………………………………………………………………………………………..
عند الحديث عن الحرفة الأوغاريتية من الطبيعي أن نعتقد أن مدينة اوغاريت كانت أهم مركزمن مراكزها ..والعلاقات التجارية مع بلدان شرق المتوسط كلها وبحر إيجة قد جعلت من أوغاريت نقطة جذب لمختلف ضروف الحرفيين كل حسب تنوع حرفهم وتخصصهم..
لقد دلت الوثائق التي تتعلق ترجماتها بجمع الضرائب والتي اكتشفت في أرشيف راشبابو بن ادادا ” رئيس السوق في اوغاريت ..أن السلع التي خضعت للتحصيل الضريبي ضمت كؤوساً نحاسية وبرونزية وفضية ..وتسمح الويثقة التي بين أيدينا موضوع بحثنا وهي مكتشفة في الأرشيف نفسه ..
تمثل هذه الوثيقة أهمية خاصة بالنسبة لتقويم أوضاع الحرفيين.. فهي تتضمن قائمة التوريدات التي ساهم السبّاكون فيها اضافة الى لائحة الاستحقاقات الضريبية المترتبة عليها ..بقي ان نذكر بأن جزء من النص مشوه..حمل لنا الجزء السليم منه والمترجم نذكر منها:
مائة وزنة من البرونز متبقية بذمة السبّاك “كسّاتفلامو.. أربعون وزنة من البرونز متبقية بذمة متبعلو -الراعيش –
ثلاثون وزنة من البرونز متبقية بذمة السبّاك اريامو ..
الف وزنة من البرونز متبقية بذمة اراتو –
خمس مائة وزنة من البرونز متبقية بذمة ماتانو -الراعيش ”
من خلال ما ذكر يعتقد أن هؤلاء الحرفيين الذين لم يشر الى اماكن اقامتهم ..نستطيع ان نؤكد بانهم عاشوا في مدينة اوغاريت نفسها وهذا ما يشير الى إشارةفي النص غير مباشرة كلمة grt”..المدينة ..بشكل واسع للدلالة على مدينة أوغاريت ..ولكن الحرفيين كانوا يقيمون في القرى والمزارع الأخرى التي كانت تدخل ضمن قوام مملكة اوغاريت وحدودها الإدراية
عموماً يتضح من النص أنه كان يتوجب على حرفيي أوغاريت تادية توريدات محددة إلى خزينة المملكة ..وهذه التوريدات هي كمية من المعادن التي يتعامل فيها كل حرفي حسب تخصصه ..
و من الطبيعي انه كانت لدى الخزينة سجلات لهؤلاء الموردين ..
وأخيراً :يجب أن نشير هنا الى المكانة الخاصة التي كانوا يتمع بها الحرفيون الذين كانوا ينتسبون الى الفئة المسماة في أوغاريت “ناس الملك” أو ما يطلق عليهم “pns-mlk”
أوغاريت مهما تعمقنا في حضارتها وفي مكنونات القها والحياة التي عاشتها يبق هناك الكثير الكثير من خفاياها لم يكشف بعد ..
ستبقى اوغاريت شاغلة الدنيا ومالئة الناس ..
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..