الإبداع ينتج عنه التميز، والطموح الداعم الأول للإبداع.. فلا تميز بدون إبداع, والإبداع يفنى ويموت بلا طموح وأديبتنا الفنانة رسمت خطاها في طريق الإبداع فهي شاعرة ورسامة مبدعة, ازدهار ناصر كانت لنا وقفة معها لنسلط الضوء على إبداعها من خلال هذا الحوار الشيق:
– الرسم حالة إبداعية تتجردين من الواقع خلالها ماذا يعني لك ؟
— الرسم هو الأصالة و الهاجس الوحيد وليس التفرد, ليس من الصعب ان يكون الإنسان متفردا أو ذا اسلوب خاص, ولكن إلى أي مدى يعيش هذا التفرد بصدق؟
أنا أريد أن أتمثل بصدق عروبتي وأصالتي إلى جانب معاصرتي وأعيش طموحات وتطلعات أمتي وأبحث بحثي الخاص في هذا المجال, ولا يهم كثيرا أن أكون متفردة ليس الأمر خياليا بعيداً عن واقعنا الذي نعيشه, بل هو منتزع من صميم واقع يحمل المزيد من تطلعاتنا المعاصرة كما يحمل خصائص مرحلة نعيشها بكل آمالها وطموحها ونكساتها لكنها مفعمة بالأمل والحب ويرتبط هذا الأمل بالجذور التاريخية العميقة التي تعطينا الثقة بالمستقبل طالما أننا نعيش ونعمل لتجديد الحياة وندفع عجلة الحضارة خطوة إلى الأمام.
لكي يصبح الإنسان مبدعا ينبغي أن يتحكم بالتجربة, ويحولها لذكرى ويحول الذكرى الى تعبير والمادة إلى شكل, ويجب أن يعرف حرفته وأن يحبها وأن يفهم كل قواعدها وتقنياتها وأشكالها وشروطها فالمبدع الهاوي يخدم الإبداع الحقيقي الذي بدوره يخلق في لحظته التاريخية لحظة انسانية لا يقلل من استمراره عبر صراع الطبقات علما ان اللحظة التاريخية قياسيا هي عبارة عن مئة سنة تظهر عبر الاجيال.
نظن أحياناً أن الأشياء القديمة منسية وكأنها لاوجود لها عبر الزمن ولا تأثير لها علينا ولكن هذه الأشياء أو الأحداث المتراكمة فجأة تطفو على سطح الشعور كما يطفو الزيت فوق الماء فتذوب في أعمال الفنان أو المبدع كما يذوب السكر في الماء وذلك تبعا للوضع الاجتماعي وحاجات الطبقات الصاعدة أو المنحدرة, فتعود الأشياء الكامنة أو المفقودة للظهور لتستيقظ من جديد.
|
– ماهي أبرز المحطات خلال مسيرتك الفنية؟
— تتعدد المحطات بتعدد اللوحات التي قمت برسمها فكل لوحة رسمتها هي حالة فريدة من نوعها, واللوحة او النص الأدبي دائما وأبدا هما عبارة عن حالة من الحالات التي تتبدل في كل لحظة حسب تبدلات الانعكاسات الخارجية المولدة لهذه الحالة التي تذوب ذاتية الكاتب الشاعر أو الفنان في أعماله كذوبان السكر في الماء.
إن الفنان أو الأديب لا يستطيع الخروج عن ذاتيته التي تذوب في أعماله مهما حاول مواربتها وإخفاءها فهي ستطفو على سطح أعماله, وإن الصدق هو المعيار وهو نقطة التوازن.
– هل تؤثر البيئة الفنية وتكون محفزة على الإبداع وهل تعيشين ضمن بيئة فنية ؟
— نعم اعيش ضمن بيئة فنية فوالدتي تحب الرسم وكانت محفزاً دائما لنا ويسير أخي وأختي وابنتي على نفس الدرب.
– من خلال متابعتنا تتبعنا مسيرتك الإبداعية نلاحظ أن مشاركاتك جماعية دائما فما السبب ؟ وما هي أبرز المعارض التي شاركت بها؟
— نعم, تتسم مشاركاتي بأنها جماعية اما السبب فيعود الى ضيق وقتي وانشغالي بواجباتي تجاه عائلتي وأولادي مثلي مثل أي انثى في بلدي فأنا الأم والزوجة وما يترتب على ذلك من مسؤوليات..
وباعتبار أن اللوحة هي رسالة بلغة الإشارات البصرية موجهة للمتلقي فأنا بدأت ابث رسائلي الوجدانية ومفهومي الثقافي الآن بعد ان كبر أولادي, بدأت انطلاقتي الفردية وها انا أُعدُ الآن لمعرض فردي مميز يجمع بين خبرتي في الحياة وبين تقنية جديده ترفد التطور في مجال الحركة الفنية.. وهي لوحتي (الكون والتكوين) التي شاركت بها في ملتقى اغافي مع الفنانين اللبنانيين والسوريين في رسالة نوجهها للعالم بأن سورية مازالت بخير.. وكانت مشاركتي بهذه اللوحة مختلفة ثنائية الرؤية بلونيها الأسود والأصفر حيث تدل ألوانها على الليل والنهار, تتكلم عن ثنائيات الوجود في تكوين الكون بفلسفة خاصة, ومفهوم ليس احاديا للحياة حيث انطلقت ذاتيتي ومفهومي المعرفي من خلالها و بما ان الكون مبنيّ على الثنائيات في الوجود من خير وشر سالب وموجب ذكر وانثى… الخ.
هذه اللوحة تعتبر إعجازا فنيا حيث يمكن رؤيتها حتى في الظلام هي آخر اعمالي وابرزها في نضوج فكري يتزامن مع نضوج تقني لإيضاح الفكرة.
– حصلت على شهادات تقدير وجوائز هل يمكن أن تحدثينا؟
— حصلت على شهادات تقدير عدة أهمها من مصر الشقيقة وجائزة أخرى اعتز بها جائزة في مسابقة أديب النيل والفرات بعد أن حصلت على الدرجة الأولى عن مؤلفي قصد وقصيدة ورؤية سيميولوجية الذي تناول بعض اللوحات والنصوص الأدبية بطريقة التحليل والتركيب للوصول إلى العمق في المضمون وإلى عمق الحالة التي كتب بها النص أو رسمت بها اللوحة الفنية باعتبار ان اللغة و اللوحة هما عبارة عن إشارات تشبه إشارات المورس.
أخيراً
ازدهار ناصر تدّرس في جامعة تشرين اللاذقية بكلية الهندسة المعمارية و كلية التربية لقسم الاقتصاد.
وهي عضو مكتب في اتحاد الفنانين التشكيليين وشاركت بالعديد من المعارض المحلية ومهرجان المحبة والسلام شاركت بموسوعة البصمة للفن التشكيلي بمصر وبديوان شعراء وأدباء منارات/ سورية/.
http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=29402974120181125215020