من حكايا سوريا والسوريين…
حكاية “مقبرة الضمير ”
أو مقبرة الجنود الفرنسيين.. والحقيقة مقبرة الجزائريين المخفية عن عين التاريخ..
و بمناسبة عيد الجلاء ب ١٧ نيسان ١٩٤٧..
في حكاية لازم نعرفها عن ميسلون…
متل ما بتعرفوا طلع المحتل التركي من سوريا ب٨ آذار سنة ١٩٢٠.. ومباشرة أعلنت سوريا استقلالها.. وبتموز من نفس العام أقرت فرنسا انتدابها و دخلت سوريا وقررت تحتل دمشق فصارت معركة ميسلون ب ٢٤ تموز ١٩٢٠..
اللي منعرفو عن ميسلون هو_ تفوق فرنسا بالعدة و العدد والعتاد مقابل ضعفنا … _وانذار مسيو غورو _و يوسف العظمة اللي ارتبط اسمه بذاكرتنا بميسلون ومقاومة ومجابهة المحتل الفرنسي بسلاحه البسيط حتى مايكتب التاريخ بأنو فرنسا احتلت سوريا دون مقاومة.. مع انه هالبطل استشهد ببداية المعركة بانفجار قنبلة ويمكن ما لحق يقاوم.. وكمان أمر بحل الجيش السوري قبل بيوم من معركة ميسلون.. فاتطوع آلاف من السوريين َمع الجيش المنحل لمقاومة الغزو الفرنسي (ليش العظمة امر بحل الجيش سؤال لازم نبحث عن جوابه) .. _وآخر شي جلاء فرنسا ب١٧ نيسان ١٩٤٧… معقول هيدا كلشي منعرفه عن هالفترة من تاريخنا..(حطولكن شي كم اشارة تعجب من عندكن لان انا مضيعتها بموبايلي وما عم لاقيها)…
الحقيقة بمعركة ميسلون ورغم قوة العدو وضعفنا.. السوريين قاوموا وجابهوا وقاتلوا قوات العدو الفرنسي واجبروهن على سحب طيرانهن وعلى الاشتباك البشري وقاتلوا وسيطروا عالمكان والشاهد الحقيقي على هالحكي هو مقبرة الجنود الفرنسيين بالضمير.. ومع انو دخلوا الفرنسيين عابلدنا واحتلونا من بعد هالمعركة.. لكن لم تهدأ مقاومة السوريين للإحتلال لحظة ولم يهنأ الفرنسيين لحظة خلال كل سنوات الإحتلال لغاية ما أجبرناهن عالجلاء عن ا رضنا السورية..
منرجع لشهادة مقبرة الضمير( ٥٠ كم عن دمشق) أو اسمها المتعارف عليه : (مقبرة الجنود الفرنسيين).. و حكايتها بتقول : من مذكرات حسن تحسين باشا (عثماني) هو ( قائد الفرقة السورية المكلفة بمواجهة الغزاة الفرنسيين والدفاع عن دمشق) (من مين مكلف وليش؟ كمان سؤال.. جوابه بيخفي حقائق عجيبة).. المهم رح اقتبس من مذكراته شوية كلام.. بيقول :
(.. وقعت معركة ميسلون في ٢٤ تموز عام ١٩٢٠.. حيث وصلت القوات الفرنسية بقيادة (غوابييه) لموقع _أم الشرايط و_ عقبة الطين بميسلون.. وكان تعدادهم يفوق ال ١٦ الف جندي.. ترافقهم المدفعية والدبابات والطائرات.. وكانت خطتنا تطويق قواتهم أو حصارها لقطع امدادات العدو عنها.. ونجحنا بالخطة وأجبرنا طيران العدو على الإنسحاب.. وحدث الإشتباك والقتال وسقط القتلى والشهداء من الجانبين.. سيطرنا على المكان سيطرة تامة وهزمنا الفرنسيين وأجبرناهم على الإنسحاب والعجيب ان المقاتلون الفرنسيون كانوا عند المواجهة ينكسون أسلحتهم ويبعدوا فوهات بنادقهم عن السوريين ويتظاهروا بقتالهم.. وكانت خسائرنا ٥٠ شهيدا والف جريح
مقابل ٣١١٨ قتيل من الفرنسيين.. وبعد انسحاب الفرنسيين بدأ الثوار بدفن شهدائهم واسعاف الجرحى وجمع الغنائم وكانت المفاجأة المذهلة باكتشافهم أن قتلى الجنود الفرنسيون كانوا جزائريين) …… انتهى الإقتباس..
