اليوم نعود مرة اخرى لنستكمل هذه السلسلة من اللقاءات مع المصورين العرب المتألقين في محور الحياة البرية و تحديدا ، في تصوير الطيور والتي بدأناها في الاسبوع الماضي مع المصور أحمد صبحي .وحلقة هذا اليوم نكرسها لقامة فوتوغرافية أخرى في فن الفوتوغراف العربي، الا وهو المصور المبدع أحمد سالم رجب الذي طالما استوقفتنا قنصاته الرائعة في محور الحياة البرية والطيور وأبهرتنا زوايا لقطاته شبه المستحيلة. نلتقي به اليوم لنتعرف على تجربته الغنية وما احرزه من نجاح طوال مسيرته الفوتوغرافية التي بدأها في العام 1991. فباسم عرب بكس نقدم له جزيل الشكر على استجابته لدعوتنا وعلى الوقت الذي خصصه لنا وعلى هذه الردود التي تنم عن حرفية عالية ومعرفة علمية دقيقة بعالم الطيور والتي نستخلص منها الكثير من النصائح التي يقدمها لنا جميعا ولاسيما لهواة تصوير الطيور من الشباب. :
- بداية حدثنا عن نفسك .. من هو أحمد سالم رجب ، في اي مدينة في مصر ولدت واذا امكن سنة الميلاد؟
بداية الأمر اسمي أحمد سالم رجب -حاصل على بكالوريوس التربية الفنية جامعة حلوان عام 1998 ومدرس فنون بوزارة التربية والتعليم المصرية . مصري من مواليد مدينة بنغازي بليبيا الشقيقه عام 1974. ومن أبناء مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية.
- متى بدأت علاقتك بالتصوير وما سر توجهك لتصوير الطيور؟
كانت بداياتي مع التصوير الفوتوغرافي عندما اشترى لي والدي كاميرا فيلمية سنة 1991 تعرفت من خلالها على عالم التصوير، حيث تنقلت بعد ذلك بين أنواع كثيرة من التصوير والكاميرات، وتطورت الهواية حتى وصلت إلى المستوى الاحترافي الحالي في مجال (الحياة البرية) الذي عشقته هو الآخر، وكانت بداية تعلقي به حين كنت أشاهد والدي يسمع صوت أي طائر، فيذكر لي اسمه الشعبي الدارج، ومن هنا كنت أقضي أوقاتاً طويلة أبحث خلف الأسماء الحقيقية العلمية للطيور والحيوانات وفصائلها، وأقوم بدراستها من خلال المراجع والإنترنت، وفي مرحلة لاحقة من عمري انتقلت إلى الأماكن المفتوحة والصحراء، لأقضي أوقاتاً بها في مصر والخليج، وكانت الطيور هي مؤنسي وتعرفت على الكثير من مصوري الحياة البرية، كما شاركت في العديد من الصالونات والمسابقات الدولية لتصوير الحياة البرية والطيور، وحصلت على ما يقارب 16 جائزة دولية، ومن أحدثها جائزة الصالون الذهبية بصالون مونتينجرو الدولي الخامس للتصوير الفوتوغرافي 2017 وميداليتي الصالون الذهبية بصالوني كرواتيا وصربيا الدوليين 2018، إضافة إلى اختيار لجنة التحكيم لصوره من صوري في أكبر مسابقة تصوير طيور بالعالم (BPOTY) 2018 .
- ما هي التحضيرات التي تقوم بها قبل التصوير، هل هناك تخطيط مسبق لعملية التصوير؟
بالنسبة للتحضيرات والتخطيط للتصوير فذلك يشمل دراسة اماكن تواجد الطيور وسلوكها ومواعيد هجراتها السنوية وتحضيرات خاصهة بالتصوير مثل التمويه الجيد والصبر وانتظار اللحظات الحاسمة لأخذ اللقطات التي تنقل جمال خلق الله الى الناس.
- ماهي الطيور المفضلة لديك؟ و ماهي الصعوبات التي يواجهها مصور الطيور؟
كمصور طيور فكل الطيور محببة الي ولكن اهتممت ببعضها في الدراسة والمتابعة وكان اشهرها طائر الرفراف الابقع وهو ما توسعت في متابعته ودراسته اكثر من خمس سنوات كاملة وحصلت له على لقطات نادره تم عرض احداها بموقع ناشيونال جيوغرافيك العالمي .
