كانت هذه المنطقة مأهولة ـ قبل عمرانها ـ بعدّة قبائل انتشرت في سهلها الواسع الخصيب والقريب من مجرى العاصي . استقرَّ سكّانها أول الأمر في الكهوف والخيام وبعضهم عملوا أكواخاً من القِش ونصبوها فوق التـلّ . وكانوا يرتادونه ليلاً للنوم وينحدرون منه في الصّباح لرعي مواشيهم وليحموا نفوسهم من الوحوش ومن الغزاة الطامعين ، ثم حفروا حوله خندقاً واضعين التراب المُسْتَخْرَج منه فوق التلّ فكانت لهم القلعة حيث استمرّ تحصينها على مدى الزمن .
وسواء كان واضع أسس المدينة ( حَمث بن كنعان بن حام ) كما ذكر بعضهم ، أو (عملاق بن لود بن سام ) كما روى آخرون ، فإن زمن تأسيسها لا يتجاوز القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد كما أظهرت مكتشفات الكُسُرْ الفخارية في القلعة التي أخذت شكلها الهرمي .
ترتفع مدينة حمص عن سطح البحر 508 م وترتفع القلعة عن مستوى الأرض حوالي 32م ومحيطها 900 م وقطرها 275 م وعرض الخندق الذي يحيط بها يبلغ من 30 ـ 40 م
وفُرِشت أرضه بالحجر البازلتي الأسود وكان يحيط به سور يبلغ ارتفاعه بحدود 160 سم أُزيلَ بالتوسُّع العمراني للمدينة .
ويمكن وصف ما حول القلعة من جهاتها الأربع على النحو التالي :
هناك طريق عريض يصل بين باب التركمان وباب السّباع يُساير الخندق في مساره ، وإلى الجنوب منه تتجمّع مياه الأمطار في انحدار واسع ثم تأتي كروم العنب واللوز والأشجار المثمرة ، وإلى الغرب مقبرة باب التركمان وإلى الشمال منها قليلاً تأتي ساحة الميدان ( حالياً حي الميدان ) ، وإلى الجنوب سوق الغنم ( حالياً الصالة الرياضية ) وإلى الجنوب الشرقي مقبرة باب السّباع ، وإن المدخل الحالي للقلعة شاده الفرنسيون لأغراض عسكرية في الزاوية الشمالية الغربية .
وقد رمّمت مديرية الآثار سنة 1952 برج القلعة الشمالي وأظهرت السّور فَكُشِفَ باب ومدخل ينفذ إلى القلعة يشبه مدخل قلعة حلب ، واكتشفَ صهريج بعمق 27 م مكوّن من بضع طوابق لها أدراج طول ضلع مربّعه 5 أمتار ويُعتبَر من الفن المعماري الأيوبي النادر .
كما ذكرتْ مديرية الآثار في تقرير لها في تقرير لها أنه بعد السبر الذي أجرتْه سنة 1975 فوق تل حمص الأثري ـ أنقاض الطبقة البيزنطية ـ وجود قلعتين في العهد الإسلامي هما :
( القلعة الأيوبية والقلعة الحمدانية ) وتقوم القلعة الأيوبية فوق القلعة الحمدانية وقد نُسِبَتْ إلى
( أسامة بن منقذ ) بناها أبوه ( نصر بن علي بن منقذ ) سنة 1104 م وعُرِفَتْ فيما بعد بقلعةأســـامة.
انهارت القلعة الحمدانية بعد زلزال 1169 م ومن الممكن أن بعض الجدران والأبراج المتبقية حالياً فوق سطح القلعة هي أجزاء من القلعة الأيوبية . وقد اعتنى بالقلعة ( الملك المجاهد شيركوه بن محمد ) فحصّنها ووسّعها سنة 1197 ـ 1202 م ودَوَّن ذلك في أعلى البرج الشمالي ، كما يُنْسَب إليه جامع السلطان الذي كان فيها .
بقيت القلعة مقرّاً لحُكّـام حمص إلى أن خرَّبَ إبراهيم باشا أكثر أقسامها خلال فترة حكم المصريين لحمص ( 1832 ـ 1840 ) م وبنى بأحجارها مستودعات للجيش ( الدبويا ) مكان دار الحكومة حالياً .