(كل قتلى الجنود الفرنسيين كانوا جزائريين.. يا للهول..) هون عرفوا السوريين ليش هالجنود كانوا عم يتظاهروا انن عم يقاتلوا لأنن اختاروا الموت على قتال أشقائهن… وعرفوا ليش البقية كانوا عم يدفنوا اسلحتن وذخيرتن بالتراب ويتركوا فوقها علامات ليدلوا الثوار على خط سير العدو… وفهموا الخطة الجهنمية للفرنسيين..
وبداوا بجمع القتلى وكرموهم بدفنهم كل قتيل بقبر بيضم رفات ووثائق بتدل على صاحبها وحطوا علامات خشبية مكتوب عليها اسم صاحبها ومكان وتاريخ موته (مو بمقابر جماعية مجهولة بطريقة وحشية متل ما بيعملوا الفرنسيين مع جنودهم الغير فرنسيي الاصل) .. والقبور موجودة لحد الآن بمقبرة بمنطقة الضمير القريبة..اسمها :” مقبرة الجنود الفرنسيين” :
بتضم ٢٠٠٠ قبر للجزائريين _ ٥٠٠ قبر لجنود سنغاليين _ و٤٥٠ قبر لضباط وجنود فرنسيين.. (في لوحة فوق بابها مكتوب فيها بالفرنسية : “ماتوا من أجل فرنسا “.. وفي لوحة تانية عا جنب مكتوب فيها مواعيد الزيارات الخاضعة لشرط اخذ الإذن من السفارة الفرنسية بدمشق او لحاملي الجنسية الفرنسية ولذوي الموتى وأقربائهم) وطبعا ممنوع الزيارة على السوريين.. وحراس المقبرة هم موظفين فرنسيين.. وتابعين للحكومة الفرنسية.. أي نعم هالحكي عنا بسوريا لا تستغربوا..(متل مسمار جحا) يعني بيشبه قبر السل..طان سليمان جد العثمانيين بمنطقة قريبة من الرقة (عا أرضنا السورية) التابع لتركيا وحكومتها..
والحكاية يللي لازم نعرفها عن الجنود الجزائريين وحقيقة مقبرة الضمير اللي بتشهد على جريمة من ابشع جرائم الحرب اللي ارتكبتها فرنسا بحق إخوتنا الجزائريين.. واللي بتخاف وبتحرص فرنسا على عدم كشفها..
