في 19 فبراير/شباط 2019، شهد عشاق رصد الأحداث الفلكية ظاهرة القمر العملاق أو» سوبر مون»، حين يبدو القمر أكبر حجماً، وأكثر إشراقاً.

ونحاول في هذا التقرير الرد على تساؤلات عن أسباب ومواعيد وظروف حدوث ظاهرة القمر العملاق.

عام 2019 يشهد 3 أقمار عملاقة

حدثت ظاهرة القمر العملاق هذا العام (2019) في 21 يناير/كانون الثاني 2019، تزامناً مع الخسوف الكلي للقمر.

كان القمر آنذاك على مسافة 357.715 كيلومتراً عن الأرض. وسوف يظهر القمر العملاق في 19 فبراير/شباط 2019.

عندها، يكون القمر على مسافة 356.846 كيلومتراً من الأرض.

كما سيتكرر ظهورi في 21 مارس/آذار 2019، عندما يكون على مسافة 360.772 كيلومتراً عن الأرض.

وهذا يعني أن القمر العملاق في فبراير/شباط 2019، سيكون الأكبر حجماً لهذا العام، وفق موقع Time and Date.

متى تحدث ظاهرة القمر العملاق؟

يجب أن تعرف أولاً أن مدار القمر حول الأرض ليس دائرياً، وإنما بيضاوي الشكل.

ونتيجة لذلك تختلف المسافة بين القمر والأرض على مدار الشهر والسنة. وتسمى أقرب نقطة إلى الأرض «الحضيض»، وأبعد نقطة هي «الأوج».

تحدث ظاهرة القمر العملاق عند اقتران القمر عند اكتماله «طور البدر» مع وجوده في نقطة الحضيض «أقرب نقطة للقمر مع الأرض».

ولهذا يظهر القمر أكثر لمعاناً بنسبة 15% عن القمر المتوسط، وأكبر حجماً بنحو 7% عن القمر المتوسط.

كما يكون القمر نحو 30% أكثر إشراقاً من القمر في نقطة الأوج، وأكبر منه حجماً بنسبة 14%.

ببساطة، القمر العملاق يكون قريباً من الأرض، أما إذا اقترن البدر مع أبعد نقطة له مع الأرض والتي تسمى «الأوج»، فيُطلَق على القمر آنذاك القمر المصغر.

المحاق أيضاً يطلق عليه قمر عملاق عند انطباق الشروط

غالباً ما يشار إلى القمر الجديد «المحاق» في نقطة الحضيض بالقمر العملاق أيضاً.

ولكنه يحظى باهتمام أقل، لأنه يكون غير مرئي، لوجود الشمس والقمر في الإحداثيات السماوية نفسها، وهو ما يمنع انعكاس ضوء الشمس عليه.

وعندما يخرج القمر من هذا التراصف مع الشمس يبدأ ضوء الشمس في الانعكاس، وتظهر أطوار القمر الأخرى.

مَن أول من ابتكر الاسم؟

السوبر مون أو الـ Supermoon ليس مصطلحاً فلكياً علمياً، وأول من ابتكره المُنجّم الأمريكي ريتشارد نول في عام 1979.

عرّفه بأنه القمر الجديد «المحاق» أو الكامل «البدر» الذي يكون في حدود 90% من أقرب نهج له بمداره أي في الحضيض، وليس من الواضح سبب اختياره 90% تحديداً.

أما الاسم العلمي للقمر في هذه الحالة فهو Perigee-syzygy، أي نقطة اقتران القمر مع نقطة الحضيض.

تأثير القمر العملاق على المد والجزر والكوارث الطبيعية

وللقمر العملاق تأثيره في المحيط، فيؤدي إلى ظهور المد والجزر بشكل غير عادي.

من الطبيعي أن تنشأ حركة المد والجزر بفعل جاذبية الشمس والقمر، ويعلو المد إلى أقصى دورته عندما يكون القمر بدراً أو محاقاً.

فعندما يقترن البدر أو المحاق مع نقطة الحضيض (القمر العملاق) يبلغ المد أقصاه.

على الرغم من أن محاذاة الشمس والقمر تؤدي إلى زيادة طفيفة في النشاط التكتوني، فإن تأثيرات القمر العملاق على الأرض ضئيلة.

أجرى كثير من العلماء دراسات، ولم يعثروا على أي شيء مهم يمكن أن يربطه بالكوارث الطبيعية.

البعد عن المدن قد يساعد في رصد الاختلاف

يختار محبو رصد هذه الظواهر اللجوء إلى أماكن بعيدة عن أضواء المدينة، لتجنب الأضواء التي يمكنها حجب وضوح الأجرام السماوية.

كما يختارون الأماكن المرتفعة، فهي تزيد من مثالية العرض أيضاً.

وغالباً لا يستطيع الهواة تمييز القمر العملاق بأعينهم، إلا أن الخبراء في مجال الرصد يقولون إنهم يستطيعون اكتشاف الاختلاف ما بين القمر العملاق والقمر العادي.

القمر العملاق في برج خليفة

يلجأ بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تصوير الظواهر الفلكية ونشرها على حساباتهم الشخصية، وقد نشر ولي عهد إمارة دبي، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فيديو بتقنية الفاصل الزمني على صفحته الشخصية بموقع إنستغرام. وظهر فيه القمر العملاق وراء برج خليفة بدبي.

كما ظهرت صور أخرى يتعانق فيها القمر العملاق في برج خليفة.

وكما تُظهر كثير من الصور الحقيقية التي توثق تلك الظواهر، يلجأ البعض إلى فبركة الصور، لحصد الإعجابات.

وتُظهر تلك الصور المفبركة القمر العملاق كبيراً جداً، كأنه سيقع على الأرض.