كان في وسط القلعة أو في أحد جوانبها ( المعبد الأول ) الذي كان يحتفظ بالحجر المقدّس ،وفي صدر الإسلام يحتفظ مسجدها بمصحف عثمان بن عفّان ( رض ) المخطوط على رق الغزال وللحفاظ عليه نُقِلَ في بداية الحرب العالمية الأولى إلى جامع خالد بن الوليد ، ثم نقلَه جمال باشا السفّاح إلى إسطنبول . وبقي مسجد القلعة قائماً تُقام فيه الصلوات لفترة طويلة ، ومن الغريب إنه من الصعوبة تحديد موقع مسجد القلعة الذي كان عامراً قبل دخول الفرنسيين وأغلب الظن إنه يقع بعد مدخلها الرئيسي .
ونظراً لعدم الإهتمام بالقلعة وآثارها ، بنَتْ البلدية بأحجارجا عام 1911 م مستودعات المحروقات ( الكازخانة ) على طريق طرابلس وفي العشرينات من القرن الماضي قامت برصف الشوارع الرئيسية بأحجار القلعة التي كانت تُصَفِّح جوانبها .
استخدم الفرنسيون القلعة كموقع عسكري يُشرِف على المدينة . وبقيت بعد الاستقلال موقعاً عسكرياً ومكاناً لإطلاق مدافع رمضان والمناسبات الوطنية ، والآن لم بيق من آثارها ما يستحق الذكر . ولا يذكِّر أهل حمص بقلعتهم سوى برج الإذاعة والتلفزيون .
ولا يسعنا الآن إلاّ أن نرفع نداءنا إلى مجلس مدينة حمص للإهتمام بهذا الصرح الأثري الذي كان نقطة البدء لتأسيس هذه المدينة الذي تجاوز عمرها 4400 عاماً .
10/9/2005 المهندس جورج فارس رباحية
تنــويــه : وردَ في جريدة العروبة : العدد 12508 تاريخ 26/4/2007 مــايلي :
بدأ مجلس مدينة حمص بتنفيذ مشروع إنشاء الشارع والشريط الحدائقي المحيط بقلعة حمص بعد أن تمّ هدم جميع البيوت المحيطة بالقلعة وذلك من امتداد دوّار أبو فراس الحمداني وحتى دوّار إبراهيم اليازجي بحيث يكون الشريط الحدائقي امتداداً للشريط المنفّذ قديماً من الجهة الجنوبية وبعرض يتراوح مابين 25 ـ 40 م على امتداد محيط القلعة ، يليه شارع بعرض 25 م بحارتين ، كل حارة بعرض 9 م وبجزيرة وسطية بعرض ا م وأرصفة جانبية بعرض 5ر2 م لكل رصيف من جانبي الشارع مع الأخذ بعين الاعتبار إنارة الموقع بما يتناسب مع القيمة التراثية .
المصادر والمرجع :
ـ تاريخ حمص : ج1 الخوري عيسى أسعد 1939
ـ تاريخ حمص : ج2 منير الخوري عيسى أسعد 1984
ـ حمص دراسة وثائقية : سباعي وزهراوي 1992
ـ الجذر السكاني الحمصي : ج2 نعيم الزهراوي 2003
ـ جريدة العروبة العدد رقم 12508 تاريخ 26/4/2007
قلعة حمص الأثرية ..معلم تاريخي عريق
اشراف :براء الأحمد
ضمن أسوار المدينة القديمة ارتفعت قلعتها على رابية طبيعية في الجانب الغربي منها تعلو منحدرها الذي يحيط به الخندق أبراج مربعة وكأنها مدينة ملكية , ما زال عمران أحدها من الشمال الشرقي متكاملا في مظهره الخارجي .
اكتشف فيها صهريج بعمق 27 متراً يعود إلى العهد الأيوبي مكون من بضع طوابق , وهي تشبه قلعة حلب بشكل التل الذي تقوم عليه وشكل الدفاعات التي لم يتبق منها اليوم الشيء الكثير.
