الإعلامي ( ميسر سهيل ) شيخ المذيعين السوريين – إعداد وحوار – محمد أنور المصري
http://www.almooftah.com/vb/showthread.php…
ميسر سهيل..
شيخ المذيعين السوريين ميسر سهيل
للبعث ميديا: إعلامنا بين الواقع والأمل
اسم إعلامي لامع امتلك أدواته الإعلامية الأكاديمية والعملية منذ زمن بعيد ويعلمها الأن لجيل جديد سيسهم في صناعة ميديا المستقبل، إنه ميسر سهيل صاحب الصوت الذهبي في الإعلام السوري التقته البعث ميديا فكان لنا معه هذا الحوار :
بعد سنوات من العمل الإعلامي، كيف تصف وقائع الإعلام السوري اليوم ؟
واجه الإعلام السوري في المرحلة الراهنة أعتى مؤامرة إعلامية في مواجهة الحملة التضليلية دولية لتشويه سورية ومشترك فيها إعلام عربي، وإعلام ناطق باللغة العربية وإعلام غربي متصهين، وشكل هؤلاء أوركسترا التناغم مع توجيهات المايسترو الذي يقود الجوقة بكاملها، ورغم إمكانيات إعلامنا المتواضعة استطاع كشف الحقائق المخطط لها مما دفع الغرب ليأمر أدواته في المنطقة لمنع البث على الأقمار العربية ومع ذلك أثبت وجوده وتجاوز الصعوبة بالتعاون مع أصدقاء سورية .
ماذا تقصد بالإمكانيات المتواضعة ؟
أقصد أمرين : أولا مهما كانت قدرات إعلامنا التقنية لا يمكن أن توازي تلك الجوقة في قوة التغطية ومساحتها المكانية والزمنية، ثانياً كان التوسع الكبير في الإعلام يحتاج إلى تحضير الكوادر البشرية المتمكنة في اختصاصها لتقود المسيرة فكرياً وثقافياً ورسم إستراتيجية مستقبلية للوقاية من الوقوع في براثن التضليل الإعلامي على المستوى الوطني والخارجي .
مر الإعلام السوري على مدار السنوات الأخيرة بعدة مراحل تهدف لتطوير مسيرته برأيك هل استطاعت وزارة الإعلام السورية تطوير أدواتها الإعلامية ؟
يقول المثل الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه، لهذا أرجو أن يتحقق التطوير طالما هناك إدارة تسعى لتحقيقه من خلال تقويم الكوادر البشرية العاملة مجدداً .
عرفك المشاهد السوري من خلال برنامجك شاشة الصحافة، كيف تقيم ما يعرض حاليا على شاشاتنا؟
أكثر برامج الصحافة تستعرض العناوين وتشير إشارة عابرة لبعض المواضيع فهي بمثابة تذكير القراء بمواضيعهاالمهمة ، فإذا كانت وطنية فهذا يدخل في إطار الترويج لها وهذا شيء حسن أما إذا كانت أجنبية فيصبح العرض ترويجاً غير مناسب باختصار شديد .
هناك غزل من الصحف المحلية وكان أخرها مقال نشرته ” تشرين ” المحلية تشيد فيه ببرنامج شاشة الصحافة وتنتقد البرامج الأخرى برأيك هل سيعود البرنامج من جديد عبر الإعلام ؟
البرنامج لا يعود من تلقاء نفسه، بل يعاد إذا توفرت القناعة والإرادة لدى المسؤولين لإعادته .
اليوم في حال عاد البرنامج إلى الشاشة كيف سيقرأ واقع الصحافة وخاصة في هذه الظروف التي يعيشها العالم ؟
أنا أرى هذا السؤال افتراضيا، وفي حال وقوعه لاشك أنه سوف يساهم البرنامج في كشف التزوير والتضليل الإعلامي للإعلام الصهيوني والغربي.
برأيك هل أسهم التلفزيون السوري في صناعة نجوم في عالم الإعلام ؟
صناعة النجم تأتي بالإمكانيات الثقافية والفكرية التي يتمتعبها الإعلامي حين تكون الكلمة المكتوبة أو المنظومة التي يقدمها صادقة وتحمل المعلومة المفيدة أي الإعلامي هو يحقق نجوميته من خلال التأثير والبصمة التي يتركها في أذهان الجماهير، أما النجومية الصناعية فهي أفشل أنواع النجومية فأنا أذكر أن مطربة ظهرت في التلفزيون السوري في الستينات واجتاحت الشاشة لدرجة أنه كان يسجل لها في اليوم الواحد أكثر من ثلاثة أغاني تذاع على مدار الساعة وسٌخرت لها الإمكانيات وكتّاب الكلمات ولما غاب الذي فرضها على التلفزيون غابت هي وآثارها ولم يبقى لها أغنية واحدة لأنها كانت نجومية مصطنعة وليست حقيقية .
