صفحة مجلة فن التصوير على الفيس بوك :
https://www.facebook.com/fotoartbookcom
مجلة فن التصوير الضوئي
http://www.fotoartbook.
مجلة المفتاح : …
#أرض_الورد مقال جميل للدكتورة بروين حبيب الشاعرة و الاعلامية البحرينية حول كتابي أرض الورد .. نشرته على موقعها على الانستغرام وسينشر في جريدة القدس العربي . تشعر بالغبطة عندما يكتب عنك شاعر حيث يكون للكلمات مذاق الشعر . شكرا دكتورة بروين .
أزهار … لا أعرف كيف برقت الفكرة في رأس المصور الفلسطيني أسامة السلوادي لينجز كتابا مصورا عن أزهار و ورود فلسطين، و لكنّها فكرة تفوق كل الأفكار الجميلة التي يخرج بها مبدعون من عمق المأساة ليفاجئوا بها العالم. ” أرض الورد” عنوان كتابه المصور، الذي يعدُّ أكثر من موسوعة لأزهار فلسطين، خاصة أنه أرفق كل زهرة باسمها العلمي و الإسم المعروفة به في فلسطين بمساعدة خبراء في علم النبات. الرّجل أخذ مشروعه على محمل الجد و تكبد مشاق إنجازه، ليقدم رسالة للعالم كله، على أن هذا البلد بلد للأزهار أيضا و أن حرائق الحروب و الإختلافات و الخلافات لم تمسح وجهه الجميل. 2700 صورة أنجزها المصور الصبور خلال مواسم الربيع، ليعيش ربيعه الخاص و يقدم ربيعا فلسطينيا أبديا لقراء حول العالم. و يبدو لي أن هذا الكتاب هدية قيّمة تفوق هدايا الدنيا كلها قدمها أسامة لبلده و يمكن لكل عاشق أن يهديه لمن يحب، فالورود لا تذبل في الكتب و لكنها تعيش للأبد. ثم حتى إن اعتقدنا أن الوردة الحقيقية أجمل و أبهى من الصورة فقد ثبت علميا أن صور الزهور لها تأثير حسن على المزاج، و يمكن أن نرى ذلك على وجوه زبائن الكتاب في المكتبات، أمام الكتب السياسية نجد قراء تبدو التعاسة على وجوههم، فيما رفوف الكتب المصورة مثل الطبخ و ترتيب الحدائق و السياحة تبدو البشاشة واضحة على ملامحهم. أقرأ الخبر الذي نُشر حول كتاب أسامة و عناوين كتبه السابقة ” ملكات الحرير” ، و ” بوح الحجارة” فتنتابني قشعريرة الإعجاب. العناوين وحدها قصائد مكتملة. إحالات فائقة الرّوعة على تاريخ مهدور من جماليات وطن يختصر اليوم في عدد قتلاه. لماذا اختار الأزهار هذه المرة يا ترى؟ الكاتب الفرنسي مارسيل بروست قال :” من يحب الأزهار يملك قلبا يشبهها” و هذا جواب يختصر قلب هذا المبدع من فلسطين. الأزهار لها سحرها، و هذا سر من أقوى الأسرار في الكون. الطبيبة النفسية جانيت هافيلون جونز من جامعة نيوجيرسي تخبرنا أن ثقافة الأزهار وجدت منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، حين لم تدخل الأزهار مادة تجارية و لم تدخل مختبرات الدراسة و الأبحاث، و هذا إثبات آخر للعلاقة الوطيدة بين البشر و الأزهار. نحن ترنّحنا بين من يحب الأزهار و من لا تعني له و من يعتبرها تقليد غربي يجب تفاديه… في كل الحالات يلزمنا الكثير من الحرية لنستعيد خامتنا الإنسانية المسلوبة منا، فالإنسان كان دوما جزءا لا يتجزّأ من الطبيعة، و ليس عدلا أن يفصل عنها.
د. بروين حبيب .
مقالتي هذا الأسبوع في #جريدة_القدس_العربي #بروين_حبيب