تاريخها قديم جداً يعود إلى الحثيين والآراميين وآثارها المتبقية في موقعها أشارت إلى إنه كان مأهولا منذ النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد, وهي تروي لنا تاريخ المدينة وقصة هذه القلعة التي كانت صامدة أمام الغزاة ولا تزال شامخة رابضة فوق هضبتها, رغم تعرضها كغيرها من المواقع الدفاعية لغزوات وحصار وفتوحات وزلازل منتهية بسرقة إبراهيم باشا لأحجارها و أعمدتها , واعتداءات و إهمال كبير بعد خروج المحتل الفرنسي .
، أما باقي تحصيناتها فتعود إلى العهدين المملوكي و العثماني، وقد لعبت دوراً مرموقاً في التاريخ وخاصة في عهد الدولة الأيوبية والمماليك.
الموقع
تقع القلعة في الجنوب الغربي للمدينة القديمة على تل ارتفاعه 32م عن مستوى الطريق العام , شكله مخروط ناقص أسفله طبيعي صخري وأعلاه صناعي وجوانبه مبلطة بصفائح من الحجر الأسود, وترتفع عن سطح البحر نحو 495م, و كان يحيط بها خندق دفاعي وسور المدينة الذي يمتد من باب التركمان غربا و حتى باب السباع جنوبا, وقد بقيت معالم آثار هذا السور غير واضحة حتى تمت إزالته من أجل توسيع الطريق حول القلعة وردم الخندق و تم تحويله مؤخراً إلى حديقة عامة.
أقدم المواقع في حمص
يعتبر موقع القلعة من أقدم المواقع التي سكنها الإنسان في حمص، فقد وجدت فيه كسر فخارية تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، أي إلى حوالي عام 2400ق.م، ويميل الاعتقاد إلى أن الحمدانيين 929 -1003م هم بناة القلعة الأولى وقد انهارت نتيجة زلزال عام 1170م, فرممها الملك المجاهد الأيوبي شيركوه بن محمد، ونقش ذلك على حجر فيها يؤرّخ عام (1198-1202م).
سبب التسمية (قلعة أسامة)
نسبت القلعة إلى أسامة بن منقذ , والحقيقة إن القلعة الحمدانية لم يبنها أسامة بل إن أباه نصر بن علي بن منقذ أخذها من خلف بن ملاعب في 29 شوال من عام 1104, عندما كان نصر صاحب شيزر خاض معركة ضد خلف بن ملاعب بدعم من السلطان ملك شاه سلطان حلب المدعوم من سلطان السلاجقة وانتصر وقتها على خلف واستولى على قلعة حمص وهي التي عرفت فيما بعد بقلعة أسامة .
القلعة عبر التاريخ
لدى متابعة المراحل التاريخية التي مرت على القلعة نجد أن مدينة حمص وقلعتها اتسعت عندما أصبحت حمص تابعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية في سورية وخاصة في عصر جوليا دومنا ابنة كاهن الشمس في حمص .
وحسب المصادر ليس هناك نصوص وشواهد تاريخية إلا تقرير مديرية الآثار بعد السبر الذي أجرته سنة 1975, وذكر فيه ( … بنيت فوق تل حمص الأثري, فوق أنقاض الطبقة البيزنطية , قلعة إسلامية ويعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى عهد الحمدانيين, فقد كشف السبر عن بعض أثار جدرانها, وأظهرأن قلعتين تقوم واحدة الأيوبية فوق الأخرى القلعة الحمدانية …).
ويقال : إن القلعة الحمدانية انهارت نتيجة حدوث الزلزال عام 565, ومن الممكن إن الأبراج وبعض الجدران القائمة حالياً فوق سطح مرتفع القلعة هي الأجزاء المتبقية من القلعة الأيوبية والتي يعتقد إن بناءها يمكن أن يرجع إلى عهد حكم أسرة أيوبية حمص , ربما من عهد المنصور إبراهيم 637-644 ) .
بعد الفتح الإسلامي
يقول القلقشندى:اكتسبت قلعة حمص أهمية عظيمة بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام حيث كانت مدينة حمص الجند الرابع من الأجناد الخمسة.
ويذكر ابن الأثير أن نور الدين الشهيد قد جدد ما تهدم من أسوارها وقلعتها بعد الزلزال ثم جددها و زاد في تحصينها الملك المجاهد شيركوه بن محمد شيركوه الذي حفر خندق القلعة وعمقه ووسعه لأنه من الثغور الإسلامية المندوب إليه حصانته وساق إلى حمص المياه و (أطاعه في ذلك العاصي الذي لم يطع قبله لغيره من الملوك ) ونقش ذلك على الحجر سنة 594-599 هجرية , و الكتابة الأولى موجودة في أعلى البرج الشمالي على أربعة سطور محفورة بالخط النسخي الأيوبي الجميل وهي (أمر بعمارته شيركوه بن محمد في سنة أربعة و تسعين و خمسمائة), و الكتابة الثانية (بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذا البرج الملك المجاهد شيركوه بن أسد الدين محمد بن شيركوه ناصر أمير المؤمنين أعز الله أنصاره تولى عبده موافق سنة تسع و تسعين و خمسمائة).
وعند قدوم الظاهر بيبرس إلى مدينة حمص سنة 664هجرية قام بترميم ما تصدع من سفح القلعة بعدما رأى إن الخراب آخذ بالتسرب إليها وأعاد إليها متانتها ليعتصم بها الجند وقت الحاجة, و بقيت القلعة شامخة حتى دانت المدينة و قلعتها العاصية لإبراهيم باشا المصري بعد انتصاره على العثمانيين في حملته على بلاد الشام سنة 1248هجرية , وبقي فيها ثماني سنوات و قد رأى من أهلها تشبثهم بالدولة العثمانية فتشدد في معاملتهم و دمر القلعة تدميرا كاملا و أخذ حجارتها الضخمة و أعمدتها و بنى بها مقراً و مستودعات لجيشه خارج أسوار المدينة و سميت (الدبويا) , وهي مقر دار الحكومة حاليا, ولما عاد الحكم العثماني للمدينة هجرت هذه القلعة وصارت تفتك فيها و في جامعها و بلاطاتها معاول النقض وسرقت أحجارها حتى احتلت من قبل الفرنسيين الذين شادوا فيها بعض الأبنية و حصنوا أطرافها بالأسلاك الشائكة .
كما أن القلعة في صدر الإسلام احتفظت في مسجدها وفي خزانته الخاصة بمصحف عثمان بن عفان( رضي الله عنه )المخطوط في خلافته على رق غزال , وكان نصيب مدينة حمص الأجناد الرابع هذا المصحف الشريف , وحفاظاً على المصحف الشريف فقد قام أبناء المدينة في بداية الحرب العالمية الأولى بنقله من مسجد القلعة إلى جامع خالد بن الوليد , وبقي فيه عدة سنوات حتى أتى جمال باشا السفاح وحمله معه إلى استانبول مع ما نهبه من ثروات من بلاد الشام , ويوجد العديد من الوثائق القديمة والأوامر السلطانية التي تشير إلى ذلك .
أوصاف القلعة
أظهرت الدراسات أن القلعة عبارة عن قلعتين تقوم واحدة (الأيوبية) فوق الأخرى (الحمدانية)
تأخذ شكلاً هرمياً ويبلغ قطرها من الأعلى نحو ( 275 ) م , ترتفع عن مستوى الطريق العام ( 32 ) م, وترتفع عن سطح البحر نحو ( 495 ) م, ويحيط بالقلعة وأسوار المدينة من الخارج خندق عميق لغرض دفاعي , ويستدير حول القلعة من باب التركمان في الغرب إلى باب السباع في الجنوب وعرضه من الأسفل 30-40م , وقد فرشت أرضه بالحجر الأسود الصلد ,ويحيط بالخندق من الخارج سور عريض لا يعرف مقدار ارتفاعه الحقيقي لأنه لم يبق له أثر واضح من كثرة التعديات, وقد شوهد بقايا هذا السور قبل إزالته وتوسيع الطريق حول القلعة وردم الخندق حيث كان يرتفع نحو 160سم , ويحيط بالخندق طريق عريض يصل بين باب التركمان وباب السباع , ومن الجنوب من هذا الطريق يأتي انحدار واسع تجتمع فيه مياه الأمطار ثم تأتي كروم اللوز والعنب والأشجار المثمرة , وإلى الغرب من القلعة تأتي مقبرة باب التركمان وإلى الجنوب منها سوق الغنم ( الصالة الرياضية حالياً ), وإلى الغرب والشمال قليلاً يأتي الميدان الأخضر ويجاوره المسبح , والميدان الذي يلي القلاع بشكل عام هو من ملحقات القلعة ومن صنع الملوك والسلاطين لأغراض عسكرية , و إلى الجنوب الشرقي من القلعة تقع مقبرة باب السباع .
