هناء الحمادي (أبوظبي)
عين المصور لا تشبه كل العيون، فعينه هي قلمه وقلبه، يقتنص اللقطات الجميلة التي يعجز اللسان عن وصفها والقلم عن خطها، فالصورة أبلغ بكثير من بعض الكلمات، لذلك لا عجباً حين تتسابق عدسات المصورين لاقتناص لقطة تنم عن الإبداع والتفرد والانبهار، خاصة حين يكون ذلك عن «الوطن» ليرسم بصوره عالماً يغوص فيه المتلقي، ولا تكاد عيناه تبارح الصورة المعروضة أمامه، فالموهبة والتفنن والإتقان والشغف والحب هي سر التركيبة التي تتمخض عنها لوحة ناطقة تحمل معاني الفخر والاعتزاز والهوية التي نحملها ونفتخر بها.
منى الحمادي ومحمد بدوان وخالد الحمادي مصورون ترجموا حبهم للوطن من خلال لقطاتهم التي اقتنصت الكثير من اللقطات المعبرة، والتي تعبر عن حب الوطن ليس بكلمات أو شعارات، إنما لقطات رصدت جماليات مشهد الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات.
حديقة الأعلام
عشق التصوير لم يكن وليد اللحظة، بل كان منذ الصف السابع في حياة منى الحمادي، طالبة الإعلام في كليات التقنية العليا في دبي، حيث كانت ترصد روح الوطن عبر كاميراتها، تخلق الفكرة، ومن ثم تسعى لتنفيذها على أرض الواقع.
تقول الحمادي: التصوير في حب الوطن ليس فقط لقطة، إنما إبداع وتفرد في خلق صورة معبرة عن المناسبة الوطنية، وهذا ما سعيت لإبرازه في لقطاتي من خلال تصوير منطقة «حديقة الأعلام» على شاطئ أم سقيم بمنطقة جميرا في دبي، التي ضمَّت أكثر من 4000 عَلَم للإمارات تم ترتيبها على هيئة خريطة الدولة، وتمثلت في رسم الأحرف الأولى لاسم الإمارات بآلاف الأعلام، وذلك تعبيراً عن مشاعر الاعتزاز والفخر باليوم الوطني الذي يرفرف عالياً خفاقاً كرمز للوحدة وشاهد على قوة الاتحاد، فقد وجدت هذا المكان المناسب لالتقاط ما تراه عينها.
تتابع: «اليوم الوطني في حياتي يظل حكاية عشق وفخر بحب الوطن، وكل ما نقدمه من لقطات من الصور الفوتوغرافية، إنما هو جزء بسيط لرد الجميل وإبراز المعالم الجميلة على أرض الوطن، حيث يمكن للجميع مشاهدتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
لقطة بانورامية
يصول ويجول في الكثير من المهرجانات والفعاليات التراثية والوطنية، يرصد الصور وبـ «ضغطة زر» يخلق صورة متفردة عن حب الوطن.. محمد بدوان الذي بدأ التصوير عام 2012، كاميرته رفيقة دربة في كل تنقلاته على أرض الوطن.
ويقول: «عيناي ترصدان الكثير من اللقطات من زوايا مختلفة، حيث تبرز اللقطات الجوية ملامح المكان بكل تفاصيلها، لتتعدد اللقطات بمشهد بانورامي من الاحتفالات الوطنية التي تنظمها إمارة أبوظبي، مثل الإلعاب النارية التي تنير منطقة كورنيش أبوظبي، بالإضافة إلى الاستعراضات الجوية للطائرات التي تحلق في سماء الوطن، وبرج خليفة الذي يتزين كل عام بصور معبرة عن روح الاتحاد وعلم الدولة».
ويضيف: معظم المصورين الفوتوغرافيين الإماراتيين يتسابقون في مثل هذه المناسبات لرصد والتقاط الكثير من الصور المعبرة للوطن، ومع الاحتفالات الوطنية التي تتسابق فيها كل إمارات الدولة لتنظيمها، ويقتنص المصورون تلك اللقطات للأبراج الشاهقة التي تتزين بالإضاءات المعبرة عن الوطن، موضحاً أن الصورة أبلغ من الكلام، واللقطة المتفردة هي ما تجعل المشاهد يقف أمامها متأملاً الإبداع الجمالي في الصورة من خلال المشاعر الوطنية التي يريد المصور أن يراها من خلال اللقطات التي يلتقطها بضغطة زر على كاميرته.
العلم رمز السلام
خالد الحمادي بكالوريوس هندسة كيميائية، مصور محب للمدينة في أبوظبي، فاز في جائزة مسابقة «فضاءات من نور» بالمركز الثاني للتصوير الفوتوغرافي فئة «خلف الكواليس»، والتي ينظمها سنوياً مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، كما حصد فوزاً آخر في مسابقة «أبوظبي من خلال عيونكم» في محور المدينة والعمران، كما حصد أعلى نسبة تصوير على صورة رائعة للعاصمة أبوظبي لأحد الأبراج الشاهقة، وهو يكسوها الضباب من بين 12 صورة عالمية ضمن مجموعة الصور اليومية «daily dozen»، كما استطاع أن يبرز جماليات جزيرة الريم في أبوظبي بالتصوير الجوي.
الحمادي الذي تميز في اختيار صور الوطن عبر كاميرته، فهو يرصد اللقطة المناسبة ويقتنص فرصة التقاطها، يقول: «كل إنجازاتي رصدتها عبر حسابي في انستجرام الذي يبرز هوايتي في عالم التصوير، حيث ألتقط كل ما تقع عليه عيناي، وأرصد جمال إمارة أبوظبي، التي تتمتع بالكثير من المقومات الجمالية.
ويرى أن الوطن ليس بصورة واحدة أو اثنتين، بل يحتاج إلى موسوعة من اللقطات الفوتوغرافية التي تعبر عن حبنا للإمارات، مشيراً إلى أن متصفح حسابه بإمكانه معرفة ذلك ومكانة الوطن في قلبه من خلال اللقطات التي ُصورت في المناسبات الوطنية التي تحتفل بها الدولة في كل عام، ويكفيه فخراً حين يلتقط صوراً لانطلاق فرسان الإمارات وهم محلقون في السماء يقدمون عروضاً جوية للاحتفالات الوطنية.
المصدر / صحيفة الاتحاد