- هناك لقطات تبدو تعجيزية او مستحيلة مثل لقطات الطيور في حالة شجار وهي محلقة او في وضعيات اخرى ، هل هناك حيل أو خدع او فوتوشوب وراءها؟
لا يوجد ما يسمى باللقطات التعجيزية في عالم متابعة وتصوير الطيور وانما هي لحظات رصد ومتابعة ناجحة وتنتهي بإقتناص لحظات تفاعلية قوية للطيور سواء اثناء الصيد او اثناء المعارك بين الطيور على مناطق النفوذ والتكاثر.
اما استخدام بعض المصورين لبرامج التعديل الرقمي لاظهار لحظات غير واقعية لمعارك او لحظات صيد غير حقيقية بتركيب طرائد او ظروف جوية او خلافه للصورةاو حذف اجزاء منها لاظهار عنصر ثاني فيسمى بالصور الخيالية الابداعية ولا تحتسب من ضمن الصور الواقعية ولا تقبل في مسابقات الحياه البرية العالمية .
- هل تعرضت الى موقف معين اثناء مسيرتك الفوتوغرافية او هناك حادثة أو مفارقة تود ان ترويها لنا، هل خذلتك المعدات يوما؟
من المواقف التي لا أنساها، تلك الصورة التي التقطتها لطائر صياد السمك الأبقع، والمنتشر بكثرة على ضفاف نهر النيل بمصر، حيث كنت أحلم بالحصول على لقطة له وهو في وضع الانقضاض من الهواء على السمك في الماء، وظللت ثلاث سنوات أذهب لأماكن وجوده بشكل شبه يومي، بهدف التقاط الصورة، حتى تجمع أمامي ذات يوم ثلاثة طيور من الفصيلة نفسها، وبدأوا في اصطياد الأسماك وحدثت مشاجرة بينهم، ونجحت في ذلك اليوم في التقاط ما يقارب 800 صورة، وعدت إلى البيت متعباً للغاية،فعدلت بعض الصور وحفظت باقي الملف في الارشيف الذي ارجع اليه على فترات لتعديل بعض الصور وبعد عام تقريباً عدت لنفس الملف لابحث فيةه على بعض الصور للتعديل وكانت المفاجأه وجدت صورة بين الصور نسيتها فكانت سعادتي لا توصف بعد أن حصلت على صورة تمنيتها والتي نُشرت بعدها في موقع (ناشيونال جيوغرافيك) العالمية في فبراير (شباط) 2017.
- نتمنى ان نعرف ماهي المعدات التي تستخدمها: الكاميرا ، العدسات ، الفلاتر وغيرها وهل لديك كاميرا او عدسة مفضلة ترافقك دائما؟
يعد الفوز بصور متميزة من الحياة البرية أمراً صعباً للغاية، ويتطلب الكثير من الدراسة والممارسة فهو من أصعب أنواع التصوير، بسبب مخاطر التعامل مع بعض الكائنات مباشرة، ولا خيار أمامنا سوى دراستها جيداً قبل التعامل معها، لكن في الوقت نفسه يُظهر المصور في النهاية للبشر ما لا يستطيعون رؤيته في حياتهم العادية، وهي أيضاً من أكثر أنواع التصوير تطلباً للإنفاق عليها لما تحتاجه من معدات باهظة الثمن، والسفر كثيراً وطويلاً، حيث يتوجه أينما وجدت الكائنات التي يعمل على رصدها، كما أن معداتها تكون أثقل وعدساتها أكبر لتقريب المسافات، وتعتمد على الكاميرات الرياضية، وذلك لسرعة الالتقاط التي يحتاجها المصور لاقتناص لحظات في جزء من الثانية.
ولذلك فقد تدرجت في معداتي التي استخدمها للتصوير حتى توصلت للمعدات الاقرب لما احتاج وهي كاميرا سريعة تلتقط عشرة صور متتالية بالثانية وعدسة زوم من ٢٠٠ ملم وحتى ٥٠٠ ملم لتظهر ملامح الطيور الجميلة .
من روائع لقطاته