فوتوغرافيا السيلفي والرضا البصري عن الذات
الأمر حقيقي ولا وجود للمبالغة فيه! فنتائج استطلاع الرأي الذي أجرته الأكاديمية الأميركية لتجميل الوجه وجراحات إعادة بناء الأنسجة التي شملت 2700 من أعضاء الأكاديمية..
وجدت أن واحداً من بين كل ثلاثة شهد زيادة في طلبات العمليات الجراحية، بسبب زيادة وعي المرضى بأهمية عرض صورهم على وسائل الإعلام الاجتماعي. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى زيادة نسبتها 10% في عمليات تجميل الأنف بين عامي 2012 و2013 وزيادة بلغت 7% في عمليات زرع الشعر، و6% في عمليات إزالة تجاعيد الجفون.
لم يعد هناك مجال للتهرب من عشرات العدسات المحيطة بك في أي مناسبةٍ كانت حتى لو كانت دعوة على العشاء! فالعديد من الأصدقاء سيطلبون التقاط الصور الجماعية وستكون أنت في واحدة منها على الأقل، ولن يتوقف الأمر عند ذلك، حيث ستأخذ الصورة طريقها إلى وسائل الإعلام الاجتماعي المتنوعة، وسيرى العديد من أصدقائك الصور وينهالون بالتعليقات عليها ربما قبل أن تلاحظ أنت أن الصورة نُشرت وربما يحصل كل ذلك قبل حتى أن تراها!
أبعاد الموضوع لم تقف عند هذا الحد، بل خرجت إحدى الدراسات لنا بمعلومات أعتبرها هامة، وهي أن الأشخاص الذين يرفضون أن يظهروا في الصور في المناسبات العامة أو العائلية، لديهم حالة متقدمة جداً من عدم الرضا عن النفس ويُتوقع أنهم يعانون من مشكلات نفسية! وأوضحت الدراسة أن هؤلاء يرفضون التقاط الصور..
لأنهم يعتقدون أن مظهرهم فيها سيء مهما كانت ظروف الصورة وهذا يفسر تجهّمهم الواضح في الصور. الجمال والجاذبية معايير نسبية تختلف من شخص لآخر ومن حضارة لأخرى، لكن الأهم من ذلك وجود الرضا عن النفس وهي صفة تظهر بوضوح على صفحة الوجه، من يكون راضياً عن نفسه، ويبتسم للصورة من قلبه ستبدو الصورة جميلة بالتأكيد، كما أن الصورة ستكشف غياب الرضا لدى البعض الآخر.
أن تكون مصوراً محترفاً يعني أنك تجيد القراءة يومياً، فالتعابير والانفعالات البشرية كتب غزيرة الصفحات ثرية بالمعلومات والصفات، أن تكون مصوراً محترفاً يعني وجود العمق الفكري اللازم لديك لترى ما لا يراه غيرك، وتدرك ما لا يدركه غيرك.
فلاش:
الصورة تتمرّد على إطارها.. وتتداخل مع البشر في خصوصياتهم.
سحر الزارعي الأمين العام
المساعد للجائزة
SaharAlzarei@