إن فن الزخرفة العاجية الأكثر استثناءً التي اكتشفت في احدى باحات القصر الملكي في اوغاريت وهي مصنوعة من عاج الفيلة موجودة في المتحف الوطني بدمشق..
وهي مجموعة من الصفائح المنحوتة والمحززة كانت تزين مقدمة السرير, يتكون الوجهان بالطريقة نفسها ,ست صفائح منحوتة ببروز خفيف تمثل مشاهد مصورة ويحيط بها عند كل طرف شجرة نخلية مقظفة ومحززة إضافة إلى منحوتان يمثلان معركة بين الحيوانات ,ومشهد صيد وهما يتوجان الجموع.
عند التدقيق في شكل الصفائح المنحوتة نرى بأنها عبارة عن إلهة ذات أربعة اجنحة تزين راسها عمرة مكونة من خصلات ,وترتدي ثوباً سورياً طويلاً مزخرفاً بكثافة ويحمل الرأس قرني ثور يضمان قرصاً شمسياً محززاً بزخرفة اصلها علامة ملكية, وتضم الإلهة بين ذراعيها طفلين صغيرن تقوم بإرضاعهما ,وهما إلها الخير والعطاء “شهارو وشلامو”,كنت أفردت لهما بحثاً سايقاً.
هذه الإلهة هي عناة إلهة الخصب والينبوع عند أهل أوغاريت, إن الإلهة عناة مذكورة يشكل عام إستناداً إلى النصوص الأوغاريتية التي تتحدث عنها بأنها ذات قرنين ومجنحة,والتي هي مع المرضعة عشيرة الحامية للملك وللخصوبة.
إن الصور والمخطط ينتميان إلى عمل سوري بامتياز وإن حضور الطفلين الرضعين المتشابهين فرضته على الغالب الوضعية الجبهية للمرضعة الإلهية ويلبي الحاجة للتناظر المهم في الفن الشرقي.
على يمين الإلهة هناك زوجان شابان جميلان رشيقان متقابلان ..فالمرأة ذات البطن البارز قليلاً لا بد انها حامل و الرجلان يعتقد بانهما زوجان ملكيان من أوغاريت وأن نسبهما قد وضعا رمزياً تحت رعاية الإلهة.
وعلى الوجهة الأخرى من السرير هناك شكلاً يكتسبان مغزى قوياً ,إنها القدرة الجبارة لملك أوغاريت راعي المملكة, حيث تظهره إحدى الرسوم يرتدي ثوبه السوري, شعره مربوط بعصابة وهو ماسكاً بيده عدواً جاثياً على قدمي الملك يمسك بشعره .
إن الموضوع ووضعية الأشخاص تقلد العديد من التمصيلات ,حيث هنا ملك أوغاريت هو المنتصر يسحب الأعداء من شعرهم, وإن مخطط معركة الحيوانات ذات التقليد الشرقي والأسود المقرّنة والمجنحة المعروفة فقط في أوغاريت تشهد على عمل خرج من المشاغل الحرفية في أوغاريت من فنانيها بامتياز ,وقد قدّرعلماء الآثار تاريخ هذه المنحوتة بأنه يعود الى نهاية عصر البرونز الحديث بحدود /1200/قبل الميلاد.