كتبت ملحمة الملك الأوغاريتي (كرت) على ثلاثة رقم (ألواح)، اكتشفت بين عامي (1930 – 1931م)، بعض الأسطر في هذه الملحمة تعرَّض للتشويه بشكل كامل والبعض الآخر غابت بعض سطوره..
إن السرد الشعري والأدبي الذي استخدم في هذه الملحمة, يوحي بأنها كانت تغنى على مسرح يحضره الأوغاريتيون، وربما كان هناك المنشد الذي يردد الأحداث غناءً ثم تكررها المجموعة، وهذا ما يفسر تكرار بعض السطور.
ولعل اللغة الراقية التي استخدمت في تدوين الملحمة، تشير إلى المستوى الكبير الذي وصل إليه الأديب والشاعر الأوغاريتي الذي استخدم تعابير أدبية فنية عالية المستوى والمدلول.. بهذه الكلمات بدأ ندوته التاريخية الدكتور المحاضر بجامعة البعث علي صقر أحمد في قاعة سامي الدروبي بالتعاون بين مديرية الثقافة ونادي القراءة بحمص بعنوان «أوغاريت الوجه الحضاري للشرق» وهو بصدد إصدار موسوعة لترجمة كل الكتابات الآرامية أصدر الجزء الأول منها، وسيصدر الجزء الثاني..
تناول سلسلة من الإضاءات على تراثنا من الرقم المكتوبة: منها مقطع من أسطورة بعل وموت مكتوبة بحروف آرامية ثم ترجمها للعربية وعرض بعض الصور لمنحوتات خالدة ومناطق أثرية، وعرض صورة للنوتة الموسيقية الأولى في العالم من موقع أوغاريت سورية، كإثبات بأنها أقدم حضارة تناولت مناحي الحياة كافة وقدم قراءة في قصيدة أوغاريتية (ملحمة الملك الأوغاريتي كرت)، كانت الكتابة الأشورية الأكادية والبابلية كتابة مقطعية معقدة صوتية مركبة, فتفاجأ الباحثون بأنهم الشعب الأول في العالم الذي ينطق الحروف,
والأبجدية الفينيقية نقلها اليونان إلى أوروبا, في الألف الأول قبل الميلاد، حيث ظهروا على الساحل السوري باسم الفينيقيين واخترعوا أبجدية حرفية أخرى غير مسمارية حرفية، مع العلم أن الخط الانكليزي حرف عربي، وعند المقارنة بين الأبجدية الفينيقية واليونانية يثبت أن الأولى أم للثانية وهذا مدعاة للفخر، وعرض بعض مخططات المدن والمدافن ورقي العمارة في ذلك الزمن، واعتقاد تلك الشعوب أن الموت هو انتقال إلى مكان أجمل، فعندما تدخل المقابر التدمرية تجدها فريدة من نوعها في أنحاء الأرض حيث ترى أجمل اللوحات للمتوفين وهم في حالة ابتسام..
وقد عثر على دمى طينية للأنثى منذ آلاف السنين ركز فيها الناحت على الصدر والورك ولم يركز على جمال الوجه والشعر.. بدلالة واضحة على الخصب والعطاء، وعرض العديد من خرائط المدن التاريخية، وروى عدة أساطير قد وثقت بهذه المنحوتات فعاش الحضور الحدث وكانوا بحالة من إنصات المستمتع وتفاعلوا معه وفي نهاية المحاضرة جرى نقاش شيق بين المحاضر والحضور وكان بين الحضور أطفال فأجابت المحاضرة على العديد من الأسئلة التي كانوا يوجهونها لوالدتهم عن حضارتنا وعمقها وأهميتها..
http://thawra.sy/_print_veiw.asp?FileName=53636222520180516210553