إنه ليسعدنا اليوم أن نقدم للقارئ العربي سلسلة فلسفية نتناول فيها بالبحث جانبا هاما من جوانب التفكير الفلسفي ظل مهملا حتى الآن، ألا وهو جانب “علم الجمال وفلسفة الفن”. وهذه السلسلة الجديدة التى أطلقنا عليها اسم “دراسات جمالية” سوف تسد- في اعتقادنا- نقصا- كبيرا في المكتبة العربية.
قد رأينا ان نضع بين يدي القارئ في اول كتاب من كتب هذه السلسلة خلاصة وافية لأهم الاتجاهات الجمالية في الفلسفة المعاصرة. وإذا كنا قد أطلقنا على هذا الكتاب اسم “فلسفة الفن في الفكر المعاصر”، فذلك لأننا قد لاحظنا أن الطابع الفلسفي قد غلب على معظم هذه الاتجاهات الجمالية، خصوصا وان طائفة غير قليلة من أصحاب هذه الاتجاهات لم يكونوا في الأصل سوى فلاسفة أرادوا ان يكملوا مذاهبهم بتطبيقها على الظاهرة الجمالية. وأملنا ان نتمكن في القريب العاجل من مواصلة هذه الدراسات باصدار بحث آخر عن اهم “المدارس المختلفة في علم الجمال” ويقيننا ان القارئ العربي سيجد في هذه السلسلة الجديدة من الدراسات الفلسفية تكلمة ضروية لثقافته.