الأبيض والأسود في الرواية
قد تكون عبارة “الأبيض والأسود” مجتمعة أو مفككة من العناوين الشائعة في روايات أجنبية، رغم أن روايات عربية كثيرة حملت هذا الاسم أيضاً في العقود الماضية. وهي من بين العناوين وكذلك في مضامين هذه الروايات التي قد تتناول تناقضات ما أو تمظهرات متضادة متكاملة، أو فكرة العنصرية او الاستبداد أو غير ذلك.
لكن نختار هنا بعض القصص والروايات الشهيرة التي مرَّت في عناوينها عبارة الأبيض أو الأسود أو كلاهما معاً.
رواية الزنبقة السوداء
“الزنبقة السوداء” هي رواية الكاتب الفرنسي الشهير ألكسندر دوما، الذي اشتهر برواياته التاريخية التي تجمع ما بين المغامرات الفردية والأحداث السياسية… ومن أشهر أعماله (الفرسان الثلاثة) و(الكونت دي مونت كريستو).
تدور أحداثها في هولندا في القرن السابع عشر، حيث كانت الاضطرابات السياسية والقتال على أشده بين الأحزاب السياسية المتصارعة وفي خضم هذه الصراعات تنشأ قصة حُب بين كورنيليوس وروزا وينشأ السر الكبير لاكتشاف نوع نادر من الزنابق ذات اللون الأسود.
تختلط السياسة بالمغامرات بالحُب في هذه الرواية، حيث كثيراً ما يكون الحُب ضحية السياسة، ويكون الطمع والحسد أقوى من الأخلاق.
حليب أسود للروائية التركية أليف شفق
مدفوعة بقوة الأمومة وعطائها، وعشق الكتابة وأسرارها، تنقل التركية أليف شفق في يومياتها “حليب أسود” الصراعات التي اعتملت في داخلها قبيل زواجها ثم أثناء حملها بابنتها وإنجابها، ثم يوميات الكاتبة الأم، ومحاولات التوفيق بين الكتابة والأمومة، والتساؤل عما إن كان أحد الأمرين يعارض الآخر أو يقف في طريقه.
تخوض شفق في مذكراتها في مواضيع الأمومة والكتابة والأدب، وتعرض مختلف الآراء التي تتناول هذه العلاقة الشائكة، وتنقل حكايات عدد من الأمهات الكاتبات، وبعض حكايات أولئك اللائي فضلن الكتابة على الأمومة، وتنقل وجهات نظرهن ودفاعهن عن اختياراتهن، معلقة عليها تارة، ومعجبة بهن تارة أخرى.
خطوط الحمار الوحشي البيضاء والسوداء كبصمة إصبع الإنسان، كل واحدة تختلف عن الأخرى. ويُعتقد بأنها تساعده في التمويه ضد الحيوانات المفترسة، ولكن الأهم في الأمر أنها تقوم بتنفير أنواع عديدة من الحشرات الصغيرة التي تعتمد على الدم ونقل الأمراض.
الزئبق الأسوديُعدّ الزئبق الأسود من المعادن الأسطورية التي يكثر البحث عنها، فهو يمثل كنزاً لكثير من الناس، بعضهم يؤمن بوجوده والبعض الآخر يشككون فيه، ذلك السائل الذي يعطي صاحبه سر الخلود والطاقة الكبيرة، ويستغله المشعوذون والكذَّابون، لخداع الناس وإشعارهم بامتلاك القوة والمال والسيطرة.
قام جابر بن حيان بتقسيم الزئبق إلى نوعيْن، النوع الأول وهو الزئبق الطبي الرمادي المعروف الذي يستخدم في عدة مجالات أهمها في أدوات قياس الضغط وغيرها، والنوع الثاني هو الزئبق المركَّب من كل المواد الكيميائية الموجودة في الجدول الدوري، الذي أخذه الناس والعرَّافون على أنه الزئبق السحري، ويقال له الزئبق الفرعوني، أو زئبق الكهنة، حيث يُعتقَد أن الفراعنة كانوا يضعون قارورة زجاج صغيرة عند رقبة الملك وفي رحم الملكة عند تحنيطها حتى يعطيها القوة ويحرسها من الجن والعفاريت، ولكن بعد الفحص تبيَّن أن هذه الزجاجة تحتوي على دم الملك ومواد التحنيط ومواد عضوية، وبفعل التحلل تحوَّلت إلى سائل لزج قريب من كثافة الزئبق.
الصندوق الأسوديعتقد كثير من الناس أن لون الصندوق الأسود في الطائرات هو الأسود، ولكن لونه برتقالي أو أصفر، وذلك لتمييزه بسهولة بين حطام الطائرة. ولا يزال سبب منحه هذا الاسم غير معروف تماماً. فالبعض يقول إنه سمي باللون الأسود لأنه يسجل حوادث سوداء ككوارث تحطم الطائرات. ويسمى أيضاً بـ “مسجل معلومات الطائرة”. هناك رأي آخر يعود بالتسمية إلى أن مسجلات المعلومات الأولى نفسها كانت سوداء اللون من الداخل لمنع التسربات الضوئية من تدمير شريط التسجيل كما في غرف التصوير الفوتوغرافي.
يستخدم مصطلح “الفيل الأبيض” على مستوى الاقتصاد في الدول، أو على مستوى استثمارات الشركات والمؤسسات أو حتى على مستوى الأفراد إذا ما كان استثمار أموالهم أو أوقاتهم في مشاريع غير مفيدة وغير مجدية اقتصادياً، ولا تحقق عوائد مجزية مادياً أو معنوياً على أرض الواقع، أو تشغيلهم في المؤسسات في أعمال ضخمة من حيث حجمها والمجهود المبذول فيها ولكنها غير مهمة من حيث القيمة.وفي التراث التايلندي تحترم الفيلة احتراماً كبيراً، ومنها الفيل الأبيض الذي يكون لونه مزيجاً من اللونين البنّي والأبيض، وهو فيل من فصيلة خاصة ويملكه ملكِ تايلند بحكم القانون. وتقول القصة التاريخية إن الملك اعتاد إهداء فيل أبيض لأعضاء حاشيته الذين يرغب في القضاء عليهم والتخلص منهم، إذ إن تكاليف رعاية هذا الحيوان باهظة جداً، وبهذا يضمن صعوبة معيشتهم، في الوقت الذي لا يمكنهم فيه التفريط فيه كونه هدية الملك.
في العام 1953م، كان خبراء الطيران يجاهدون في سبيل معرفة أسباب حوادث سقوط عدد من طائرات شركة “كوميت” التي بدأت تلقي ظلال الشك على مستقبل الطيران المدني برمته. وبعد عام اقترح عالم طيران أسترالي يدعى ديفيد وارن صنع جهاز لتسجيل تفاصيل رحلات الطيران. وكان الجهاز الأول أكبر من حجم اليد، ولكنه يستطيع تسجيل نحو أربع ساعات من الأحاديث التي تجري داخل مقصورة القيادة وتفاصيل أداء أجهزة الطائرة. وأصيب الدكتور وارن بالدهشة عندما رفضت سلطات الطيران الأسترالية جهازه وقالت إنه “عديم الفائدة في مجال الطيران المدني”. وأطلق عليه الطيارون اسم “الأخ الكبير” الذي يتجسس على أحاديثهم. فنقل الدكتور وارن ابتكاره إلى بريطانيا التي رحَّبت به بحماس، وبعد أن بثَّت إذاعة بي بي سي تقريراً حول الجهاز تقدَّمت الشركات بعروضها لتطويره وصناعته.