Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
حَدسُ الأمومة .. وصورة الاستغاثة !
بات القلق من المفردات اليومية التي تحاصر تلك الأم الخمسينية ! فبعد سفر ابنها للدراسة في الخارج، لم يعد في المنزل معها سوى ابنتها العشرينية شديدة التعلّق بأخيها المسافر. حاولت الأم بكل ما أوتِيَت من حكمةٍ وأمومةٍ أن تحتضن حالة الفقد العاطفيّ لابنتها، وأن تقف حائلاً بينها وبين وحوش الوحدة الضارية ! في البداية خُيِّلَ لها أن الأمور مستقرة ! فابنتها هادئة ولم يطرأ في حياتها ما يستدعي زيادة القلق .. سوى استغرابها من خلودها للنوم في وقتٍ مبكّرٍ خِلافاً لعادتها.
حَدسُ الأم قادها لضرورة الاقتراب أكثر من حالة ابنتها النفسية ومعرفة ما يجول في دواخلها، على الأقل لتسكين ألم القلق اليوميّ الذي أقضَّ مضجعها ! لكن طبيعة البنت قليلة الكلام محدودة البوح الشفاهي .. وقفت عائقاً أمام تحقيق ذلك ! فلجأت لمراقبة منشورات ابنتها على منصات التواصل الاجتماعي، وهنا لاحظت أمراً في غاية الغرابة أثار شكوكها وأشعل قلقها من جديد !
منذ سفر ابنها، ليس هناك منشورات جديدة في حساب ابنتها !! رغم ولعها بالتواصل الاجتماعي مع صديقاتها ورغم ازدياد مساحة عزلتها نسبياً في غرفتها قبل النوم !! هي تعلم أن ابنتها مولعةٌ بالصور وبشكلٍ أدق بصور الأطفال وبعض أنواع الحيوانات، وأنها تتشارك هذه الصور بكثافةٍ مع محيطها الاجتماعي !! استنفرت الأم طاقتها الذهنية وبدأت بالبحث إلى أن اكتشفت وجود حسابٍ جديدٍ لابنتها !! لكن منشوراته لا تثير الريبة .. رغم اختلافها عن المعتاد !!
دأبت الأم على متابعة الحساب ساعةً بساعة، حتى نَشَرَت ابنتها صورة لمشهدٍ من أحد أفلام الرعب ! اقتحمت الأم الغرفة لتجد ابنتها تناولت جرعة كبيرة من أحد المهدئات النفسية ! وكان أن وصلت الابنة للمستشفى في الوقت المناسب.
فلاش
من يجيدُ فن “القراءة” .. يسمع “حديث الصورة” بوضوح !
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي