……………………………………………………………………………………
..حجر اللازورد يعد الأكثر شهرة بين الحجارة المعروفة في العالم ..فقط ارتبط هذا الحجر بالعالم الإلهي فهو صفة مقترنة باللآلهة ..وكان يظهر في قوائم اللفى الفاخرة في مدينة اوغاريت ..حيث شكل هذا الحجر أحد رموز السلطة والغنى..
وتكمن قيمتها في مظهرها الأزرق الجميل وهو حجر شبه كريم ..ولم يكن موجوداً في محيط منطقة اوغاريت ..استورد من مناطق بعيدة وكانت المناجم التي استخرج مها تقع في الشرق القديم /أفعانستان -باكستان -طاجكستان/
لقد ذكر هذا الحجر تحت التسمية السومرية /زاجين /كقطعة مميزة ضمن الصفقات التجارية مع الملك الحثي ..وكان هدية سياسية مميزة على شكل قطع مصنعة مشغولة أو على شكل مادة أولية ..
ويبدو بأنه كان لدى الحرفيين الأوغاريتين الذين ينحتون الحجر قدرة كبيرة ةتقنية عالية على فن نحت القطع الكبيرة المتوزاية السطوح..ويبدو بانه كان لديهم تشكيلة كبيرة من المواد تحت تصرفهم..
لقد قدم الى القصر الملكي في اوغاريت عدداً كبيراً من اللفى المصنوعة من صخور نادرة وشبه كريم ..أواني منزلية وقطعاً للزينة من العقيق وعناصر للترصع من اللازورد وقطع استثنائية من المرمر المرقط..
إن تنوع كهذا لا يوجد خارج القصر إنه علامة على تفنن وثراء الملك وإدراته العليا..
ومن المسلي القيام بمقارنة مع قضية أوغاريتية موضوع بحثنا ذكرتها رسالة مكتشفة في أرشيق المحفوظات الشرقية للقصر الملكي الكبير في أوغاريت أرسلها موظف كبير يسمى “ناجر هلي”عرفنا منها أن ملك اوغاريت كان يحاول أحياناً التهرب من فرض تقديم اللازورد الى الحثيين ..وكان يرسل لازورداً مزيفاً ..لكن الملك الحثي لم يدعه يستهين به ..فيرسل له رسالة عتب يقول فيها..
“ماهذه القضية أن يكتب مراراً إلى الملك الشمس الآن أرسل لك اللازورد “..
إن قلب الملك الشمس مفعم بالغضب والملك يخدعني : هل هذا الرجل يسغر مني ؟..حجر كهذه قد التقطها من الأرض وحملها لي وهو يقول : الآن أرسل لك اللازورد هل أرسلت لي فعلاً اللازورد ؟..من الأفضل آلا ترسل شيئاً من أن تلتقط حجراً من هذا النوع وترسلها لي كي لا تجعل قلب الملك يغضب بهذا الشكل ..الآن حاول أن تجد لازورداً حقيقياً قادماً من مكان ما…”
هذه الرسالة مكتوبة باللغة الآكادية ..وإن ترجمة الكلمة الآكادية المستخدمة لتسمية المادة المرسلة عوضاً عن اللازورد ليست سهلة ..يمكن أن تكون معدناً أو حجراً أومادة إصطناعية ..يمكن الاعتقاد بانها من الزجاج أو من الأزرق المصري ..
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..
.. اعادة