حواجز اللغه .. مضحكاتها ومآزقها !
( بارك الله فى من أهداك ضحكةً من القلبِ تترقرقُ منها عيناك .. والحسنةُ بعشرِ أمثالها )
………………………………………………………
فى سهرةٍ جمعت من الأصدقاء رواداً من الأدباء والظرفاء .. تبارى الجميع فى سرد مواقف مرت بهم لاتُنسى .. بعضها مضحك وبعضها محرج وبعضها إعترافات لشقاوات طفوليه مضى عليها زمناً فسقطت عقوبتها ?
كانت البدايه لزميلٍ رافقنا فى بعثتنا إلى روسيا وكنا قد تلقينا دورةً سريعه لمدة شهر للتعرف على اللغه الروسيه التى لا يجيدها الا رئيس البعثه فقط .. فى صالة الغداء فى أول يوم لنا بالفندق بموسكو كنا قرابة عشر من الزملاء وحضر إلينا النادل ( الجرسون ) لتلقى الطلبات فبلَّغناها جميعاً لرئيس البعثه لينوب عنا فى ترجمتها للنادل .. إلا زميلةً واحده قررت أن تقوم بهذا العمل بنفسها مستغنيه عن خدمات رئيس البعثه .. فأشارت إلى أحدى الوجبات وأرادت أن تقول له ( ممنوع لحم الخنزير ) وترجمتها باللغه الروسيه تنطق هكذا ( سڤينينا نيلزا ) فاختلط عليها الأمر فقالت ( سفينكس نيلزا ) وترجمتها باللغه العربيه ( أبوالهول ممنوع ) وكدنا جميعاً نسقط من الضحك وهى تنظر إلينا بغضب ممزوج بثقه شديده فى نفسها وتكرر الجمله ثلاث مرات وما كان ضحكنا سخريةً منها بل كان من وقع المفاجأه التى أضحكتنا ولجمتنا عن تصحيح الجمله لها حتى نلتقط أنفاسنا ونحن نرى حال النادل الروسي الذى وقف فاغراً فاهُ فى حيره قائلا لها ( سيدتى لست واثقاً أن لدينا فى المطعم أبو الهول نُطعِمُه للنزلاء ) !
زميلٌ آخر من رفقاء الرحله بعدما عاد ببضع سنوات قليله توفيت زوجته الطبيبه رحمها الله وكانت سيده فى غاية الجمال والأناقه فنصحه البعض بالزواج للخروج من عالم الحزن الذى تلحف به فوافق وتبرعت زميلة لنا بمساعدته فى إيجاد زوجه مناسبه له .. كانت قد رأت منذ سنوات أختاً لأحد المعارف سيده رقيقه هادئة الطبع صبوحة الوجه يرتسم على محياها شيءٌ من الإنكسار بعدما طُلِّقت من زوجها بسبب عدم قدرتها على الإنجاب ورأت أنها مناسبه جداً خاصةً أن هذا الزميل لديه أبناء من زوجته المتوفيه ولا يرغب فى المزيد .. تحدثت الى شقيق العروس فى هذا الأمر وكانت لم ترها منذ بضع سنوات وتحدد موعد اللقاء فى بيت أخيها .. يقول فى الموعد المحدد ذهبت مع الزميله وكان إستقبالاً جميلاً وضيافه فاخره .. وحضرت سيده وقوره ترتدى خماراً بنياً وتضع نظاره طبيه سميكه على عينيها وجلست تتحدث معهم فى لطف ووقار .. ظننتها فى البدايه والدة العروس وأعجبنى أسلوبها الراقى فى إنتقاء كلماتها وثقافتها الواضحه و بعد مضى قرابة ساعه من الوقت سألتها فى أدب لماذا تأخرت العروس إننى متوق لرؤية إبنة حضرتك بعد تشرفى بلقائك فالأصل الطيب لا يخفى على عين .. وكان موقفاً لا يُحسد عليه أحد بعدما همست لى زميلتى أن تلك السيده هى العروس .. وسط إرتباكى وارتباك الجميع ضحكت ببلاهه قائلاً ( والله .. أهلاً يا فندم لقد تشرفت بكم ياجماعه ولكنى مرتبط بموعد هام ومضطر للإستئذان .. فى الطريق نظر ت الى الزميله قائلاً ( الله يسامحك يا شيخه ما كنتش عارف إنك صاحبة مقالب بالشكل ده ) !
