كتب – محمد مهدي:
بالفيديو والصور – مصطفى خضير يرسم لوحات بديعة بـ ”قلم جاف”
في غرفته، يختفي الرسام الشاب ”مصطفى خضير” لساعات طويلة، ينشغل برسم لوحة جديدة من أعماله، يُمسك بالقلم الرصاص يضع الخطوط الأساسية للشخصية التي يرسمها ثم يحولها إلى قطعة فنية فريدة باستخدام القلم الجاف، يحتاج الأمر لقدر كبير من الصَبر والتركيز يوازي حجم الموهبة، لذا لا يمكن لأحد أن يقطع خلوته مع لوحاته أو يُعطله عن عمله مهما كان الظرف، يقول مصطفى ”برسم من صغري.. وبدأت خطوة الجاف لأنه بيدي احساس قوي للوحه”.
الشاب العشريني ولد في كنف والده الرسام والخطاط ”خضير البورسعيدي”، عَلمه مبادئ الرسم، فتح له أبواب هذا العالم السِحري، مضى معه في الخطوات الأولى، ثم تركه يُكمل الطريق بإبداعه الخاص ”ورثت عن والدي موهبة الرسم واتعلمت منه كتير” غير أن أُضطر للتوقف عن الرسم لفترة طويلة خلال سنوات الدراسة ”مرسمتش في فترة إعدادي وثانوي خالص”، قبل أن يعود من جديد منذ عام ونصف للرسم ثم اختار بعدها بأشهر قليلة خوض تجربة الرسم بالقلم الجاف رغم صعوبة الخطوة.
عندما شَعر ”مصطفى” برغبة مُلحة في عمل لوحات بالقلم الجاف، تواصل مع رسامين من خارج البلاد أغلبهم من اسبانيا وغانا، ممن يتتابع أعمالهم باهتمام، تحدث معهم عبر الإنترنت ”سألتهم عن كيفية الرسم بالجاف ونفذت كل معلومة خدتها منهم”، جَرب مرات عديدة حتى وصل إلى مستوى جيد، وأدرك خلال التجربة أن الأمر يحتاج لعدد كبير من الساعات لإتمام اللوحة الواحدة ”في لوحات خدت شغل من 50 لـ 70 ساعة متوزعة على 20 و30 يوم”.
بعد الانتهاء من لوحة جديدة ينشرها الرسام الشاب على مواقع التواصل الاجتماعي، فيجد صدى جيد من قِبل المتابعين، غير أن البعض يُقلل من مجهوده ”أغرب تعليق بيجيلي إن الشغل فوتوشوب” لا يلتفت كثيرا للنقد الذي لا يساعده على تطوير أدائه ”شيء يحزن بس دايما باعتبره دافع أني أقدم شغل حلو طول الوقت”، وأحيانُا ينشر فيديوهات يقوم بتصويرها أثناء عملية الرسم لكي يُخرس الألسنة المُشككة في أعماله.
”مصطفى” يرسم كل شيء، لكنه يُفضل ”البورتريهات”، ولم ينشر أعماله من قَبل في معارض فنية، لكنه يُجهز الفترة الأخيرة لمعرضين أولهما بعد رمضان مباشرة والآخر في أكتوبر القادم، فيما ينشغل بمشروع جديد يعكف على تجهيزه خلال الشهور الماضية تحت اسم ”وجوه تستحق أن تُرسم”، ولدى الرسام البورسعيدي اهتمام بالغ بالبدء في رسم لوحات بأحجام كبيرة.