لي مع الغزلان حكايات قديمة ، عندما كنت طفلا ما بين السابعة والعاشرة اعتدت مرافقة أبي للعمل في الأرض، وكنا نخرج قبل شروق الشمس كنت أرى الغزلان تصحو من نومها والطيور تستحم بخيوط الشمس الأولى وتشدو نشيد الصباح، فخُلقت بين وبين الطبيعة وخصوصاً الغزلان علاقة متينة، حتى بت أتحيل نفسي أسير على خطاها، ومن خلال الغزلان دخلت عالم الصحافة، فكانت أول صورة نشرتها في صحيفة في بداية التسعينات هي صورة غزالة، وكان العنوان او التعيلق على الصورة “غزالة سلوادية”. كانت في جريدة مساء البلد الأسبوعية، وأتذكر بهذة المناسبة صديقي الأستاذ هاني القرعان رئيس التحرير والأستاذ أبو ضياء حسين فرح، ومنذ ذلك الوقت ما زلت كائنا صباحيا أعشق طلوع الصبح ويتفتح قلبي مع الندى وأشرق مع خيوط الشمس الأولى، وما زلت ساعياً وباحثاً عن غزالتي. ومن المؤسف خسارة الغزلان من الطبيعة الفلسطينية بسبب الصيد الجائر ، غزال الجبل الفلسطيني أصبح معرض للإنقراض وأناشد المؤسسات الخاصة بحماية الطبيعة إصدار قانون تجريم صيد الغزال . وفي أوقات الثلج تلتجيء الغزلان للقرى والمناطق المعمورة طلباً للغذاء والدفيء والحماية كونها لا ترى بسبب انعكاس الثلح على عيونها، تأتي لاجئة راجية الحماية فتقابل بالسكاكين ،وكوننا ننتظر موجة ثلج أرحو أن نكرم ضيفنا الغزال ونوفي للمستجبر بحق الإستجارة.