من حكايا سوريا والسوريين..
حكاية “جسر عين ديوار”..
أو الجسر الروماني ..أو برآفث ..من جسر أبراج الشمس وبرج الميزان شرف زحل .. لواحد من أهم المراصد الفلكية اللي بنوها أجدادنا السوريين… خلت علماء الفلك بالعالم وبعصرنا الحالي يتسابقوا مع الزمن ليشهدوا الكسوف الكلي للشمس بعين ديوار…
بشمال شرق سوريا بالجزيرة الفراتية وغربي مدينة (راشينا ) راس العين وعلى نهر دجلة بناحية المالكية (ديريك) وشمال قرية عين ديوار المليئة باﻵثار متل كل مناطق الجزيرة الفراتية (قبور وأطلال ﻷبنية وقصور ومعابد قديمة وقنوات ري وسدود وجسور ..الخ) طبعا غير معروف تاريخها (على رأي علماء اﻵثار) ولا ﻷي عهد بتنتمي شي بيقولوا روماني ..أو بيزنطي أو ساساني..أو سلجوقي.. أواسلامي ..الخ ..
من هاﻷطلال بقايا جسر عين ديوار ومعنى عين ديوار عين=نبعة..ديوار= السور ..الحائط.. الداير..عين ديوار =نبعة السور..واسمها القديم برأفث ويعني = ابن المنتشر الباقي الجبار.. (وكمان المعروف باسم الجسر الروماني ﻷنه كان موجود بالعهد الروماني ومع هيك قالوا انو بناه جمال الدين ابو جعفر المنصور اﻷصفهاني سنة 1164 م ..!!!!!!).. و مقابله بجهة الشمال موجودة جزيرة صغيرة اسمها جزيرة بوطان (ابن عمر) (بر امور =ابن السيد العالي) اللي كانت مركز مهم لمملكة قديمة (قال مازالت قيد البحث والدراسة !!!على الرغم من كل الكشوفات عن ممالك وحضارات قديمة بمنطقة الجزيرة الفراتية بقسميها العراقي والسوري) وكانت مهمتها مراقبة السهول الجنوبية…
وكان هالجسر المعبر الوحيد للجزيرة..وكان بالماضي ممر للقوافل التجارية على طريق الحرير اللي كانت تعبر الجسر من الشمال باتجاه الجنوب ..
وحكاية الجسر من الذاكرة الشعبية الشفوية لختيارية المنطقة بتقول ” انو اللي بنى الجسر من مئات مئات السنين ،شخص اسمه (حوستا حنا) بطلب من أمير المنطقة اللي أجبره على بناء جسر ما الو مثيل بالدنيا على نهر دجلة ليكون معبر لجزيرة (برأمور) ابن عمر ..فبنى حنا الجسر بهندسة عجيبة بتعتمد على أساس حجر واحد اذا بتنهار هالحجرة بينهار الجسر بالكامل.. وبعد ما أكمل بناء الجسر ..قطع اﻷمير ايدين حنا حتى مايبني واحد غيره.. ”
والجسر مبني من الحجارة البازلتية السوداء والجص منحوتة بدقة عالية بشكل مستطيل وموضوعة و مصفوفة بخطوط متوازية منتظمة ..وبين الحجر والحجر مافي أي فراغ..بيعتمد الجسر على مبدأ الضغط والثقل (يعني اذا خف الوزن المتوضع على سطحه بيتعرض لﻹنهيار ولﻹنهدام) منشان هيك ثقلوا الجسر بالحجارة البازلتية على سطحه ..
وكان يستخدم لرصد فصول السنة من خلال اتجاهات الشمس اللي بتظهر بدقة ووضوح شديد بهالمنطقة ويعرفوا منازل الشمس بدقة من خلال انعكاس ظلها ومقدار ميلانها على كل برج من اﻷبراج المنحوتة عالجسر.. واعتمدوا ببناؤه على هندسة فريدة وعجيبة .. بالشكل المضلع الثماني السطوح للركائز (الهندسة الكونية المقدسة أو زهرة الحياة..نجمة عشتار)… فلو سقط حجر واحد منه (الحجر اﻷساسي) بينهار الجسر كله وهون سر بناؤه ..والمميز بهالجسر انو لكل حجر رمز وبيقابله حجر مطابق وبنفس الرمز من الطرف التاني للجسر..وكان مؤلف من ثلاث قناطر :اﻷولى ارتفاعها 16م وعرضها11م ..والتانية عرضها 22م والتالتة 66م …واللي بقي من القناطر التلاتة ..وحدة هي القنطرة الوسطانية بشكلها البيضوي ( النصف دائري) ..والبناء الباقي مؤلف من أربع ركائز وقوس (قنطرة ) مستندة على الركيزتين الشمالية والجنوبية (بعرض 10م وارتفاع 3م).. فتحة الجسر تقريبا( 21،6م وارتفاعه 12،35).. وجنبهن في دعامتين : الدعامة الشمالية تهدم معظمها….والجنوبية على الشاطئ مازالت قائمة ارتفاعها 5م.. والركيزة الجنوبية عبارة عن مضلع ب 8 أضلاع منحوتة عليه اﻷبراج الفلكية (برج فلكي على كل ضلع) …
ذكر الباحث اﻷلماني آرنست هيرزفيلد بأبحاثه (دراسة عرش خسرو)..وصف للجسر قال فيه : ..سلسلة من ثمانية أبراج فلكية منحوتة حجرية متينة على احدى الركائز الرئيسية لجسر دجلة العظيم في جزيرة ابن عمر..ووصفت اﻷبراج الحجرية حسب الرسومات النافرة عليها وعلى الشكل التالي وهي تبدأ من اليمين : ” الميزان شرف زحل.. السرطان شرف المشتري.. القاهر شرف الجدي..الشمس شرفه اﻷسد.. الزهرة شرفها الحوت.. السنبلة شرف عطارد.. القمر شرفه الثور…و ..الجوزاء… “..
هﻷ هيدا تذكير بهالمنطقة الفلكية السورية المهمة.. بمناسبة انو معظمنا مو سامع فيها…وبمناسبة انو عسكر تركيا العصملية بعد ماسيطرت عالشمال السوري ومن ضمنها منطقة عين ديوار ..وطبعا تعمل بسرقة ونهب آثار وثروات بلدنا وتغيير ديموغرافي وجغرافي وتاريحي …وطبعا حجتها الدفاع عن أرضنا ومحاربة اﻷكراد وعدم السماح بإقامة دولتهن … الله الله شوفوا مللا حجة ومين عم يدافع وعن مين وعن شو!!!!!! … المهم رح يجي اليوم اللي رح تسقط فيه عنجهيتها وتلاقي نفس المصير ..
وبالنهاية رح تحيا سوريا فيكن ياسوريين …حيييتوا …وتحيا سوريا