عيون بلا مأوى مع محمد صبحي شفيق
الأطفال المهجرين هم الاكثر تضررا في ظل الاوضاع القائمة سواء في سوريا او فلسطين او في العراق أو ليبيا أوبلدان عربية أخرى بدرجة أو بأخرى .. فما ينتظرهم هو مستقبل مجهول لا حياة معروفة لهم فيه !!، ولكن لا يزال جمال عيونهم وماتعبر عنه نظراتهم هو الجواب الحقيقي على الكثير من تساؤلاتنا !!
مشروع “عيون بلا مأوى” هو واحد من أفضل أعمالي على مدى 3 سنوات من التصوير وبعد العديد من الأفكار لتصوير الاطفال المهجرين و النازحين من بيوتهم والذين يعيشون الايام داخل الخيام ، وقد خطرت ببالي هذه الفكرة بعدما رأيت اوضاعهم في المخيمات و نظرة الاخرين اليهم تجاه هؤلاء الاطفال من عطف كبير على حياتهم أو احساسهم بالحزن. ولكن لابد ان يكون هناك شئ يميز هؤلاء الاطفال عن غيرهم ، فلكل منهم قصة لحياته يمكنك ان تراه أو تشعر من خلال نظراته وملامح وجهه وابتسامته فكل هذه النقاط تصب في كلمة واحدة وهي مستقبل الاطفال.
لقد ركزت بشكل كبير على اللالوان المختلفة لعيون الاطفال مما جعلني ابحث لوقت طويل عن الوان مختلفة وجميلة لاجعل المتلقي يشعر بفرحة أوتبدر منه إبتسامة صغيرة بدلا من أن تثير الحزن فيه ، ففكرتي الاساسية هي تغير الشعور العاطفي من الحزن الى الفرح.
خلال شهري (مارس، أبريل، 2016) قضيت الكثير من الوقت في المخيمات في اوقات الصباح بحثا عن الأطفال بعيون مختلفة الألوان ،، وكانت زيارتي للمخميات متقطعة بسبب حالة الطقس وانتظاري الحصول على أشعة شمس ملائمة للتصوير.. أحيانا كانت السماء تمطر بغزارة وهذا كان يمنعني من الذهاب الى المخيم مما ادى الى تعطيل انجاز هذا المشروع .
لم يكن العثور على اطفال بعيون ملونه ومختلفه سهلا لذلك طلبت من أحد اصدقائي أن يساعدني في البحث عنهم ، وقد واجهتني صعوبات اخرى مع الأطفال، منها وفي بعض الاحيان كنت اجد عيون مذهلة ولكن لم استطع ان التقط لهم صور بسبب رفض الاطفال والصراخ والبكاء امام الكاميرا خوفا مني او من الكاميرا ، لذلك كنت اضطر الى اللعب معهم قبل ان التقط لهم الصور أو كنت اريهم الصور التي التقطها للاطفال مسبقا لكي احصل على صورة جميلة.. وفي العديد من المرات كنت اترك الطفل لعده ايام وبعدها اعود واسلم عليه واضحك معه من اجل زرع ثقتي بالطفل وقد نجحت بهذه الطريقة مرارا وتكرار. إن أفضل مايقوم به المصور في هذه الحالات هي أن يجعل الطفل يشعر بالامان قبل سؤاله واخذ موافقه الطفل وموافقه والديه.
في النهاية كانت تجربة رائعة بالنسبة لي مع الاطفال وأرجو من الجميع أن يغيروا الشعور العاطفي من الحزن إلى السعادة عند النظر الى هؤلاء الأطفال النازحين .
تم تصوير جميع البورتريهات بالمعدات التالية:
Canon D70
Lens 50m
only sunlight
Under tent
[divider]عيون بلا مأوى[/divider]