Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
كاميرات السعادة .. بلاغة الوجوه تكفي !
منذ النشأة الأولى للفنون البصرية على ظهر هذا الكوكب، ومع موجات الدهشة والإعجاب والتشكيك والانتقاد المصاحبة لظهور أية ابتكاراتٍ بشريّة، كان هناك من يجيد قراءة ما وراء الأعمال الفنية، واضعاً شخوصها وأبعادها والظروف المحيطة بها وحتى مبتدعها، تحت مجهر التحليل والتنقيب والفحص الدقيق.
الأعمال الفنية ذائعة الصيت دوماً ما تُشعلُ فتيل الفضول تجاه مداراتها المرتبطة بالعمل حيناً، وحيناً تجاه تلك غير المرتبطة بالعمل .. وهذه الأخيرة يجد المتابعون فيها متعةً أكبر .. فهم يُعمِلُون عقولهم ومخيّلتهم على إيجادِ رابطٍ ما يربطها مع العمل بكل الوسائل، لإضفاء روح التشويق.
أما الكاميرا فهي ذات خصائص مختلفة، ونتائج مُخرجاتها تتطوّر على مدار الساعة، إلا أن العبقرية لا تقتصرُ فقط على منهجيات التطوير والتحديث، بل هناك مساحةٌ أخرى، ذاتُ ميزاتٍ ناعمةٍ مُحبَّبةٍ للقلب، إنه توظيف المُخرجات لإسعاد الناس .. هل تظنُّون أن الوصول بالإنسان لمرحلة “السعادة” أمرٌ سهل ؟
مطلع هذا الشهر أعلن السيد حسين الفردان، مدير مركز الابتكار في دائرة جمارك دبي، عن إطلاق مبادرة “كاميرات محمد بن راشد للسعادة” لرصد مدى ارتياح وسعادة المتعاملين بمستوى جودة وفعالية الخدمات التي تُقدِّمها لهم الدائرة، عبر كاميراتٍ وزَّعتها في مراكز خدمة العملاء، بغرض تحويل خدماتها إلى فئة 7 نجوم بحلول 2020.
الهدف من المبادرة هو قياس مؤشر السعادة من خلال كاميراتٍ ذكيةٍ تقوم بتحليل مدى سعادة للمتعاملين بشكلٍ تقنيّ، حيث تعمل على تحليل تعابير وجه المتعاملين، دون تخزينها للحفاظ على الخصوصية، قبل وبعد إتمام معاملاتهم في مراكز الخدمة، ومن ثمَّ قياس مستوى السعادة بشكلٍ فوريّ ودقيق.
هذا المستوى من الاهتمام بسعادة الإنسان، والذي لا ينتظر منه التعبير اللفظيّ عن الرضا أو عدمه، دليلٌ مباشرٌ على ريادة هذا المجتمع على كافة الأصعدة.
فلاش
كلُّ التقدير .. لعبقرية تسخير التقنية لإسعاد الإنسان
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي