سوسن جلال وجورج عشي في صالة عشتار
———————————————————–
خلال زيارتي لمعرض الفنانة سوسن جلال والفنان والشاعر الغنائي والمصور الضوئي جورج عشي في صالة عشتار، ولقائي مع صاحب الصالة ومديرها الفنان والناقد التشكيلي عصام درويش ( قمت بإلتقاط هذه الصور ) .. ولقد تضمن المعرض مجموعة لوحات متنوعة في تقنياتها ومواضيعها واساليبها..فسوسن جلال لا تزال تروي حقائق حياتها وتأملاتها، وتفسر حساسيتها اللونية المتمادية في الشاعرية والغنائية والضبابية . والانفتاح على ألوان الورود والزهور المحلية، أثمر في لوحاتها الجديدة صياغة فنية حديثة، تحمل نبض الرهافة والأناقة والشاعرية، وتؤكد ملامح إسقاط الذات ، وتعرفنا على إمكانياتها في تحريك إيقاعات وظلال وأنوار العناصر، الحاملة فسحة من شفافية تدرج قطف الإحساس، وصولاً إلى الوهج المتدرج في مساحة البياض، الذي يظهر تعشقها للنور وللشفافية اللونية المتتابعة في مساحة اللوحة . وهكذا تكشف من جديد عن مقدرتها في ترويض إيقاعات المساحة الشاعرية وتجييرها وإبراز أناقة وشفافية إشعاعات اللون المحلي، القادم من تأملات امتداد الزهور والورود، كما يمكن أن نراها في حديقة أو بستان، وبعيداً كل البعد عن النمط التقليدي في تجسيد الزهور . وهي تعاود الرسم المائي والأكريليك، ثم تضفي فوق المساحات الشفافة، تهشيرات الباستيل الطبشوري، وهذا يبعدها أيضاً عن الجماليات الخارجية، كونها تتجه نحو تفعيل الحوار الذاتي أو اللغة التعبيرية الداخلية ، الشيء الذي يعطي اللوحة مفهوماً آخر وواقعية جديدة، وصولاً إلى التبسيط التعبيري، واللون الذي تضعه على اللوحة يحقق بتضاداته وتجاوراته وانسجامه، الموسيقا البصرية التي بحثت عنها في ايقاعات الخطوط والألوان والعناصر التعبيرية المختزلة للوصول الى تنويعات تداخل ألوان البهجة والفرح والموسيقا البصرية .
أما جورج عشي فيرسم أمامنا صورة فنان متعدد المواهب والاتجاهات والحساسيات ، ولوحاته تتفاوتت بين الواقعية والتعبيرية والرمزية. وتبدو ريشته عقلانية حيناً، وانفعالية حيناً آخر، وهذا خاضع للحالة النفسية، التي يعيشها أثناء انجاز اللوحة، فهو في قسم من لوحاته ينشد الصفاء اللوني، من خلال الاعتماد على تسطيح المساحة ، وفي قسم آخر من أعماله يعيد الصياغة في لوحاته إلى مرحلة ما بعد التعبيرية، من حيث اختزال الاشكال الانسانية ، وعناصر الطبيعة، باعتماد اللمسة اللونية العفوية والغنائية والمتموجة أحياناً . فقد كان جورج عشي ولا يزال، يصر على مبدأ الحرية التعبيرية، وعدم التقيد بأسلوب محدد ولا بتقنية معينة ، ولهذا فهو يعمل على إظهار اللمسات اللونية كإيقاعات عفوية انفعالية مرة، ويتحول لابرازها كإيقاعات عقلانية مركزة مرة أخرى، على أساس انه في الحالتين يحقق العنصر الذاتي الباحث عن ايقاعات جمالية تشكيلية عصرية في معالجة العناصر الانسانية والطبيعة والأمكنة القديمة وغيرها .
__________ أديب مخزوم
تمت مشاركة صورة من قبل George Ashy.
Adib Makhzoum مع George Ashy.