حواري مع جريده الوحده
شكرا جزيلا
للأستاذه نور نديم عمران
_______________________
حجارة صافون…من رحم الألم ولد هذا الفن..
واجه الكثير من النقد في البداية وقوبل بكثير من الحب في النهاية ؛ فليس كل من وضع حجرين فوق بعضهما اصبح فناناً..
للحجر أبجدية أبدعها جبل صافون الأوغاريتي و زوجته سما أورنينا التي التقيناها مؤخراً وجمعنا الحوار التالي:
ولو بدأنا بشكل تقليدي…
كيف اكتشفت سماهر محمود تلك الفنانة الساكنة في داخلها؟ا
عندما كنت صغيرة كنت أعشق الطبيعة بألوانها أمضي أغلب أوقاتي في الطبيعة أرسم بالطين والحجر وأجمع الزهور من الطبيعة
لأزين بها المنزل الذي رسمته بيدي، كما قلت من تراب الأرض والماء كنت أصنع العديد من اللوحات انا وأبناء قريتي.
عندما كبرت قليلاً كتبت
الخواطر واحتفظت بها لنفسي
كنت أشعر أن في داخلي فنان
أراقب عمي عندما يرسم وقد شدتني الريشة والألوان ولكن للأسف لم أعش الطفولة كما أرغب كانت الحياه صعبة.
***مدام النحات نزار علي بدر…
الوصف الذي رافق لقاءاتك..
ماذا اكتسبت من نزار الفنان..؟
اكتسبت من الفنان نزار التحدي والإصرار بالرغم من النقد الذي واجهه أصر على متابعة الطريق وتنفيذ أفكاره.
***(حياة السلحفاة تعجبني…إنها قدوتي)
مقولة عرفت عنك ، ماقصتها؟
السلحفاة قدوتي في الحياه لأنها حكيمه صبورة ملتصقة في بيتها
بطيئة وتصل إلى هدفها مهما طال الوقت وانا أتمثل خطاها.
**على الرغم من النجاح الذي لاقته حجارة صافون فقد تعرضت أيضاً لنقد البعض باعتبارها ليست فناً تشكيلياً وإنما فن تطبيقي سهل..
بم تردين على هؤلاء؟
فن حجارة صافون فن جديد اكتشفه الفنان نزار ولا يحق لأي شخص أن ينقده نقداًغير هادف ..نقداًهجومياً..
دعينا نقول بأن هذا الفن فن تطبيقي أنا معك ولكن من يحق له أن ينقده هو ذاك الذي لامس الحجارة وحولها إلى قصة ورسالة وصلت إلى عمق كل إنسان ؛يا عزيزتي الغاليه إن حجارة صافون هي السهل الممتنع أي أنها سهلة بالنظر ولكن لا أحد يستطيع أن يرسم ويقدم الحجارة بكل رموزها الغنية إلا بإشراف نزار الفنان المبتكر لهذا الفن.
يكفي أنه تحدث عن آلام الناس بلغة خاصة وصلت بالحجارة كأبجدية ثانية خرجت من أوغاريت. تحدثت الحجارة عن واقع الحال في كل مكان وعن الحزن والفرح، كانت الرسالة الأعمق والاصدق والأسرع للمتلقي وأظن هذا الفن ليس كباقي الفنون لأنه مجرد ما وضعنا أعيننا على اللوحة نفهمها.
**من يحفز أصابعك على الإبداع أكثر..
مشهد مؤلم على شاشة التلفاز أم موقف يومي أم كلمات معبرة من شخص ما ؟
كل الأشياء المحيطة بي تحفزني على الرسم، واقع الحياة..الحزن الفرح.. الحرب و الألم..أم الشهيد ..
الأسير وذبحه أكثر مشهد أدمى قلبي لدرجه الانهيار والبكاء لفظاعة المشهد
فقدان المحبة بين الناس أيضا ًيؤثر بي، الخيانةوكل الحالات التي تمر في حياتي تؤثر بي إلى حد كبير
أدون حالاتي في حجارتي أو على أوراقي
**لديك تجربة جميلة في كتابة الشعر ما القاسم المشترك بين شعرك وحجارة صافون ؟
الرسم والشعر توءم لا يمكن فصلهما عن بعض يكملان بعضهما؛
في البداية كتبت الخواطر واحتفظت بها لنفسي ساعدتني بالهروب كباقي النساء إلى عالم أحلم به ولو أنها كانت حبراً على ورق كنت أتنفس من خلال كتاباتي وكان القلم صديقي يواسيني كنت أحب الرسم فرسمت شعرا على ورق
وبعدها حققت غايتي في الرسم على الحجارة.
الحجارة عشقتها من خلال الفنان نزار جعلني أحبها لدرجة كنت أبحث عنها وفك رموزها
في كل حجرة هناك رسالة.
**يقول النحات بابلو بيكاسو : من العبقرية استخدام المادة الخام وتحويلها إلى قطعة فنية .
هل تفكرين في تغيير موادك الخام من حجر إلى أشياء أخرى وإن فعلتِ ماذا تفضلين ؟
حصى البحر ورماله لا تحتاج للإضافات الفنان نزار يريدها على ماهي عليه وإلا تحولت لموضوع آخر .
نحن نتحدث عن حجارة صافون
إن أضفنا أشياء أخرى سنبتعد عن هيكلية الحجارة وألوانها وتعابيرها ، الفكره تنبض من الحجارة
توحي لنا ونحن نقوم بالتشكيل وتحويلها الي لوحة جميلة.
**لكل فنان رسالة وقضية يؤمن بها ويناضل لأجلها ، ماهي قضيتكِ أو رسالتكِ التي تسعين لإيصالها ؟
أظن رسالتي وصلت، رسمت وجعي ووجع كل إنسان في هذا البلد
كانت رسالتي وطنية عاطفية..
انا عاشقة لتراب سوريا وأفتخر بهويتي ..
أحببت أن أعلّم عدداً كبيراً من
الأطفال ولكن للأسف لا استطيع بسبب الظروف المحيطة بي،
ودائما أدعو الأمهات أن يخبرن أولادهن عن هذا الفن لعلهم يتعلمون منه أو ربما على الأقل يتعرفون على الحجارة التي خرجت من رحم أوغاريت من شواطئ اللاذقية ؛
يتعرفون على جبل صافون
على ألوان الحجارة والهدف أن يحبوا حجارة الوطن.
**ماالمعوقات التي تقف في طريق المراة المبدعة في مجتمعنا وتؤخرها برأيك؟
هناك معوقات كثيره في حياتي وحياة بعض النساء : قلة المال والفراغ الذي لا أملكه، في البدايات
كنت أعشق مهنة التعليم ولكن للأسف الظروف لم تساعدني على إكمال دراستي، واليوم أيضا المعوقات هي ذاتها
تثبيت العمل يحتاج للمال
وأيضا العائلة تأخذ من وقتي واهتمامي الأكبر وهذا يجعلني مقصرة في فني وحضور المعارض أيضاً ومشاركة الفنانين أنا مقصرة بحق نفسي وفني.
**هل من سؤال تودين لو أطرحه عليك… ؟
أسئلتك كافية وممتعة..ولكني أود ان اشير إلى أن حلمي لم يتحقق بعد ..
لم أجد الاهتمام من قبل المؤسسات الراعية للفن والفنانين حتى بطاقة فنان لا أمتلكها.
حلمي أن أعلم أبناء وطني هذا الفن بالمجان للراغبين ولكن الظروف لا تسمح كما قلت لك.
اشكر كل من ساهم في مساعدتي معنوياً من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ،وأشكرك جزيل الشكر لاهتمامك بهذا الفن الذي خرج من تحت الأنقاض ليشرح للعالم أجمع قصة سورية حزينة.
دائما في أغلب أعمالي وكتاباتي تحدثت عن الوطن.
وطني عشق بججم الكون يملؤني الانتماء إليه.
و في نهاية حديثها ألقت الفنانة تحيتها عل الجيش العربي السوري العظيم
الذي أثبت جنوده أنهم رجال المحن .
وتمنت هي التي رسمت علمها وسوريتها والجندي والشهيد
لو كان بمقدورها تقديم الأفضل لهم لكن الظروف كما أشارت تحكمنا وتقيدنا.