المبدع # محمود_ شبر ..
إنتفاضة فنان يقدم رسالته الإنسانية الصادقة ضد الحرب..
– بقلم: فريد ظفور
–
- المعرفة والفن هما الثروة التي لا تنفذ..والفنان محمود شبر رسول محبة وثروة فنية..ولست أزعم بأن هذا الفنان يمثل الثقافة العراقية زمن الحرب…لكنه جزء منها..وأحد أركانها ووجوهها..ونحن نعمل لإغناء كنز الثقافة الفني بالإسناد إلى أفضل مافي التراث العربي..وهو ضخم في التأريخ الحضاري في بلاد الرافدين وبلاد الشام وفي الحضارة الفرعونيه وغيرها..مضاف إليه إبداعات الفنانين العرب في مختلف المجالات والميادين المعرفية للوصزل إلى هذا الكنز الذي يكبر يوماً بعد يوم..وله باب موصود لاتفتحه إلا الأعمال الإبداعية المفعمة بالمحبة..لأن الثقافة هي التي تصوغ وجدان الفنان العراقي محمود شبر..في سبيل توثيق آثار الدمار والحرب على البشر والحجر ..الفنان الذي أضاء بلاده بمفهوم جديد كان بحق رسام الحرب..وكان وكانت أعماله ثورة تشكيلية بكر ..شكلت حداً و منعطفاً في المسيرة التشكيلية العربية..ونهض على صوت نفيرها وحركة ألوانها كل الضعفاء والمعذبين في الأرض..
- خيارنا أن نكون أو لانكون..في تمسكنا بتراثنا الحضاري..فالتراث العربي هو النحن بالمعنى الدقيق للكلمة وهو الأصالة والهوية ..وتراثنا يعني السلاح في معركة الوجود ولكنه بالريشة والقلم والألوان.. وأهمية التراث في الفن تعادل وجودنا..لأنه يعطي هوية لنتاج الفنان محمود شبر ..فلا أصالة بدونه ولا إعتبار لنتاج فني من غيره لأنه نحن,,ولا نكون بدونه..كونه يعطيه شخصية فنية مستقلة في هذا العالم..ولن تكون له هذه الشخصية إلا إذا قدم لجمهوره فناً أصيلاً له خلفيته المرتبطة بوطنه العراق.لذلك فهو الذي يعطيه وجوداً مستقلاً وحضارة عربية معاصرة..لها هويتها التي تسعى للوقوف في وجه الأطماع التي تحيط بنا..وقبول التحدي الحضاري الذي يهدف لطمس وجودنا المادي واللامادي والمعنوي والفني والثقافي..وهذا يجعلنا نجافظ على تراثنا والتمسك به والتأكيد عليه للحفاظ على وجودنا ضد الغزو والإحتلال..
- لقد أخذ الفنان محمود شبر ..من الفن القديم لبلاد الرافدين حيويته وحركته ..وقد أخذت أعماله قيمة شاعرية غنائية معزوفة بأنامله الإبداعية..فأصبح الطير البابلي المغرد خارج السرب ..يعشق الحكايات ويرسم عاصمة بلاده بغداد ..المدينة الدامية بالألوان المائية..وينقل بلوحاته مايجري على خشبة مسرح أرض الدم..ويعتبر هاجس الفناني مايجري في بلاده..والفن رسالته للعالم..مستلهماً الماضي مؤكداً على الشخصيات التاريخية والقصص الشعبية والأسطورية من ملحمة كلجامش وتشريعات حمورابي..والثور المجنح والأسد البابلي..وشهرزاد وشهريار وعلي باب والأربعين حرامي والسندباد..وأخذ من الواقع الشعبي الحياة اليومية للناس ..وبتقنية مميزة يجمع بين الجوانب المأساوية..والقيم الشاعرية فبرزت المرأة بأغماله على نحو جمالي ..إلا أن هذه الجمالية لم تكن عائقاً أمام إستشفاف الحالة الإجتماعية العراقية بما تحتويه من مآسي وأفراح..والتي يؤكد فيها الفنان محمود ..على الحركة وعكسها وعلى التلاحم والتضاد اللوني في سياق عاطفي حار لا يتخلى عنه..وهكذا نجد أنفسنا حيال تجربة فنية تشكيلية غنية بمفرداتها ومصادرها وجمالياتها ومضامينها الثقافية والفلسفية..مع ملاحظة الرغبة العارمة عند الفنان محمود شبر للتخلص من الصيغ الكلاسيكية للفن التشكيلي والتوجه إلى التعبيرية ثم التجريدية..وفي مرحلته التعبيرية كان الإنسان والمواطن العراقي هاجسه والدراما هدفه..فقدم ذلك عبر عناصر إنسانية تكشف عن داخلها أكثر من مظهرها الخارجي وتظهر لنا الألم الإنساني عبر هذه السمات إضافة إلى تعابير الوجوه العاكسة للمضمون الإنساني.. لذلك أضحى الفنانالمبدع محمود شبر ..يشكل إنتفاضة فنان يقدم رسالته الإنسانية الصادقة ضد الحرب..حاملاً غصن الزيتون بيد وريشته بالأخرى..