Jehad Hasan
ها إنّني قادمٌ من أوروبّا الّتي جئتُها قبلًا لاجئًا من الشّهباء حلب إلى تونسَ الحبيبة
يا تونسُ
أيا خضراءُ
يا موطنَ الأشقّاء
كم فرحتي كبيرةٌ إذ آتيكِ بالحبّ والسّلام
حاملًا بيديَّ غصنَ زيتونٍ وحمامةَ نقاءٍ
لتستقبلَني ” تطاوينُ ” مدينةُ الجمال بذراعيها الدّافئين وتمطرَني بقبلاتِها الأخويّةِ الصّادقةِ وفي قلبي شوقٌ عامرٌ للقياها
فيا تطاوينُ
يا بلدَ الضّياء
إنّي في ترابِكِ الطّاهر سأزرعُ أشجارَ حبٍّ وسلامٍ وبهاءٍ
وأنشدُ أغنياتِ بهجةٍ ومسرّةٍ على لحنِ قيثارتِكِ الشّجيِّ العذبِ
معًا
سننشد لأجيالِنا القادمةِ حتّى ترقصَ فرحًا وتنسى أوجاعَ الماضي والحاضر وتتعلّمَ الوفاءَ والإخلاصَ والتّلاقي
وحتّى تدركَ أنَّ الحياةَ وقفةُ عزٍّ وإباءٍ وشموخٍ
معًا
سنملأُ الأرضَ خيرًا وصلاحًا ونورًا وكلَّ ما يجعلُها أنقى وأجملَ وأهنأَ
نعم أيّها الأخوةُ والأخواتُ قد أتيناكم يقودُنا أملٌ لا يخبو ولا يضعفُ بلقاءٍ كلُّ ما فيهِ مثمِرٌ بما نحبُّ وما تحبّون وبما نشتهي وما تشتهون
إذْ لا قيمةَ للحياة ولا معنى بدون أناسٍ يجعلونها مفعمةً بكلّ ما يحفظُ ديمومتَها ويحرسُ أرضَها من الأشواك الخانقةِ للزّهر وينمّي في جنباتِها روحَ البذلِ والعطاء
تطاوينُ يا موطنَ الشّرف والإباء
قد أتيناكِ بكلّ ما في القلب من شوقٍ ولهفةٍ وحنينٍ للقاء الأنقياء الأصفياء
من كلّ مكانٍ جئنا حاملين رسالةَ عهدٍ ووفاءٍ وعزمٍ
معتبرين أنفسَنا من أهلِ تونسَ بل نحن أهلها وأبناؤها أهلُنا
ولا فرقَ
فجميعُ البلادِ العربيّةِ واحدةٌ بالدّم والهُويّةِ والمصيرِ
همُّها واحدٌ
وتاريخُها واحدٌ
ومستقبلُها أيضًا واحدٌ
ومعًا
سنبني حاضرَنا وغدَنا على صخورٍ متينةٍ من العِلمِ والتّآخي والانفتاحِ على العالم كلِّه بعيدًا عن التطرّف والجهل حاملين رايةَ السلام والمحبّة والوئام إلى أقصى أقاصي الأرض
فشكرًا جزيلًا ياتونسُ العظيمةُ على هذا الّلقاء وبارك الله فيكِ وحفظكِ من المكاره والشّرور وأدام عزَّك وفوزَكِ قيادةً وشعبًا
دمتم
وسلمتم