كتبت سمية فراقة من الجزائر
اليوم استيقظت ودمعتي على خدّيّ وقلبي متوقّفٌ عن النبض وروحي قد هجرتني حيث يقيم ذلك السّارق للفرح
لكم كنت حرّةً قبل أن أعرفك وكم كان قلمي يخطّ بلا حبرٍ ويراقص الأحرف على أنغامٍ تحبّها ريشتي ولا ترسم بدونها في مرسمي كان الحلم حقيقةً والخيال كان يتكلّم والحبّ مطويٌّ بين صفحاتي وكتبي المرصوفة على الأدراج
كان باب مرسمي قفله اللون الأبيض الشّفاف مثل قلبي وكنت لا ألتقي الّا بمن يتغذّون بروح الفنّ وشمّ رائحة الألوان
كان كلّ شيءٍ على ما يرام صوت الموسيقى خالٍ من الحزن ومئزري المعلّق يحضنني من بعيدٍ وكلّ الألوان مبتسمةٌ تنتظر لمسة حبٍّ تداعب بطونها فتخرج ألوانها الزّاهية بعد الدّغدغة بأصابعي الحنونة أقف أمام لوحتي البيضاء تحاكيني بأشعاري وتفتح لي بابًا لعالم السّحر والخيال فأحمل ريشتي وأبدأ بخلط الألوان ومن هناك على الجدران الأربعة أسمع همس لوحاتي المعلّقة
هي لوحةٌ أخرى سترسَم وتعلَّق مثلنا
أبتسم وأرفع صوت الموسيقى وأبدأ بالطيران بعيدًا هروبًا من كوكبٍ يكاد يُمنع فيه حتّى التنّفس بحرّيّةٍ
باب المرسم محكم الإقفال وصوت الموسيقى يسحق أصواتهم البشعة وكلماتهم المحبطة
أحلّق وأحلّق بريشتي فوق السّحاب وألوان وجهي كما اشاء وأصبغ شعري بكلّ الألوان ما عدا الأسود منها
فقد أتعبني هناك على كوكب الارض
أمسك ريشتي وأحدثها لتغيّر لون الشّمس فيصبح أبيض شفاّفًا وتزيل سواد الّليل فيهرب القمر خجلًا وتسقط النجوم على يدي فأعيد تشكيلها في سماء شفّافةٍ بلونٍ ممزوجٍ كما أرادته عيني
كلّ هذا وأنا في مرسمي أبحث عن ثغرةٍ تريح قلبي منك ومن تفاهة الحياة المعقّدة الّتي تمنع السعادة عن القلوب النقيّة النّابضة بلا مقابل إنّها فقط تريد العيش بحرّيّةٍ وسلامٍ ومحبّةٍ أنت ترفض وهم يرفضون وأنا لن أعيش في عالمكم
فقد هربت وتحرّرت بريشةٍ ولونٍ وأوتارٍ تعزف ما أحبّ
وداخل مرسمي أحيا في نعيمٍ ولن أفتح لكم الباب
————–
سمية ديلار فراقة
اليوم استيقظت ودمعتي على خدّيّ وقلبي متوقّفٌ عن النبض وروحي قد هجرتني حيث يقيم ذلك السّارق للفرح
لكم كنت حرّةً قبل أن أعرفك وكم كان قلمي يخطّ بلا حبرٍ ويراقص الأحرف على أنغامٍ تحبّها ريشتي ولا ترسم بدونها في مرسمي كان الحلم حقيقةً والخيال كان يتكلّم والحبّ مطويٌّ بين صفحاتي وكتبي المرصوفة على الأدراج
كان باب مرسمي قفله اللون الأبيض الشّفاف مثل قلبي وكنت لا ألتقي الّا بمن يتغذّون بروح الفنّ وشمّ رائحة الألوان
كان كلّ شيءٍ على ما يرام صوت الموسيقى خالٍ من الحزن ومئزري المعلّق يحضنني من بعيدٍ وكلّ الألوان مبتسمةٌ تنتظر لمسة حبٍّ تداعب بطونها فتخرج ألوانها الزّاهية بعد الدّغدغة بأصابعي الحنونة أقف أمام لوحتي البيضاء تحاكيني بأشعاري وتفتح لي بابًا لعالم السّحر والخيال فأحمل ريشتي وأبدأ بخلط الألوان ومن هناك على الجدران الأربعة أسمع همس لوحاتي المعلّقة
هي لوحةٌ أخرى سترسَم وتعلَّق مثلنا
أبتسم وأرفع صوت الموسيقى وأبدأ بالطيران بعيدًا هروبًا من كوكبٍ يكاد يُمنع فيه حتّى التنّفس بحرّيّةٍ
باب المرسم محكم الإقفال وصوت الموسيقى يسحق أصواتهم البشعة وكلماتهم المحبطة
أحلّق وأحلّق بريشتي فوق السّحاب وألوان وجهي كما اشاء وأصبغ شعري بكلّ الألوان ما عدا الأسود منها
فقد أتعبني هناك على كوكب الارض
أمسك ريشتي وأحدثها لتغيّر لون الشّمس فيصبح أبيض شفاّفًا وتزيل سواد الّليل فيهرب القمر خجلًا وتسقط النجوم على يدي فأعيد تشكيلها في سماء شفّافةٍ بلونٍ ممزوجٍ كما أرادته عيني
كلّ هذا وأنا في مرسمي أبحث عن ثغرةٍ تريح قلبي منك ومن تفاهة الحياة المعقّدة الّتي تمنع السعادة عن القلوب النقيّة النّابضة بلا مقابل إنّها فقط تريد العيش بحرّيّةٍ وسلامٍ ومحبّةٍ أنت ترفض وهم يرفضون وأنا لن أعيش في عالمكم
فقد هربت وتحرّرت بريشةٍ ولونٍ وأوتارٍ تعزف ما أحبّ
وداخل مرسمي أحيا في نعيمٍ ولن أفتح لكم الباب
————–
سمية ديلار فراقة
منقول من صفحة