ومع هيك مكان هالقبور ضلوا شاهد بيصرخ بالحقيقة بانهن :
“لم يموتوا من أجل فرنسا وانما قتلتهم فرنسا”
وأكد هالكلام المؤرخ والباحث الفرنسي مارك ميشال : “أكد أن مابين ٣٠٠ الف_٤٠٠الف جزائري أخذوا عنوة من بلدهم إلى فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى ١٩١٤_١٩١٨ فكان محكوماًً عليهم بالقتال حتى الموت على كافة الجبهات”
وكان من ضمن الحملة الفرنسية على سوريا قوات من الجزائريين بلباس وسلاح فرنسي تعدادهم حوالي ١٢ ألف جزائري شكلوا معظم القوات الفرنسية.. و كان الفرنسيين يخبروهن انهن رايحين ليحاربوا الأتراك والبريطانيين للدفاع عن فرنسا.. وأجبروهن عالقتال على كل الجبهات.. وما اتوقعوا أبداًً انهن رايحين يقاتلوا آخوتهن السوريين.. وبعد ١٠ أيام من وصولهن لسوريا عرفوا انهم ببلد اسمه سوريا وأنو اللي رح يقاتلوهن هنن اخوتهم واشقائهم.. وانو فرنسا كانت تتعمد تحطهن بمقدمة الصفوف بالمعارك بشكل مكشوف وبصورة واضحة انو قيادتهم عم تضحي فيهم مجانا.. لحتى يتلقوا الضربات الأولى بالإشتباك مع الثوار السوريين ليبقى الجنود و الضباط الفرنسيين بمأمن طول مدة الحرب.. فكان يسقط منهن اعداد هائلة… وهيك لمن كشفوا الجزائريين هالحقيقة.. صاروا ينكسوا اسلحتن ويتظاهروا بالقتال أمام السوريين.. وصاروا يهربوا من الجيش الفرنسي ويسلموا حالن للسوريين وينضموا لصفوفهن ويقاتلوا الى جانبهن
وتمكنوا من شق صفوف الفرنسيين واضعافهن.. ولمن اكتشف الفرنسيين جهاد الجزائريين ضدهن وانضمامهن للسوريين.. بدأوا بتصفية الباقيين رميا بالرصاص أو يحطوهن بمرمي نيران السوريين أو يستخدموهن كمصائد في كمائن لايقاع الثوار… يعني قاموا بعمليات إبادة وحشية بحق الجزائريين اللي كانوا بيشكلوا القوة الضاربة بالجيش الفرنسي..
وهلأ متل ما لاحظتوا انو اسلوب الاستعمار ما اتغير وخططه الجهنمية باشعال الحروب واستغلال الشعوب.. هو نفسه مع تطور خفيف بوحشيته.. وهو انو قدروا مو بس يجندوا الأشقاء لمحاربتنا.. كمان نجحوا بانوا يجندوا الأخوة لقتال بعضهن وصاروا هنن نفسهن القاتل والمقتول…
وطبعا اكثر من ٧٠ سنة مرت علي جلاء المحتل الفرنسي عن بلدنا.. ما اتوانت الحكومة الفرنسية خلال كل هالسنين عن المطالبة بالسماح بنقل رفات الجنود من المقبرة إلى فرنسا (بحجة تكريمهم).. من الحكومة السورية اللي رفضت الموافقة على هالطلب… وبقيت مقبرة الضمير مقبرة الجزائريين موجودة كشاهد على ابشع جرائم فرنسا الإستعمارية بحق الجزائريين والسوريين.. خلصت الحكاية..
مبارح وصل وفد فرنسي من مثقفين ودعاة سلام كضيوف على سوريا.. بينهم جان لوي غورو (حفيد غورو تبع الانذار الشهير ماغيرو…) قال عم يقوم بزيارة عاسوريا بنية الاعتذار من الشعب السوري نيابة عن جدو إنذار غورو.. قصدي مسيو غورو..مدري ليش حسيت انو هالزيارة الها علاقة بمقبرة الضمير… واول مكان راح عليه هو السويدا واستقبله المهندس ثائر الأطرش (حفيد قائد الثورة السورية ضد الفرنسيين سلطان باشا الأطرش)..
ومتل اليوم بمناسبة ١٧ نيسان ب ٢٠١٨ قام العدوان الثلاثي أمريكا وبريطانيا وعلى راسهن فرنسا بقصف دمشق..
بكل الاحوال ١٧ نيسان عيد الجلاء اعتبروه السوريين هو عيد الرابع ورمز بداية الحياة.. بداية الربيع وعيد القيامة والبعث من الموت وعودة الحياة للطبيعة والأرض وعودة الفرح للإنسان..
انشالله بتعود الأفراح لديارنا ويعم السلام ببلدنا
وكل عيد وانتو بخير يالسوريين..
وحييتوا دايما….. وتحيا سوريا…