أما من الداخل فإنه يستدير بالقلعة أرض مستوية وواسعة , تبدأ من باب التركمان في الغرب وحتى باب السباع في الجنوب حيث يقع المدخل الرئيسي للقلعة في الزاوية الشرقية الشمالية من القلعة والقريب من باب السباع .
ويذكر في بعض الوثائق العثمانية إن هذا الموقع الواسع كان أرضاً مناسبة لجمع المحاصيل الزراعية الموسمية التي كانت تزرع حول المدينة ولذلك كانت تسمى أرض البيدر .
وكان المزارعون من أبناء المدينة يستأجرون هذه الأرض لجمع محاصيلهم فيها ليؤمنوا عليها من شر اللصوص وذلك لقاء أجر يدفع لجهة مسجد القلعة , وفي مطلع القرن الماضي سكن هذا الموقع من تعسرت أحوالهم من أبناء المدينة وتحت حماية بعض أصحاب النفوذ من أبناء الحي .
ما قيل في وصف القلعة
– يصفها الرحالة ابن جبير عند زيارته مدينة حمص في القرن السادس الهجري بقوله : (… وبقلبي هذه المدينة قلعة حصينة منيعة , عاصية غير مطيعة , قد تميزت وانحازت بموضوعها عنها ).
– ويقول المقدسي : حمص ليس بالشام أكبر منها وفيها قلعة متعالية عن البلد تُرى من خارج .
– وينقل أحمد وصفي زكريا وصفاً للقلعة عن السائح التركي أوليا جلبي فيقول:
(.. كانت تشبه بتلها وبطراز بنائها قلعتي حلب وحماة ,شيدت فوق تل علوه عن سطح البحر 533م, يرجح أن أسفله طبيعي صخري, وأعلاه صناعي, وهو على شكل مخروط ناقص ..).
– ويقول مدير متحف برلين : ( .. وصلنا حمص في 24 تشرين أول الساعة 5.20 صباحاً عن طريق بابا عمرو ..شاهدنا أبراج حمص من المنطقة المحاذية للطريق الشمالي من بحيرة قطينة , وكلما أقترب الناظر من أسوار المدينة شاهد بوضوح قلعة حمص وما تدفنه من بقايا معمارية وخاصة بقايا بعض الأبراج على سطحها..)
التحريات الأثرية
إن أقدم موضع نشأ فيه السكن بحمص هو تل حمص ( قلعة حمص أو قلعة أسامة ) الذي يبعد عن أقرب نقطة من نهر العاصي حوالي 2.5 كم .
لم تكتشف حتى الآن أي قرائن أثرية تثبت وجود سكن في حمص قبل 2500 ق.م , إلا أن التحريات ودراسة اللقى الفخارية السطحية المكتشفة في الطبقات الدنيا من التل أثبتت أن الموقع مأهول اعتباراً من النصف الثاني من الألف الثالثة ق .م , يبلغ قطر التل حوالي 275م, ويفترض أنه يدفن ضمن طبقاته حمص القديمة قبل توسعها خارج حدود التل, إبان العصر الروماني اكتشف في تل حمص كسر فخارية من النموذج المعروف بـ كؤوس حماه وهي نموذج من الفخار أرخ في الربع الثالث من الألف الثالثة ق.م , أي حوالي عام 2400 ق.م , وهذه القرينة الأثرية تؤكد وجود سكن في تل حمص معاصر لنفس السويات الأثرية المكتشفة في المشرفة , قطنا, وتل النبي مندو, قادش, وحماة و إيبلا .
وكشفت التحريات الأثرية في التل أيضاً عن وجود كسر فخارية من عصر البرونز القديم الرابع حوالي 2200/ 1900 ق .م , مما يثبت بشكل ما استمرار السكن في حمص خلال تلك الفترة الزمنية , إلا أن السكن استناداً إلى تلك التحريات انقطع بعد هذا التاريخ حيث لم يعثر على كسر فخارية تمثل عصر البرونز الوسيط من 1900 / 1550 ق. م , وهي الفترة التي ازدهرت فيها كل من قطنا وقادش وماري .
