وداعاً “فواز الأزكي” الذي حول بيته إلى متحف و كتب على مدخله «علمتني الجيولوجيا أن سوريا أجمل رقعة في الأرض»!
سناك سوري _ دمشق
توفي اليوم الباحث الجيولوجي و الدكتور في جامعة “تشرين” المهندس “فواز الأزكي” أحد أهم علماء الجيولوجيا السوريين و مؤسس أول متحف جيولوجي في “سوريا” .
رحل “الأزكي” باكراً عن 58 عاماً و في جعبته الكثير ليحكيه عن الجيولوجية التي جسّدت شغفه الدائم منذ صغره فقد أثارت معرفة أصل الأرض و الصخور و تحولاتها فضول “الأزكي” ليبدأ رحلة طويلة من البحث مليئة بالشغف و الاندفاع نحو المعرفة دون تردد.
اتّبع “الأزكي”حبّه لدراسة الجيولوجيا تاركاً دراسة هندسة البترول في جامعة “البعث” بعد سنة واحدة ليسافر عام 1985 نحو “رومانيا” و يسجّل في كلية الهندسة الجيولوجية بجامعة “بوخارست” بعد حصوله على منحة دراسية .
لم تتوقّف مسيرة “الأزكي” العلمية و شغفه لتحصيل المزيد من المعرفة حول الجيولوجيا عند الشهادة الجامعية فأكمل طريقه نحو الدراسات العليا و نال درجة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة “بوخارست” عام 1995 كما حاز في “رومانيا” على جائزتَي “سابا للجيوفيزياء” و “ميدالية العلوم” .
خاض “الأزكي” تجربة التدريس في جامعة “تشرين” بنجاح حيث قام بتدريس مادة “الجيولوجيا الهندسية” لطلاب كلية الهندسة المدنية ، ثمّ تدريس عدة مواد جامعية مع افتتاح قسم الجيولوجيا في جامعة “تشرين” إضافة إلى تدريسه الجيولوجيا العامة في كلية المعلمين في “الإحساء” السعودية .
مثّلت الجيولوجيا بالنسبة لـ “الأزكي” بحثاً دائماً و حياةً متكاملة دفعته إلى تحويل منزله في قرية “قسمين” بريف “اللاذقية” إلى أول متحف جيولوجي في “سوريا” عام 2002 ليكون مقصداً للزوار الباحثين عن إجابات حول تاريخ حجارة البلاد و أرضها .
متحف “الأزكي” الفريد من نوعه ضمَّ مكتشفات تعود لملايين السنين و مجسمات لديناصورات و عينات من الصخور المجمّعة من مختلف المناطق السورية، إلى جانب مكتبة علمية واسعة تتضمن أكثر من 1400 كتاب و أقدم خريطة جيولوجية لسوريا ، فيما تعتبر ورقة الشجر المنطبعة على صخرة سورية عمرها 8 ملايين سنة إحدى أبرز و أندر القطع في العالم و التي يضمها المتحف الفريد من نوعه .
لا شكّ أن علم الجيولوجيا مدين لـ “الأزكي” بمساهماته الكثيرة بينها إعداده لبرنامج تلفزيوني من 96 حلقة عام 2012 بعنوان “جيولوجية سوريا” عدا عن تأليف أول موسوعة جيولوجية عربية .
غاب “الأزكي” اليوم حاملاً معه علماً واسعاً عن أرض بلاده ، لكنه ترك خلفه الكثير لمريدي العلم من بعده ، ليبقى اسمه في ذاكرة كل زائر لمتحفه حين يقرأ على بوابة الدخول عبارة «علّمني الفلك أن الأرض أجمل الكواكب و علّمتني الجيولجيا أن هذه الرقعة “سوريا” أجمل رقعة على الأرض »!