شذى حمود
معرض للتصوير الضوئي بعنوان «عينٌ أحبّت دمشق» للفنان جورج عشّي
من يتجوّل في معرض الصور الضوئية للفنان جورج عشي يرى حبه لدمشق القديمة وما تملكه من هالة استثنائية وعاطفية تجعلها مختلفة عن غيرها من المدن، إضافة إلى الحميمية الموجودة في حاراتها الضيّقة والرابط بين بيوتها وجوامعها وكنائسها لتحكيها لوحاته بتفاعل وتماهٍ مع المكان.
المعرض الذي حمل عنوان «عين أحبّت دمشق» تستضيفه صالة المعارض في ثقافي أبو رمانة تميزت اللوحات الـ62 بحسن اختيار اللقطة والحسابات الدقيقة للظلّ واللون دون التدخل في جوهر الصورة كعادته وتركها على حقيقتها بكل سلبياتها وإيجابياتها لتعبّر عن جمالية دمشق باللونين الأبيض والأسود بغية الحفاظ على روح اللوحة وعمق مضمونها والتي قد تتسبّب الألوان وضجيجها بفقدان هذه الروح.
عشّي متعدد المواهب بين التصوير الزيتي والفوتوغرافي وتأليف الأغاني أوضح في تصريح صحافي له أن مهمة الفنان الأساسية في كل الأوقات، خصوصاً عند الأزمات هي زرع الأمل والفرح في قلوب الناس، مبيناً أن أعمار صور معرضه متفاوتة بين القديم والجديد الذي صوّر خلال سنوات الحرب على سورية، مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة أن يعتاد المصور على رؤية المشهد قبل تصويره.
ولفت إلى حبه الكبير لدمشق القديمة بأزقتها التي تنشر رائحة الطيبة والحبّ، إضافة إلى محبة الناس لبعضهم وبساطتهم وأناقتهم، مؤكداً أن تراثنا وحضارتنا يجب علينا الحفاظ عليهما، فالأبنية الحديثة لا يوجد فيها أي تراث أو أي بيئة دمشقية لذلك كرّس سنوات من عمره لتجميع أرشيف كبير لهذه المدينة التي تمتاز بأسلوبها في العمارة.
الناقد التشكيلي سعد القاسم اعتبر أن الفنان عشّي أبدع في جميع المجالات التي عمل فيها، وهو من أهم المصوّرين الضوئيين في سورية الذي لا يستخدم تقنيات في الصور حيث يتركها بكل عيوبها ليعكس حبه لدمشق.
عدم تدخل عشي لتجميل صوره الملتقطة أمر أكد عليه بدوره الناقد والسينمائي نضال قوشحة إضافة إلى براعته في إظهار المنحنيات بدقة واتكاء البيوت على بعضها البعض فيمتلك عيناً تميزه عن غيره من المصورين الضوئيين، فضلاً عن المشهدية التي حققها في صوره من حيث توازنها والقدرة على تحديد المربع الذهبي في الصورة بشكل لافت.
الفنان التشكيلي بشير بشير وصف عشي بإحدى قامات الحركة التشكيلية السورية وصاحب البصمة الخاصة بكل مجال أبدع فيه، معتبراً أن صور مدينة دمشق في هذا المعرض التقطت بمختلف الاتجاهات وتظهر اهتمام عشي بإظهار الظل والنور لتعكس حبه الكبير لهذه المدينة.
يُشار إلى أن الفنان عشي من مواليد ضهر صفرا في طرطوس درس العزف على الكمان على يد ميشيل كونستانتنيدس وميشيل بوريزنكو وكان العضو المؤسس رقم 1 لنادي فن التصوير الضوئي وهو عضو في اتحادات الصحافيين والفنانين التشكيليين السوريين والعرب، وفي جمعية المؤلفين والملحنين والموزعين الدولية بباريس بصفة شاعر أغنية.
وهو حاصل على العديد من الجوائز وعشرات شهادات التقدير والميداليات من داخل سورية وخارجها في مجال الرسم والتصوير الزيتي والتأليف الغنائي منها الميدالية الفضية لمعرض الصورة الصحافية العالمي «انتربرس فوتو» عام 1983. له مجموعتان شعريتان باللهجة المحكيّة، إضافة إلى أغنيات وأعمال درامية موسيقية وبرامج منوعة وهو مدرس مادة التصوير الضوئي في معهدي الآثار والمتاحف والفنون التطبيقية.