_الإسم : أمال الحجار _الجنسية : تونسية _أستاذة تعليم ثانوي _فني سامي في الصحة العمومية _دبلوم في التجميل _مصممة أزياء _عازفة عود _عضوة إتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين _عضوة إتحاد الفنانين التشكيليين بالمنستير _عضوة بالجمعية العلمية لفنيي بدائل الأسنان _عضوة إتحاد الفنانين الفوتوغرافيين التونسيين _عضوة جمعية الفنون الجميلة بالمنستير _عدة معارض محلية ودولية فردية وجماعية _عدة جوائز وشهائد
_العنوان : كانسات الشوارع _المقاس : 46/36 _التقنية : زيت على القماش
“القراءة” نرافق الفنانة التونسية “أمال الحجار ” في رحلتها الإبداعية التي إنطلقت منذ عقود والمتميّزة إلى يوم الناس هذا والتي كرّست فيها فلسفتها الخاصة والمتنامية عبر الزمان والمكان والقائمة على الجمع بين الأصالة والتقليد والحداثة والمعاصرة لتصوغها في أعمال مبتكرة تحمل بصمتها الخاصة والمختلفة لغيرها فمن الحنين إلى الماضي وما تختلجه من عشق لجذورها وتاريخها وما تحمله وما تحمله الحضارة من صور ورموز لاتأبه إلا أن تكون أيقونة ساحرة ، تذهب إلى عالمها الفكري والروحي لتصوغه في عمل فني مبتكر وفريد. من هذا المنطلق أخذت بالقراءة لوحة الفنانة “أمال الحجار” بعنوان “كانسات الشوارع” بتقنية الزيت على القماش يظهر من خلالها ثلاث نسوة الأولى من الجهة اليمنى في حالة وقوف تحمل بيدها اليسرى عصى أما الثانية والثالثة فهما في حالة إنحناء تحميل الأخيرة معول بيدها تستعمله للتنظيف. غلب في هذا العمل إعتماد الألوان الحارة وفيه تعبير عن ملامح الحياة القاسية وما تعانيه النسوة في تلك الظروف الشاقّة ثم تنبعث من حولهم خطوط منحنية تارة ومستقيمة تارة أخرى تأخذ المشاهد إلى عالم من السحر والغموض تضفي فيه زخما للتعبير الفني والفرادة الشخصية. تظهر الفنانة مدى حميمة علاقاتها الإنسانية وإرتباطها بالبيئة والطبيعة المحيطة بها . ففي فراغ اللوحة تتدافع تلك النسوة في حركات مختلفة بزيّهن التقليدى التونسي وفي ضبابيّة تغيّب ملامحهن وكان الفنانة تعمدت سترهن وعدم الكشف عن هويتهن إذ لا تهمها شخوصهن بقدر ما يهمها ما يقمن به من عمل إنساني وما يحمله من رمزية وحركاتهن وما يلبسن من رداء فبدين في حالة مرح وسعادة وكأنهن يرقصن وفي حالة تفاؤل وجديّة في نفس الوقت. هن باحثات عن الرزق يسرن بخطوات ثابتة في تعبير عن الكينونة وفي تلخيصات جذابة وإختصارات معبّرة رافضة للتفاصيل المعقدة . من أصباغها وأشكالها تتدفق تعابير لدى الفنانة كلها دلالات تجمع بين متناقضات عدّة فمن السكون تخلق الحركة ومن الظلّ يسطع النور ومن الكدح تبعث الراحة النفسية والسعادة… بالرغم مما يحوم حول النسوة من ضبابية إلا أن الفنانة ترفع عنهم غبار الحياة فيتجلى مدى الوضوح والتماهي بينهن فتجدهم يسردن أحلى القصص ويرسمن أجمل الإبتسامات ويبعثن أرقى وأسمى الرسائل وهن في حالة عمل عنوانه الشقاء والتعب وأصله النظافة والجمال. ذهبت الفنانة أمال الحجار من خلال عملها الفني من المشهد الواقعي المحمل بالحياة والعفوية في تجسيد وتصوير ثلاث نسوة في حركات مختلفة هنّ “كانسات الشوارع” إلى الإنطباعية وما فيها من دلالات فنية فدمجت بين حيوية المشهد الإنساني وتوظيف المعطيات التشكيلية في فكر ما بعد الحداثة، حيث إعتمدت الفنانة فكر متفرد في توظيف المشهد داخل الإطار وإقامة معادلة متوازنة في المساحات اللونية تماهت فيها حيوية المشهد والفرشاة. جسدت الفنانة هذا التكوين وكلها وعي بإيقاع وتوازن ووحدة اللوحة في كل تفاصيلها وتشكيلاتها كما بدت الفنانة تنحو في هذا العمل نحو تبسيط العمل الواقعي متخطية خصائص الرؤية التقليدية والتركيب الضاهري البسيط.