تعريف بالكتاب :
هذا الكتاب واحد من مؤلفاتي في سلسلة كيف نربي اطفالنا التي تعتمد جميعها على اسلوب الدراسة الميدانية المعتمدة على نظريات التربية وعلم النفس الحديثة – منطلقا من واقع امتنا الثقافي والاجتماعي والاقتصادي – موفقا بين نظريات التربية وعلم النفس وبين واقع وطننا – متجاهلا كل ماهو متعارض او متناقض مع تراثنا ؟
ان محتوى الكتاب هو نتيجة لدراسات ميدانية قمت بها في مدرستي ومرحلة الروضة التي فيها – حيث كنت اعتمد اسلوب التسجيل والملاحظة والمتابعة لكل ما يحصل مع الاطفال من تصرفات لافتة – باحثا عن الاسباب متعاونا مع المربيات واهل الاطفال – مقترحا الحلول متابعا تنفيذها – ممعنا النظر في النتائج التي تم التوصل اليها ؟
ثم مسجلا كل هذه المراحل – ومن تطابق نفس الاعراض ونفس الاسباب ونفس اساليب العلاج ونفس النتائج للمشكلة الواحدة عشرات المرات – انطلاقا من ذلك كله كنت احكم بالمصداقية على الموضوع الذي كنت اقوم بدراسته –
آمل ان تجد اخي القارئ في هذا الكتاب معينا لك في التعامل السليم لتلبية حاجات طفلك بالشكل المناسب بعيدا عن الدلال والشطط من جهة – او القسوة والظلم من جهة أخرى – وكذلك بعيدا عن التذبذب بين الدلال تارة والقسوة تارة أخرى – وما لجميع هذه الاساليب من نتائج خطيرة على شخصية الطفل في حاضرها ومستقبلها ؟
( مقدمة الكتاب )
كثيرا ما يدور بين الاهل والاصدقاء او الجيران نقاش حول تربية اولادهم : فيمتدح كل طريقته في التربية ويذكر ما يقوم به من اجل ذلك ؟
فهذا يبرز كرمه في العطاء قائلا ( ابني اذا طلب مائة اعطيته مائتين )؟
وذاك يقول : انا اولادي لا يجرؤن النظر الي !
وثالث يقول انا لا انقص عن اولادي شيئا !
ورابع يقول :انا اعطي اولادي الحرية في عمل كل ما يريدون !
وخامس يقول : انا اتركهم في الشارع ليتعلموا منه مجابهة الحياة !
وسادس وسابع ……….الخ ؟
وهكذا نجد ان كلا منهم يعتقد بصحة تربيته – لكنه لا يلبث ان يندم في وقت لاحق قريب او بعيد ( على التربية التي ربى ولده عليها )؟
وقد لا يندم البعض لأنهم اصلا يريدون لأولادهم ذلك النمط من الشخصية ( كالعدوانية مثلا – او اللامبالاة – او الاتكالية – او السرقة – او الكسل -او الكذب )
وفي جميع هذه الاحوال : اين الطريق الصحيح ؟
عزيزي القارئ : في هذا الكتاب سأجيب عن كثير من تساؤلاتك حول كيفية تربية طفلك تربية سوية بعيدة عن الدلال او القسوة ؟
والله ولي التوفيق