عاد السكن إلى حمص بعد عام 1550 ق.م , وهو ما أكدته القرائن الأثرية مثل الكسر الفخارية التي عثر عليها , وكأن أوج تلك الفترة الغزو الحثي لوسط سورية وتبعية قادش لإمبراطورية شوبيلوليوما والصراع الحثي المصري وما نتج عنه من احتلال متبادل لوسط سورية (قادش حمص ), واستنادا إلى نفس التحريات الأثرية السابقة فقد استمر السكن في تل حمص خلال الألف الأولى ق.م ( عصر الحديد ) حيث عثر على كسر من الفخار النوذجي المعروف لفترة عصر الحديد, هذه الفترة التي ظهر فيها الممالك الآرامية والتي من المعتمد أن حمص كانت إحداها .
وضعها الحالي
في العشرينيات من القرن الماضي قامت بلدية حمص بتوسيع بعض شوارع المدينة القديمة ورصفها ورصف الشوارع الرئيسية خارج أسوار المدينة باقتلاع القسم الكبير من تصفيح القلعة لهذا الأمر. ثم استخدمها الفرنسيون عند استعمارهم البلاد كموقع عسكري هام ومشرف على قلب المدينة ليرصدوا حركتها وحركة سكانها من كل جانب, ونصبوا على سطحها مدافعهم الموجهة على قلب المدينة , ومن هذا الموقع أطلقوا نيران مدافعهم وأسلحتهم أيام الثورة السورية الكبرى على السكان والعابرين وصولاً إلى ساحة باب السوق وطريق حماة ليقع البعض من أبناء المدينة شهيداً على أرض الوطن , وبعد الاستقلال بقيت موقعا عسكريا , ومكاناً مناسباً لإطلاق مدافع رمضان والعيدين والمناسبات الوطنية .
كما رممت مديرية الآثار العامة برج القلعة الشمالي عام 1952 , وأبرزت السور , وكشف دونه باب ومدخل ينفذ إلى القلعة يشبه إلى حد ما مدخل قلعة حلب , وقد اكتشف في القلعة أيضا صهريج بعمق 27 متراً مكون من بضعة طوابق لها أدراج, طول ضلع مربعه 5 أمتار, ويعتبر من الفن المعماري الأيوبي النادر .
هي قلعة مدينة حمص الأثرية، وهي عبارة عن أطلال قلعة بمدينة حمص.
تقوم على رابية طبيعية يحيطها خندق ويعتبر موقعها من أقدم المواقع التي سكنها الإنسان في حمص، فقد وجدت فيه كسر فخارية تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، أي إلى حوالي عام 2400ق.م، ويميل الاعتقاد إلى أن الحمدانيين 317-394هـ/929-1003م هم بناة القلعة الأولى وقد انهارت نتيجة زلزال عام 1170م فرممها الملك المجاهد الأيوبي شيركوه بن محمد، ونقش ذلك على حجر فيها يؤرّخ عام 594-599هـ [1198-1202م].
لعبت القلعة دوراً مهماً في الفترة النورية والأيوبية وحتى المملوكية، وكان من أهم الأمراء الذين تعاقبوا عليها الملك المجاهد شيركوه.
تشبه القلعة قلعة حلب بشكل التل الذي تقوم عليه، وشكل الدفاعات، ولم يتبق منها اليوم الشيء الكثير. وقد كشفت الحفريات عن وجود صهريج عميق داخلها.
بالصور تعرف على / قلعـــــــة حمـــص / – قلعة حمص الأثرية ..معلم تاريخي عريق – ترتفع مدينة حمص عن سطح البحر 508 م وترتفع القلعة عن مستوى الأرض حوالي 32م ومحيطها 900 م وقطرها 275 م وعرض الخندق الذي يحيط بها يبلغ من 30 ـ 40 م – المهندس جورج فارس رباحية ..- براء الأحمد ..
http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php…
http://almoofta7.com/vb/showthread.php?p=289358#post289358