الغماري: مشروع سيأخذ مني 18 سنة هو الأول من نوعه بالعالم
نور الدين الغماري، مغربي من أصل تازي، من أشهر المصورين الفوتوغرافيين عبر العالم، مثَّل المغرب في عدد من المحافل وحصل على عدة جوائز في معارض دولية لأكثر من 23 سنة من “الغربة”، له إحساس عميق بالصورة وبعوالمها، أسلوبه الفوتوغرافي متميز بتركيزه على البورطريه وتمثيل تفاصيل الوجوه وتقاسيمها، وتقنية الفوتوشوب التي يتقنها تزيد من دقة الموضوع المصور إضافة إلى تركيزه على اللونين الأبيض والأسود مما يجعل من التعرف على صوره أمرا سهلا. كيف بدأت علاقتك بالصورة الفوتوغرافية؟ وأنا صبي صغير لطالما كنت مفتونا بالشعر والفن بصفة عامة، بالألوان الزاهية والأشكال المعقدة وهو ما جعلني في بعض اللحظات أستلهم وأبحث عن الرسائل الدفينة داخل كل لوحة. بعد أن غادرت من أجل مواصلة دراستي بإنجلترا تعرفت على صديقة لي وهي مصورة محترفة كانت تعيرني مصورتها أحيانا، لطالما حسستني من خلال تعاليقها على صوري أنها تحتوي على طابع فني، لم أكن أعرف الكثير عن الكاميرا وتقنياتها فقررت شراء معداتي الفوتوغرافية الخاصة بي من أجل اكتشافها. أفلامي الأولى كانت محبطة وبدأـت أيأس من نفسي لم أكن أدرك ما اللذي تعنيه كل تلك الأزرار والأرقام على الالة فكنت أخذ صورا بشكل عشوائي لأدرك بعد ذلك أنه يستوجب علي تعلم قواعد التصوير فشرعت في ارتياد المكتبات وشراء الكتب الخاصة بالفوتوغرافيا. غادرت إلى مصر لـ6 أشهر في إطار دورة دراسية بجامعة ويستمينستر التي كنت أدرس بها. وهناك التقطت العديد من الصور لسكان مصر. وخلال هذا التدريب كنت مبتدءا وبالتالي أعطيت صوري لأحد الأصدقاء من أجل مشاهدتها ففوجئت في إحدى زياراتي له باثنين منها معلقة على حائطه بالأسود والأبيض حيث اعتبرت تلك اللحظة دفعة معنوية مهمة لأتعامل بجدية مع الأمر وأسعى لتطوير مهاراتي. ما سر اهتمامك بالوجوه؟ كمصور فوتوغرافي، لطالما أثارني تصوير الوجه الإنساني والبورطريهات بصفة عامة، أعشق تعقيدات ملامح الوجه الخاصة بكل فرد، هو تعقيد يلهمني إلى رسم مساري الشخصي المنغمس في مغامرة البحث عن وجوه مثيرة للاهتمام. أصور بورتريهات لشيوخ وشباب، أغنياء وفقراء كل في بيئته الطبيعية. ما هو جديدك الفني؟ أشتغل حاليا حول عدد من المشاريع سواء في الفوتوغرافيا أو السينما وهي تسير بشكل متأن بسبب إكراه الوقت لاشتغالي كأستاذ ورئيس قسم ” the MRC academy” بلندن، بعض من هذه الأعمال ستكون جاهزة خلال الأشهر القليلة المقبلة فيما ستأخذ أخرى وقتا أطول. وأهم مشروع بالنسبة لي بدأته منذ سنتين وسيأخذ مني 18 سنة لأنتهي منه وفي حال ما تم ذلك سيكون الأول من نوعه في العالم. أشتغل في نفس الوقت على عدد من المعارض التي قاربت على الإنتهاء من بعضها قريبا، وفيما يخص حياتي الشخصية أعزم العودة إلى بلدي المغرب من أجل الاستقرار بشكل نهائي في السنتين المقبلتين. كيف ترى مستوى الفن الفوتوغرافي في المغرب؟ في السنوات الأخيرة بدأ يظهر في المغرب مجموعة من المصورين وخصوصا بالمدن الكبيرة. وهذا سيكون جيدا فقط للأشخاص اللذين يجدون في البحث وتطوير مستوى عملهم.ومع التطور التكنولوجي، ميدان الفوتوغرافيا أصبح غير مكلف عملي أكثر وبإنتاجية أكبر. أصبح بإمكان الأفراد التقاط صور، قبولها أورفضها ومسحها إذا لم تكون راضيا عنها على مستوى التركيز، الضوء وموضوع الصورة. أما بالنسبة لمعايير التصوير الفوتوغرافي بالمغرب فقد أصبح أكثر قدرة على المنافسة وأحسن مستوى بفضل العمل الشاق الذي يقوم به المصور. والذي أصبح بإمكانه وبكل سهولة اكتساب المعايير الدولية إذا تم الاشتغال بجدية أكبر حول تطوير مهاراته ودقة اختيار مواضيعه. كيف توفق بين الحفاظ على حقيقة الموضوع المصور وبين تقنية الفوتوشوب التي ربما تغشه؟ الفوتوشوب بصفة عامة هو تقنية تلاعب رقمية بالصورة في الحاضر والمستقبل وأي شخض يقول عكس هذا هو رجعي في ميدان التكنولوجيا الحديثة. في بعض صوري أنا بالكاد أستعمل الفوتوشوب لكن في صور أخرى أستخدمه بشكل كبير إن لم أفعل لم تكن لتتاح لي الفرصة في هذه السوق العالمية التنافسية. وفي الأصل فأنا أبحث عن الكمال وقبل اختراع الفوتوشوب كنت أقضي حوالي 8 ساعات في الغرفة السوداء من أجل معالجة صورة ما، مع الفوتوشوب وفرت الكثير من الجهد والوقت والمال ، وعلى جميع الصحفيين تعلم تقنياته إن كانوا فعلا شغوفين بالتصوير الفوتوغرافي. باعتبارك أحد أشهر المصورين المغاربة عبر العالم كيف تعمل على تمثيل المغرب والتعريف به أثناء مشاركتك في المحافل الدولية؟ أحب بلدي جدا وخصوصا مدينة الأصلية حيث ولدت تازة، وأفتخر كثيرا بانتمائي وأمثله بشكل دائم في كل معارضي الفنية ومسابقات الصورة عبر العالم. المغرب في عقلي ويسيطر على مشاعري الداخلية. فزت دائما بالعديد من الجوائز الدولية التي أتلقاها باسم المغرب. قبل سنوات شاركت في مسابقة أحسن مصور فوتوغرافي للسنة ببريطانيا حيث شاركت باسم “تازة” حيث تساءل الجمهور ولجنة التحكيم عمن صاحب الاسم أهو رجل أم امرأة لكن بعد أن فزت باللقب كان الجميع قد أدرك أن تازة هي مدينة بالمغرب، نفس الشئ حدث لي باليابان، أوكرانياـ الشيلي، العراق، هولاندا، دبي، أنجلترا، روسيا، ودول أخرى. كما أحاول دائما تقديم صورة إيجابية عن المغرب والمغاربة، عكس الصورة السيئة التي يقدمها الإعلام الأوروبي. علمنا أنك بطل سابق في ألعاب القوى لما لم تستمر في مسارك الرياضي أو على الأقل التوفيق بين الفني والرياضي؟ بالفعل فقد كنت أمارس العدو والقفز الطويل ومثلث المغرب في عدة مناسبات دولية، لكن ولسوء الحظ وفي سن 19 سنة أصبت في ركبتي واضطررت لإجراء عملية جراحية لتبدأ مشاكلي الصحية . ومنذ ذلك الحين لا أعتبر أن مشواري الرياضي قد مات بل أجد نفسي متنافسا جيدا ووجدت لنفسي مسارا اخرا لتفريغ طاقتي ومواهبي. فكانت الفوتوغرافيا داءا جيدا للجسم والروح.