خلدون الخن
تمت إضافة 10 صور جديدة من قبل خلدون الخن.
في ذمة الله الفنان السفير الدكتور المصور الضوئي / صباح قباني / من الحقوق والحقائب الدبلوماسية إلى مدرسة مشاهير المصور (1928-01/01/2015)
السفير و اول مدير للتلفزيون العربي السوري
وهو من المؤسسين لجمعية نادي التصوير الضوئي في سورية سنة 1982
وفيما يلي سيرة حياته كتبها الصحفي ياسر مرزوق:
ولد صباح قباني في دمشق عام 1928، في دارة آل القباني الكائنة في مئذنة الشحم في دمشق، والتي قال عنها شقيقه الشاعر الكبير نزار قباني: ” في بيتنا في حي مئذنة الشحم، كانت تعقد الاجتماعات السياسية، ضمن أبواب مغلقة، وتوضع خطط الاضرابات والمظاهرات ووسائل المقاومة، وكنا من وراء الأبواب نسترق الهمسات ولا نكاد نفهم منها شيئاً، ولم تكن مخيلتي الصغيرة في تلك الأيام من الثلاثينات قادرة على وعي الأشياء بوضوح، ولكنني حين رأيت عساكر السنغال، يدخلون في ساعات الفجر الأولى منزلنا بالبنادق والحراب، ويأخذون أبي معهم في سيارة مصفحة إلى معتقل تدمر الصحراوي، عرفت أن أبي كان يمتهن عملاً آخر، غير صناعة الحلويات.. كان يمتهن صناعة الحرية.”.
والده توفيق القباني الصناعي البارز ورجل الوطنية والنضال، ووالدته فائزة آقبيق سليلة الأسرة التي تمتد جذور وجاهتها حتى الباب العالي، وجده رائد المسرح العربي أبو خليل القباني..
تلقى قباني علومه الابتدائية والثانوية في الكلية العلمية الوطنية ونال شهادة الثانوية الأولى، انتقل بعدها إلى مدرسة التجهيز الأولى لينال البكالوريا الثانية عام 1946، انتسب بعدها إلى كلية الحقوق في جامعة دمشق وفي تلك الفترة عرض عليه مدير الاذاعة آنذاك سليم الزركلي أن يعمل مذيعاً في الاذاعة التي كانت شعبة من دائرة البرق والبريد والهاتف. وعندما سأله مدير الإذاعة عن الأجر الذي سيخصصه له أجابه القباني أنه لا يريد أجراً. لأنه يريد ممارسة العمل الاذاعي كهواية فقط. فقد كان يخطط للسفر إلى أوروبا بعد التخرج من الجامعة لمتابعة دراسته العليا. وبالفعل فبعد أن نال الاجازة في كلية الحقوق سافر إلى باريس وحصل على دكتوراه في القانون الدولي عام 1952 من جامعة السوربون..
ما إن عاد إلى دمشق حتى استقبله أحمد العسة الذي أصبح مديراً للإذاعة. وعرض عليه العمل الاذاعي من جديد. فأجابه القباني: “لم أحصل على الدكتوراه في القانون الدولي لأعمل في الاذاعة”، لكن أمام الحاح أحمد العسة عاد د. صباح إلى العمل الإذاعي، مديراً لبرامج الإذاعة السورية وأسهم في نهضتها مع رعيل الإذاعيين الأوائل واستمر على رأس عمله حتى عام 1955، انتقل بعدها إلى وزارة الخارجية، حيث عين مديراً لمكتب الوزير خالد بيك العظم ثم سعيد الغزي ثم صلاح الدين البيطار..
تزوج من السيدة مها النعماني ابنة السيدة سلوى الغزي المتحدّرة من أعرق وأقدم العائلات الدمشقية والتي كان منها فوزي الغزي أبو الدستور، وسعيد الغزي الذي تقلّد رئاسة الوزراء أكثر من مرة..
مع قيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، انتدب إلى وزارة الثقافة التي كانت قيد التأسيس، وقام فيها بتأسيس مديرية الفنون، وفي عام 1959 اختير ليؤسس ويدير التلفزيون في سوريا والذي أنشأه من الصفر، حيث كان البث سيبدأ في وقت واحد في دمشق والقاهرة في 23 تموز عام 1960، فأتى الدكتور قباني بصيغ تلفزيونية بسيطة وأنيقة استلهمتها جميع التلفزيونات العربية فيما بعد، وقدم كبار صانعي الدراما السورية كالكبير نهاد قلعي ودريد لحام، وعمر حجو وتاج تابوك، ونادية الغزي، واستمر في عمله حتى عام 1961.
بعد الانفصال طلب قباني إعادته إلى وزارة الخارجية، حيث عين قنصلاً عاماً في نيويورك بين عامي 1962 حتى عام 1966، يذكر باتريك سيل في كتابه “الأسد والصراع على الشرق الأوسط” الصفحة 178 شيئاً مهماً عن واقع قباني وغيره من أبناء العائلات البرجوازية بعد انقلاب العث عام 1963 فيقول: “أصبح الصراع الطبقي ضيق الأفق وانتقامياً، فطرد من الخدمة الحكومية أي شخص له علاقة مهما كانت بعيدة بالعائلات المتنفذة القديمة، مهما يكن الشخص في ذاته نظيفاً ولا غبار عليه، إلى درجة أن الناس صاروا يخشون الكشف عن أسماء عائلاتهم خوفاً من تعرضهم لإجراءات انتقامية، ففي وزارة الخارجية لم تستطع سوى حفنة من كبار الدبلوماسيين أن تحتفظ بمناصبها بسبب كفاءتها الذاتية وعدم وجود ارتباطات سياسية لها، وكان من الموظفين الذين نجوا من التطهير، موفق العلاف، وأديب الداوودي، وضياء فتال، وفريد لحام، وزهير المرابط، وصباح قباني.”.
عاد بعدها إلى دمشق مديراً للإعلام بوزارة الخارجية حتى عام 1968، وفي العام نفسه أقام الدكتور قباني معرضه الفوتوغرافي الأول تحت عنوان “نشيد الأرض”، وقد قال عن هذا المعرض: “أقمت معرضاً في دمشق لصوري الفوتوغرافية فطلبت من أخي نزار أن يكتب مقدمة لكراس المعرض ويضع عنواناً لكل صورة، وعلى رغم أن صوري كانت على مستوى عال من الجودة، إلا أن عناوينها التي وضعها نزار كانت نوعاً من الشعر الخالص، وكانت تستقطب انتباه زوار المعرض قبل أن يتطلعوا إلى صوري. وأذكر أن أحد العناوين كان قد سقط من تحت صورة فاحتج الزوار على غياب العنوان وطالبوا بالبحث عنه وبإعادته إلى مكانه..
وبعد انتهاء المعرض هاتفته إلى بيروت وقلت له وأنا أضحك: “مبروك يانزار، لقد نجح معرضك.”.
عين بعدها وزيراً مفوضاً في العاصمة الاندونيسية “جاكرتا” حتى عام 1971، وعام 1972 أقام معرض “لوحات إندونيسية” والذي ضم لوحاتٍ عن مشاهداته في البلد الآسيوي الكبير.
عاد إلى دمشق بعدها مديراً لإدارة أمريكا في وزارة الخارجية حتى عام 1974، حين اختير كأول سفير لسوريا في واشنطن، وقام بإعادة تأسيس السفارة، بعد أن كانت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين لفترة طويلة، وسرعان ما عقد صداقات مع العديد من المسؤولين في إدارات الرؤساء نيكسون، فورد، وكارتر، وكثيرٍ من النواب والشخصيات الأمريكية المرموقة، وظل في منصبه حتى عام 1980، ليعود إلى وزارة الخارجية في دمشق مديراً لإدارة أمريكا في الوزارة للمرة الثانية.
عام 1983 استقال من العمل الحكومي، ليعمل مستشاراً لعدد من المؤسسات الثقافية، والوزارات وخلال عمله مستشاراً لوزارة السياحة، وضع كتاباً سياحياً عن سوريا، قدمت له الأديبة “غادة السمان” قائلة: “لقد خرج النص من بين أصابع صباح قباني، فاشتعل حياة، وتحول إلى قصيدة إنسانية إبداعية، فجاءت سطوره سياحة داخل الشعر عبر الزمن”.
تفرغ بعد ذلك تماماً للعمل الثقافي والمعرفي، وقام بترجمة كتابي ابنته رنا قباني “رسالة إلى الغرب، وأساطير أوروبا عن الشرق لفق تسد”، وصدر له كتاب ”من أوراق العمر.. سيرة حياة في الإعلام والفن والدبلوماسية”، الذي قالت عنه الأديبة غادة السمّان: ”نكتشف في مذكرات صباح قباني أديباً بنثر مرهف مشرق، سلس، جذاب، ولغة شعرية راقية مسكونة بالحنين، وإنه يكتفي بالحنين من دون الحزن، بل يحاول إبهاج قارئه بكثير من خفة الظل في زمن ثقيل الظل.
في عام 2004 كرّم الدكتور صباح قباني، في حفل افتتاح، المعرض الخامس و العشرون لنادي فن التصوير الضوئي بسورية. – قام بإلقاء المحاضرات و الندوات الإذاعية. – ساهم بمهرجانات التلفزيون العربي التي كانت تعقد في تونس. – أقام معارض لصوره الفوتوغرافية منها معرض “نشيد الأرض”، “لحظات أندونوسية”، “المعرض الاستعاري”. – من هواياته “الرسم الكاريكاتوري”. – قام بترجمة كتابين لابنته الدكتورة رنا قباني بعنوان “أساطير أوروبا عن الشرق” و “رسالة إلى الغرب “. – وضع كتاباً سياحياً عن سورية. مشاركة صورة George Ashy من قبل Hanna Ward.