قصة لوح فخاري مكتشف في أوغاريت يتضمن قصة طلاق الملك الأوغاريتي عميشتمرو الثاني من زوجته ابنة بنتشينا..ملك عمورو..
……………………………………….……………………………………………
أكتشف هذا اللوح ضمن أعمال التنقيب الأثري التي حصلت في القصر الملكي عام /1975/م .. ..وكان ضمن محتويات أرشيف القصر الملكي في أوغاريت ويعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد..
ويتضمن وثيقة بالغة الأهمية اخذت وقتاً طويلا لترجمتها ..والوثيقة ممهورة كما هو مبين في الصورة المرفقة في وسطها بخاتم الملك الحثي “تودخاليا” ..بشأن طلاق الملك الأوغاريتي “عميشتمرو الثاني ”
من إبنة “بنتيشينا”ملك عمورو وإعادة المهر وتدبير خلافة العرش في أوغاريت…يحمل اللوح الرقم “124-34 RS ..1975″….تنقلنا الوثيقة الى النقطة التي انفجر فيها النزاع بين :بنت شينا “زوجة الملك عميشتمرو الثاني ..أنها ارتكبت إثماً بحق زوجها وحماتها الملكة ذائعة الصيت “آحات ملكو “التي افردت عنها بحثا مطولاً ..
لقد كان الطلاق كما قرانا في ترجمة الرقم الفخارية معروفاً في اوغاريت لكننا نجها تفصيلات كثيرة عن آثاره القانونية ومراسم حدوثه ..ولكن هذه الوثيقة تخبرنا عن بعض التفاصبل التي كانت متبعة في اوغاريت ..
نعود الى الوثيقة ..بانه لحظة كتابتها كانت زوجة الملك عميشتمرو في موطنها عمورو ..والملك عميشتمرو في قصره الصيفي ؟..في غضون ذلك عزمت والدته بأن تتوجه إلى المدينة على ما يبدو الى المجلس الشعبي /مجلس الشعب/ لتضعه في ما يجري في العائلة المالكة..بقصة طلاق ابنها عميشتمرو من ابنة بنتشينا.. بت رابيتي ..
تقول الوثيقة:/خاتم “تودخاليا”الملك الأكبر ملك حاثي: إن عميشتمرو ملك أوغاريت أتخذ من إبنة بنتيشينا” ملك عمورو زوجة له ..وهي لم تضمر له إلا السوء والشر لهذا فإن عميشتمرو ملك أوغاريت طرد ابنة “بنتيشينا”ملك عمورو وإلى الأبد…
ويتضمن النص بعض التدابير لإعادة المهر إضافة إلى تدابير خلافة ولاية العهد..
وطقوس تنحي أي من اولاد الملكة المطلقة فيما لو قرر أحدهم العودة مع الملكة الى موطنها الأصلي عمورو…
ويختتم النص بتاكيد على ان الملكة المطرودة لا يحق لها أن ترفع دعوى /شكوى/ بسبب أبنائها أو أصهارها لأنهم جميعاً من أتباع ملك اوغاريت “عميشتمرو” أما إذا قررت رفع دعوى فإن الملك سيضع هذا اللوح أمامها..ويبدو بأن “بت رابيتي “قد فقدت حقها في كلا ما كانت امتلكته في اوغاريت ..
وكما هو مبين فإن قراءة هذا النص الهام يتيح للباحثين معرفة مجموعة هامة من القيم في العلاقات الساسية والاجتماعية والأوامر العيا في تدابير العرش والخلافة ..وأيضاً الرموز الدينية وأسماء الآلهة من رسوم ورموز الخاتم الملكي..
إنها أوغاريت التي تدهشنا دائماً بسماع أخبارها حيث تمتزج فيها روح الذاكرة العتيقة لماضيها الغابر في عاداتها وتقاليدها وطقوسها ..إنها عبق التاريخ…
—–عاشق أوغاريت… غسّان القيّم….
تمت مشاركة منشور من قبل Fareed Zaffour.
غسان القيم إلى مسماريات