بقلم :حسن أومولود
أيت باها / جنوب المغرب
ليس سهلا أن تختصر أزيد من خمسة وعشرين سنة من الفن الفوتوغرافي في أربع أو خمس ساعات. ولكن حفاوة الإستقبال و عمق النقاش و التفاعل الكبير للحضور الباهاوي يسر علينا قليلا هذه المهمة الصعبة . تقاسم الفنان الفوتوغرافي المحترف يونس العلوي تجربته الطويلة مع الضوء والعدسة بكل أريحية و عفوية في جو أسري و حميمي من الطراز العالي. بدأ الإحتفاء بالتذكير ثم بالتفسير ثم بالتكريم . تذكير لأهم محطات حياة المبدع و مشاركاته الدولية و جوائزه الغزيرة و معارضه التي وطأت فيها قدماه الشرق والغرب من أكادير إلى البلقان مرورا عبر فرنسا و إطاليا و بلغاريا وفنلندا و روسيا ثم إلى الشرق في لبنان و سوريا والعراق والإمارات وتونس وغيرها…
ثم تفسير عميق و تقني في ورشة مستفيضة حول تقنيات التصوير و قراءة الصورة الفوتوغرافية على غرار القصيدة و اللوحة و النص والمشهد المسرحي الخ . من أبجديات إلتقاط الصورة و الرسم بالضوء ( وضعية الوقوف و زاوية الإلتقاط و ضبط إعدادات الآلة) إلى آليات قراءتها وتفسيرها .
وفي الأخير تكريم متواضع و مستحق وإن كان صراحة قليلا في حق قامة فوتوغرافية يحترمها الكبير والصغير و يصفق لها الصديق و العدو على الصعيد الوطني و الدولي .
تقاسم معنا عاشق الضوء اسرار عشقه و لحظات حبه وشغفه وهو يربط علوما شتى و يوثق للحظات تحبس الأنفاس خاصة على شاطىء البحر و في الجبال و في جزئيات المخلوقات من إنسان وحيوان وشجر . ولعل ما أدهش الحضور وجعله يصفق دون انقطاع تجربته في الإستغوار و سبر اسرار باطن الأرض فاقتنص بعين الصقر لحظات في المغارات التي قضا فيها ومازال يقضي ازيد من عشر سنوات. صور سقطت الفعاليات الوطنية والدولية في حبها فحبت صاحبها بتكريمات عدة وجوائز مهمة. لأنها لحظات تطلبت من صاحبها صبر أيوب و قوة هرقل .
تفضلت في الأخير جمعية شغف وجمهور ايت باها للإحتفاء بهذه الطاقة الفوتوغرافية عبر شهادة وتذكار عربون إعجاب و إلهام و محبة دائمة . فهنييئا للفنان يونس العلوي و هنيئا لجمعية شغف و لجمهور أيت باها الثقافي و الإبداعي.