قلم يناجي همومي
سمية فراقه
في غرفتي وتحت هذا الضوء الخافت يحدثني قلمي عن هذه الحياة ، يرجو مني أن أكتب واملئ عليه قلت كيف لنا أن نتحدث عن هذه الحياة ياقلمي؟ قبل أن نتحدث عن أعمارنا وهي جزء من هذه الحياة، أترى هي كما قاسوها بأرقام ودقائق تتعاقب لعقاربك يا ساعتي أم هي سفينة مبحرة بلا عنوان في بحر ليس له آخر ، نرى فيها قصص نصادف أناس بدون غرباء وفي قلوبنا كبرو وأمضو طفولة معنا ، عكس من نسميهم عشرتنا واصبحو عنا اليوم غرباء ،كم أنتي غريبة أيتها الحياة، وكم انتي قاسية نبحر بك بلا عنوان ومع ذلك ننتظر مرسى الأحلام الذي يأخذنا نحو عالم الحب والسلام ،عدت احدثك يا قلمي كم من حرف وجملة تكفي أن نتحدث عن هذه الحياة التي ابكتنا وافرحتنا آلاف المرات منذ الطفولة، ونحن نأمل ولم نفقد بصيص نجري نحوه نبتسم نصل يفتح لنا ضوء الشمس نافذة الحياة الجميلة حيث الحب والسلام والوفاء مكتوب على الجدران في مدينة الأحلام ، في تلك الجزيرة يحلم بها القلب الطيب الإنساني الوحيد الذي عاد على هذا الكوكب غريب يبحث عن أمثاله متعب ووحيد ،كم أنتي بعيدة أيتها الحياة عن الحياة المثالية المرسومة منذ الطفولة حين كانت ظفائر شعري تجري معي وتبرق أشعة الشمس وتعكس لون شعري ،حين كنت أهمس للفراشات بلغتها وكنت أبكي وافرح لقطعة حلوة ،وأظن أن الشمس لن تغيب ، لأن أنا وأصدقائي لم ننهي لعبتنا بعد ، وكنت أنظر أبناء عمي في كل صاح مبتسمة لكي استرجع قلمي وأذهب معهم لدرس حين أظن أننا مستحيل أن تصل لعمر العشرين مثل شباب أبناء حراتنا ،كم كنا أبرياء أيتها الحياة ، وقد تأثرنا بقصص جدتي مضت الحياة بنا وتخلل الشيب شعري وها أنا معك ياقلمي وحيدين نكتب تحت نافذتي وشجرة التوت تحن على طيور تطربني بأصوتتا من شدة البرد ، أمضي أيتها الحياة فلن نسالك إلى أين ولا متى نسعد ونفرح فالامل في الله الوحيد المقتدر .