كيف يمكن لمذيع التلفزيون السوري أن يطور خبراته ؟
تطوير الإمكانات يتوقف على الخبرة العلمية من جهة والمخزون الثقافي من جهة ثانية فالخبرة العلمية من خلال مطالعة الفكر الإعلامي المنشور في الكتب التي تحتوي أصول العمل الإعلامي أما المخزون المعرفي فيشمل الثقافة العامة من خلال المطالعة المستمرة تحت عنوان ( اقرأ ) .
يقال في الصالونات الإعلامية قريبا سيصبح في سورية لكل مواطن مذيع أو مذيعة كيف تعلق؟!
الظهور في التلفزيون أمر مغري،وكلما قدّم مراتب أدنى يتطلع القريب من هذه المراتب لينضم إلى الجوقة، وبذلك يستمر الانحدار أما حين يتم وضع معايير جيدة، لا يدخل فيها إلا عوامل الإمكانيات لن نجد لكل مواطن مذيع أو مذيعة .
الإعلام أداة إيجابية لخدمة أغراض التنمية والسلام الاجتماعي، لكنه تحول إلى أداة هدامة تسيء إلى استقرار الدول والمجتمعات كيف تعلق؟
ما يجري اليوم هو عكس كل علم وفكر إعلامي بسبب السيطرة الصهيونية على كثير من وسائل الإعلام ونظرة أصحابها الفوقية التي تستبيح كل المحرمات لتحقيق مصالحها في تسخير الشعوب لخدمة المليار الذهبي حسب عقيدتهم المنحرفة التي تعتبر الآخرين حيوانات مسخرة لهم.
وإنني أعتبر كل ما يجري من إشعال الحروب وبث الفتن وشراء الضمائر المريضة هو ضمن المخطط المرسوم في بروتوكولات حكماء صهيون، وكل ما يجري من فوضى وتخريب وسفك للدماء إنما يصب في مصلحتهم نتيجة تسخيرهم الآخرين في بقاع الكرة الأرضية كلها شرقا وغربا لخدمة مشروعهم.
لديك عدة مؤلفات منها كتابك “الإعلام الإسلامي وقواعد تقويمه”.. ماذا تخبرنا عنه؟
أكثر الناس يظن أن وسائل الإعلام الدينية هي إعلام إسلامي، بينما هذه الوسائل مختصة بنشر الثقافة الدينية ، وهذه الثقافة كإعلام تحقق جانياً من الإشباع بالنسبة للمجتمع ولا تفي بحاجة العامة، لأن الناس بحاجة لمعارف حياتية متعددة اقتصادية وزراعية صناعية، وما يتعلق بالتربية وعلم النفس وأهم من ذلك بحاجة لمعرفة ما يدور حولهم القريب والبعيد، خاصة بعدما صار العالم قرية صغيرة والدليل على ذلك نزول قوله تعالي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: ( غُلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون) وهذا الخبر إشارة للمسلمين للاهتمام بما يجري في الكون سواء كان قريبا أو بعيداً.ومن هنا يجب التمييز بين الإعلام الديني والإعلام الإسلامي الذي يشمل البحث بالموضوعات الحياتية عامة وبكافة العمليات الإعلامية من الأخبار والتقرير والتحقيق والحوار والمقال ولكن ضمن ضوابط إسلامية وهذا ما يميزه أيضاً عن الإعلام العام وهذا يعطي الإعلام الإسلامي مصداقية أكثر لدى المتلقي بشكل عام .
من المعروف أنك ساهمت في تأسيس كلية الإعلام في مجمع الفتح الإسلامي وفي مجمع السيدة رقية (ع)؟
نعم كان ذلك أولاً في مجمع الفتح الإسلامي حين كان هناك اتفاق إعلامي مع جامعة الأزهر لكن بعدما صدر مرسوم السيد الرئيس بشار الأسد بإحداث ( معهد الشام العالي ) وشملت المكرمة ثلاثة فروع:/فرع الفتح الإسلامي وفرع مجمع الشيخ أحمد كفتارو وفرع مجمع السيدة رقية عليها السلام،طلب مني تأسيس كلية الإعلام في مجمع السيدة رقية عليها السلام.
ماذا تتمنى للإعلام السوري؟
أنا واحد من محبي وعاشقي هذا الوطن الذين يتمنون له الأمن والسلام والاستقرار وأن يصير إعلامه مثلا يحتذى به في المنطقة العربية لكن الظروف الراهنة والهجمة الاستعمارية الصهيونية على سورية لا تساعد على الوصول إلى ما نتمنى ويكفي المسؤولين بذل الجهد المخلص لتجاوز الصعوبات وإثبات الوجود في عالم الميديا والأمل بالمستقبل المشرق كبير جداً، وإن لم نحققه نحن سنترك الخلفية العلمية والثقافية ونزرعها في أبنائنا ليقوموا بذلك.
البعث ميديا – إعداد وحوار – محمد أنور المصري