Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
<b>الإنسانية .. من مُكوّنات العدسة ! (الجزء الثالث)</b>
تحدّثنا الأسبوع الماضي عن المصورين الذين يبادرون بصناعة الحلول من خلال ابتكار أفكارٍ خلاّقة ومشاريع مؤثرة تصنع فارقاً إنسانياً في حياة العديد من الناس.
سنتحدّث عن مساحةٍ خاصة، تتقاطع فيها الإنسانية مع الجرأة والشجاعة والتضحية أيضاً، فبعض المصورين الصحفيين قدّموا خدماتٍ جليلةٍ للإنسانية، بدافعٍ من حسّهم العالي بالواجب تجاهها. خاطروا بحياتهم عشرات المرات، بعضهم فقد حياته والبعض الآخر تلقّى إصاباتٍ خطرة، فقط لينقلوا للعالم مرارة الحقيقة، وبشاعة الاعتداء على إنسانية الإنسان في العديد من الحروب والنزاعات وأعمال العنف والتطرّف المختلفة. بعض الصور ولّدت تياراً كهربائياً ذو تردّدٍ عالٍ في عقول وقلوب مشاهديها، الأمر الذي أدّى لاشتعال الرأي العام وتحرّكه سريعاً لاحتواء غضب الشارع وتقديم الحلول التي تتناسب مع حجم المعضلة. الصورة كانت لسان الحقيقة الناطق بالنيابة عن المكلومين محدودي الحيلة والوسائل، لتوصلها لكل الناس وتضغط باتجاه الحلول.
المصور الذي يعتنق فكرة كونه معنياً بأيّة تحدياتٍ تواجه الإنسان في أيّ زمانٍ ومكانٍ، مصورٌ ذو طاقةٍ مستدامةٍ معطاءةٍ مؤثّرةٍ في المجتمع المحيط، بينما هي غير قابلةٍ للنضوب أبداً! هذا النوع من المصورين تجدهم في أوقات فراغهم أو إجازاتهم، بعيداً عن مشاريعهم الأساسية، يعملون بنفس الروح الإنسانية المُبهِجة، مُنتجين أعمالاً أقل صعوبة لكنها ليست أقل قيمةً بكل تأكيد.
تجدهم يستخدمون نفوذهم في العلاقات العامة لجمع طفلٍ مريضٍ بنجمه المفضّل، وتصوير المشهد ونشره كنموذجٍ من نماذج الفرح التي قد تُسهم أكثر من العلاج الطبيّ في اكتمال الشفاء. هذا النموذج البصري ينتشر بتفاصيله في وسائل الإعلام ويصبحُ مثالاً يتكرّر كثيراً وتشرق نتائجه البيضاء على وجوه الأطفال المبتسمة. تجدهم ينسّقون مع ذات النجم لتنظيم أحداثٍ يعودُ ريعها لتمويل حملاتٍ أو مشاريع إنسانية، صانعين امتداداً إنسانياً ناصعاً لأفكارهم.
فلاش
توظيف العدسة لخدمة الإنسانية .. قلةٌ من المصورين يحملون رايته بنجاح
<b>جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي