حين سئل لماذا تكتب للصغار، أجاب “لأنهم فرح الحياة ومجدها الحقيقي، لأنهم المستقبل، لأنهم الشباب الذي سيملأ الساحة غدًا أو بعد غد، لأنهم امتدادي وامتدادك في هذه الأرض، لأنهم النبات الذي تبحث عنه أرضنا العربية لتعود إليها دورتها الدموية التي تعطلت ألف عام، وعروبتها التي جفت ألف عام”.
خمس سنوات مرت على رحيل “شاعر الطفولة” سليمان العيسى، الذي توفي في 9 من آب عام 2013، بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 92 عامًا.
ولد سليمان العيسى عام 1921 في قرية “النعيرية” في لواء إسكندرون ودرس في القرية ثم في أنطاكية، وترك اللواء بعد سلخه عن سوريا في سنة 1939، ثم درس الثانوية في حماة واللاذقية، ثم انتقل إلى ثانوية التجهيز الأولى بدمشق، حيث شارك في تأسيس حزب “البعث العربي الاشتراكي”.
تخرج من دار المعلمين في بغداد وعلم اللغة العربية في مدارس حلب، وعمل موجهًا للغة العربية في وزارة التربية السورية.
بدأ العيسى بكتابة الشعر وهو في التاسعة من عمره، ووصف فيه معاناة أهله من الفلاحين وندد بالاستعمار الفرنسي، ودخل السجن أكثر من مرة بسبب قصائده ومواقفه القومية، وهو من أهم الشعراء العرب القوميين ومن أكبر شعراء الأطفال، ومن مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سنة 1969 في سوريا.
اشتهرت قصائد العيسى في الكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية، ولا تزال تلك القصائد محفورة في ذاكرة الكثيرين، رغم مرور عشرات السنين، مثل “ماما ماما يا أنغاما”، و”الأرنب قفز الأرنب”، و”فلسطين داري”.
حرص العيسى في شعره على استخدام اللغة الرشيقة والسهلة، والموحية الخفيفة، ذات الإيقاع السريع الذي جعل من تلك القصائد أناشيدًا.