Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
لماذا لم أفز حتى الآن ! (الجزء الرابع)
بحثنا في الأجزاء الثلاثة الماضية عدداً من الأسباب الحيوية التي تقف بين المصور وبين تذوّق طعم الفوز، وقد تفاعل معنا الكثيرون من المصورين حول حيثيات هذه الأسباب ودورها في تأخير الاقتراب من منصات التتويج. في حال اقتربنا من نوعية الأسباب بشكلٍ أكبر، سنجدها تُصنّف نفسها لنوعين، خارجية وداخلية. الأسباب الخارجية هي التي ناقشنا أبرزها خلال الأجزاء السابقة. أما الأسباب الداخلية فهي لا تقل أهمية، بل قد تكون أكثر جوهريةً وعمقاً من الأسباب الخارجية.
الأسباب الداخلية للفوز تبدأ من العقل، حيث تتكوّن المعتقدات وتُصنع الأفكار ويتم اتخاذ القرارات التي تُغيّر مجرى حياة أصحابها. قد تستغربون من أن بعض المصورين لا يمنحون أنفسهم فرصة الفوز ذاتها ! بسبب أفكارهم ومعتقداتهم تجاه الفوز والتي تعمل ضد مصلحتهم ! فهم يجزمون ذهنياً أن الفوز ليس مُتاحاً لهم ! بل هو مُتاحٌ فقط للمصورين المحترفين ذوي الخبرة الطويلة أو المصورين المشاهير الذين يفوزون كثيراً بالمسابقات والألقاب ! أو المصورين الذين يمتلكون أفضل معدّات التصوير وأحدثها من حيث القدرات التقنية ! إذن من خلال نمط تفكيرهم الفوز مُتاحٌ لفئةٍ معيّنةٍ من الناس فقط !
عندما تقف طريقة تفكيرك بينك وبين أهدافك، فلا ضرورة للبحث عن أسبابٍ أخرى ! من يفتقد عقلية الفوز من الداخل مالذي يمكنه أن يفعله لتحقيقه؟ فقط تجارب عشوائية متفرّقة .. تزيد نتائجها السلبية من تجذّر الاعتقاد بعدم جدوى العمل ! عندما توقن بأن أدوات الفوز الذهنية ليست متوفرة إذن لماذا ترهق نفسك بالعمل على الأدوات الفنية؟ الفوز كنتيجة تبرهن على تفوّقك في أمرٍ ما .. يبدأ من اعتقادك الكامن باستحقاقه .. بأنك ضمن الفئة التي تنتمي لمنصات التتويج وتستحق فرحة النجاح والإنجاز.
فلاش
الفوز كنتيجة .. ينحاز لمن يؤمنون به في عقولهم أولاً ..
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي