Mahmoud Salem
في بداية الستينيات من القرن الماضي وفى يوم عيد الأم فى مصر ذهب الشاعر الغنائى الكبير “حسين السيد” فى زيارة إلى أمه فى ليلة عيد الأم وكانت تسكن فى أحد الأحياء الشعبية فى الدور السادس وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته اكتشف أنه نسى شراء هدية لأمه بهذه المناسبة وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلماً وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه فى عيد الأم، وقد كتب ما يلى وبشكل تلقائى بدون مسودة مبدئية:
ست الحبايب
يا حبيبة
يا أغلى من
روحي ودمي
يا حنينه
وكلك طيبة
يا رب
يخليك يا أمي
ست الحبايب
يا حبيبة
زمان سهرتي
وتعبتي وشلتي من عمري ليالي
ولسه برضه
دلوقتي بتحملي الهم بدالي
أنام
وتسهري وتباتي تفكري
وتصحى من
الآذان وتيجي تشقري
يا رب
يخليك يا أمي
تعيشي لي
ياحبيبتي ياأمي ويدوم لي
رضاكي
أنا روحي
من روحك انتي وعايشة من سر
دعاكي
بتحسي
بفرحتي قبل الهنا بسنة
وتحسي
بشكوتي من قبل ماأحس أنا
يارب يخليكي ياأمي يارب يخليكي ياأمي
لو عشت طول
عمري أوفي جمايلك الغالية عليه
أجيب منين
عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية
نور عيني
ومهجتي وحياتي ودنيتي
لو ترضي
تقبليهم دول هما هديتي
يا ست
الحبايب يا حبيبة يا حبيبة
ثم طرق حسين السيد باب الشقة وفتحت له والدته وبدأ يسمعها
كلمات الأغنية ففرحت بها جداً ثم وعدها على الفور بأنها سوف تسمعها فى اليوم التالى فى الإذاعة المصرية بصوت غنائى جميل وقال السيد هذا بشكل عفوي دون أن يعرف كيف سيفى بهذا الوعد
ثم اتصل حسين السيد على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وأعطاه كلمات الأغنية على التليفون فأعجب عبد الوهاب كثيراً بكلمات الأغنية وقام بتلحينها فى بضع دقائق ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر عنده وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها، وفى صباح اليوم التالى 21 مارس ذكرى عيد الأم غناها فى البداية محمد عبد الوهاب على العود فقط ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها فى الإذاعة بالتوزيع الموسيقى، وبذلك أوفى حسين السيد وعده لوالدته، وربما هذه العفوية والصدق الذى يملأ الأغنية هو سر نجاحها لأكثر من خمسين عاما والتى تحتفل بيوبيلها الذهبى هذا العام كأهم أغانى عيد الأم .