تم التعليق من قبل مصطفى رعدون وحسين محمد على منشور من ٢٩ ديسمبر ٢٠١٦.
تحمل الأوراق النقدية المتداولة في سورية منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا صورا ذات مدلول تاريخي او فني او تظهر اوابد تميز المدن السورية، كقلعة حلب او نواعير حماة أو صور لتماثيل من التاريخ السوري ، أو صور لبعض القلاع ، غير انه في الجزء الأخير من عقد الخمسينات في القرن الماضي ، أرادت اللجنة المشرفة على انتاج العملات الورقية أن تصدر دفعة جديدة من الأوراق النقدية من فئة (25)—- (50 ) —– ( 100). ل-س. ولكن هذه المرة تحمل صورا ذات مدلول إنتاجي وقد أرادت اللجنة ان يكون إنتاج القطن السوري طويل التيلة من الإنتاج الزراعي المشهور عالميا هو الموضوع ، ومع تكليف اللجنة بهذا الموضوع قدموا الى سهل الغاب المشهور بإنتاج القطن السوري طويل التيلة ليتمكنوا من استلهام موضوع إنتاج القطن السوري المميز ليكون الصورة التي تحملها القطع النقدية الثلاث ، وجابوا سهل الغاب ، وحطت بهم الرحال في قرية الجيد عند المختار تركي الديوب ، وزاروا الحقول اثناء حواش القطن ، وتناولوا بعض الرسوم والسكتشات ، وصوروا بعض الصبايا وهن يجمعن القطن ، وخرجوا فيما بعد باشكال القطع الورقية آنفة الذكر وأعطوا اللون الأخضر لفئة ال( 100)— واللون الأحمر لفئة ال( 50 ) واللون الأزرق لفئة ال (25 ) وقد أرخت في العام (1958 ) ووضعت للتداول منذ ذلك التاريخ ، فكانت من أجمل العملات الورقية التي صدرت حتى تاريخه ، وتمثل الإنتاج الزراعي في سورية لمادة هامة تدخل في الإنتاج الصناعي ، فتحية لمزارعي القطن السوري طويل التيلة ، وتحية للفلاحين في حقولهم وكل ذي حبة عرق ، حيث عليهم الإعتماد في الإنتاج الزراعي ، وتحية لسهل الغاب وساكنيه الذين يشكلون أجمل فسيفساء بشرية على الأرض السورية الغناء ،
مصطفى رعدون ،
(2016-12-29)- – – – – –