاج , أضف لذلك الوسطاء لأن طبيعة العمل تفرض على المتقدم لها أن يكون ذا ملف تعريفي لدى شركات الكاستينغ التي تستعين بصور الكومبارس وبعض بياناتهم من أجل عرضها على المخرج الذي يختار الوجوه التي تلائم السيناريو والفيلم , بعدها يقوم فريق الكاستينغ بالإتصال بهم لتحديد الأجر وشروط العمل المطلوب توفرها , وقد يجبر الكومبارس على توقيع عقد يمنعه من مزاولة أي نشاط حتى انتهاء مدة إنجاز العمل وهو ما يضيع عليه فرص كثيرة .
أحيانا يكون العمل صعبا خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمسلسلات التاريخية الضخمة التي تستعدي عمل المئات وحتى الآلاف من الكومبارس الذين يبدؤون نهارهم الطويل مع شروق الشمس ولا ينتهي إلا بعد الغروب ويتحملون ظروف العمل الصعبة وحتى الطعام فإنه يكون في الغالب عبارة عما انتهى منه النجوم لذلك فإن أغلب الكومبارس يطالبون بإنشاء نقابات وتكوين قوانين تدافع عنهم وتحفظ لهم حقوقهم .