كيفيّة انقاذ الشَّرق من الأنفاق المظلمة والظَّالمة الّتي يعاني منها الشّرق والعالم العربي من المحيط إلى الخليج!
صبري يوسف ـ ستوكهولم،
8. الاستعانة بالمفكِّرين والمبدعين والبحّاثة في العالم العربي بكافّة أطيافهم وتيّاراتهم وتطلُّعاتهم وشرائحهم، لسنِّ قوانين ودساتير جديدة وتطوير هذه الدّراسات والقوانين عبر كل دورة نيابيّة جديدة، بحيث أن تخضع القوانين لتطوُّرات وتحديثات العصر، وتعديلها بما يناسب تطوُّرات الوضع الرّاهن في البلاد على كافّة الأصعدة العلميّة والفكريّة والثّقافيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة، لمواكبة العصر بكلِّ تطوّراته، لأنَّ كل قوانين الدُّول النّاهضة والمتقدّمة تخضع لهذا التّطوّرات عاماً بعد عام، ويتمُّ صياغة قوانين جديدة، إلّا في دنيانا في العالم العربي، إذ غالباً ما نرى قوانين موغلة في القدم، تسير عليها البلاد منذ عقودٍ وأحياناً تسير عليها منذ قرونٍ من الزّمن، والحياة تتغيّر وتتطوَّر بشكل دائم. وما هو مناسب منذ عام أو عامين أو عشرة أعوام هو غير مناسب تطبيقة في الوقت الرّاهن في بعض جزئياته وتفاصيله، فلا بدّ من مواكبة العصر بكلِّ تطوّراته الحاصلة والمتغيّرة، ولا يجوز نهائيّاً تحجير وتخشيب الدّستور وحشوه ضمن قوالب جامدة طويلة الأمد، لأنّ كل قوانين الكون تتطوَّر عاماً بعد آخر، فلِمَ لا نتطوِّر ونغيّر قوانين العالم العربي أيضاً نحو الأفضل بما يتناسب تطوُّرات العصر الّذي نراه يتغيَّر في بلدان العالم المتقدّم؟! لقد آن الأوان أكثر من أي وقتٍ مضى، أن يتمَّ دعوة المفكِّرين والمفكِّرات في العالم العربي بكلِّ أطيافهم لعرض رؤاهم الفكريّة والتَّنويريّة والدِّيمقراطيّة وصياغة أفكار حضاريّة راقية من رؤاهم المستنيرة، لسنِّ دساتير وقوانين جديدة تواكب حضارة اليوم، كي نلحق بحضارة ومدنيّة العصر، لا أن نحكم على علمائنا ومفكّرينا ومبدعينا بالسّجن والطّرد من البلاد، لأنَّ أي دولة ما لم تسمع إلى مفكّريها الخلّاقين والمبدعين باهتمامٍ كبير وجاد، ستبقى في الدَّرك الأسفل، فيما إذا اعتمدت على أفكار وقوانين قديمة وعتيقة ولا تصلح لهذا العصر، فلو نظرنا إلى أي جيلٍ من الأجيال، نجد على الأغلب أنَّ الأبناء يتقدّمون في غالب الأمر على آبائهم، إلّا إذا كان هناك طفرات معيّنة لدى أب ما أو أم ما، يتقدّم/ تتقدَّمُ عن أبنائه/ أبنائها، ويكون أو تكون سابقة عصرها وهذا نادراً ما نجده في بلادنا وإن وُجِدَ فغالباً ما يكون في جانب واحد، وليس في كل جوانب الحياة، فلو ألقينا نظرة على أي وزير ثقافة في العالم العربي، ونقارنه بأي طفل، عمره ما بين 10 ــ 15 سنة، نجد أنَّ الوزير غير قادر على استخدام موبايله وحاسوبه بالتّحديثات المعاصرة وتقنيّات العصر مثل أي طفل من أطفال أخيه أو أخته أو حتّى أولاده! فغالباً ما يكون الطّفل ملمّاً بهذه التّقنيات أكثر من وزير الثّقافة والصّناعة ووزير المال أيضاً، وهذا ينسحب على كل مفاصل وزارات الدُّول العربيّة من المحيط إلى الخليج، لهذا لا بدَّ من الإستفادة من أفكار المفكِّرين والمفكّرات والأجيال المستنيرة في كلِّ التّخصُّصات، ونضعهم في موقع المسؤوليّة في أرقى المناصب، ونستلهم من أفكارهم قوانين جديدة لسنِّ دساتير تناسب عصرنا المتسارع، ففي كل يوم نجد مخترعات وتحديثات كونيّة ولا بدَّ أن نكونَ جزءاً لا يتجزّأ من تطوّرات الكون ونواكب هذه التَّطوّرات كي نعيش مع حضارة ومدنيّة الكون ونبني علاقات طيّبة مع بلداننا وبلدان العالم بطريقة إنسانيّة وئاميّة راقية، استناداً إلى قوانين تقودُنا إلى تطوّراتٍ خلّاقة للغاية!