صديق آخر حكى أنه أثناء دراسته بالمدرسه الإعداديه حضر أحد موجهى مادة الموسيقى الى المدرسه لإختيار بعض الأصوات للعمل فى أوبريت للأطفال فى إحدى المناسبات الوطنيه .. فطلب من الطلاب أنه من يجد فى نفسه قدره على الغناء بصوت حسن فليتقدم .. قام اليه بعض التلاميذ فكان يختبر أصواتهم على نغمات البيانو دون إقتناع .. وتقدمت أنا قائلاً أنا يا أستاذ صوتى جميل وكنت أغنى فى حفلات المدرسه الإبتدائيه فقال هيا يا بطل أسمعنا صوتك .. وبمجرد أن نطقت بأول النشيد الوطنى ( بلادى بلادى ) وقبل أن أستكمل ( لكِ حبى وفؤادى ) إذا به يغلق البيانو صائحاً ( إمشى يابن ال …….. قلبت معدتى الله ينعل أ …… ) ههههههههه
ختمتها أنا بحكايتى مع إحدى زميلات العمل .. آنسه مسيحيه خفيفة الظل جداً كانت حزينه على وفاة والدها قبل أن تتزوج .. عندما سألتنى إحدى صديقات والدتى إن كنت أعرف زميله مسيحيه حلوه وبنت ناس للزواج من مهندس يعمل فى محافظة المنيا .. فأبلغت زميلتى فوافقت .. حضر الى العمل شقيق العريس وزوجته لرؤية الزميله قبل المقابله التى تقرر أن تتم بعد أسبوع فى كنيسة كليوباترا بمصر الجديده بعد أن أعجبتهم الزميله التى إستبشرت خيراً لما رأت شقيق العريس وكان طبيباً فى غاية الوسامه والأناقه يشبه الأوربيين فى ملامحهم وتهذيبهم .. فى يوم المقابله طلبت منى زميلتى مرافقتها الى الكنيسه .. كان المكان مزدحماً وكانت أول مره لى أحضر قداساً فى كنيسه وفجأه رأيت زميلتى تشدنى من يدى وتقول لى هيا نخرج بسرعه قبل أن يلمحونا ولم أفهم ووجدتها تغرق فى الضحك وهم يقتربون بعد ان كانوا قد رأونا بالفعل .. وحينها فهمت هههههههههه .. كان العريس ( وأستغفر الله لا نسخر من خلق الله ) عباره عن قزماً من الأقزام غارقاً فى بدله يحاول إن تعطيه شيئاً من الحجم ورأسه تشبه الشمام الإسماعيلاوى ولم تستغرق المقابله إلا ربع ساعه عرف كلٌ منهم نتيجتها بلا إفصاح .. العجيب هو ما حدث بعد ذلك عندما جاءتها زميله أخرى بعريس شقيقاً لطبيبه صديقةً لها وكانت المقابله هذه المره فى المستشفى التى تعمل بها وإذا بها تفاجأ أنه نفس المهندس القزم الذى قابلته فى الكنيسه وكان لقاءً كوميدياًهذه المره عندما أغرق الإثنان فى الضحك وهو يقول لها ( وافقى بقى يا فلانه واضح إن أنا قدرك طلعتلك فى البخت مرتين ) هههههههههه
إمتدت السهره بحكاوى كثيره ضاحكه .. بعضها لا يحسن عرضه من باب الستر هههههههههه جئتكم بقطوفٍ منها داعيةً لله أن يسعدكم بلقاء من يهديكم ضحكه من القلب صافيه وسعادةً لا تنتقص من مال ولا من عافيه .. فمن بات ليلهُ ضاحكاً أشرق صباحه مستبشراً وأفاض على من حوله نوراً وبركةً وأجراً حسناً من ربٍ كريم !