جبل اللويبدة: ذاكرة عمان الفنية
عمّان – محمد الطراونة
26 أكتوبر 2018
يعدّ جبل اللويبدة، الكائن في الجهة الجنوبية الغربية من العاصمة الأردنية عمّان، موقعاً استراتيجياً لتجمع الأدباء والمثقفين وعشاق الندوات وورش العمل، والجلسات النقدية للروائيين والكتاب المحليين والعرب، لما يمتلكه المكان من أجواء تتناسب مع مثل هذه الجلسات. جبل اللويبدة هو أحد جبال عمّان السبعة وأهمها، إذ أصبح معقلاً للثقافة والفنون، حتى إن بعضهم يطلق عليه اسم “جبل الثقافة”.
يعود تاريخ اللويبدة إلى أكثر من قرن، عندما كان يعدّ من أهم المناطق في عمّان، وسكنه العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والعسكرية. يمتاز الجبل ببيوته القديمة ذات الطراز المعماري العثماني، التي بالرغم من قدمها، لا تزال تحافظ على بريقها.
بدأ جبل اللويبدة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي يتحول إلى تجمع متكامل للنشاطات الثقافية والفنية، ففيه العديد من مقارّ المؤسسات العامة والخاصة التي تعنى بما هو إبداعي وجمالي، مثل موقع نقابة الفنانين الأردنيين. حوّل العديد من الأشخاص البيوت القديمة التي يملكونها إلى مقاهٍ ثقافية أو معارض للفنون أو مراكز تدريب على أنشطة ثقافية، كالرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي.
ولعل رابطة الكتاب التي بدأت في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، أشهرت الجبل لكونه التجمع الثقافي الأكبر والأبرز على الصعيد الثقافي والسياسي في الأردن، قبل أن تظهر تلك المراكز.
ويسمح موقع اللويبدة بالانفتاح على المناطق الأخرى، كما يوجد فيه السفارة الباكستانية والمركز الثقافي الفرنسي، مستشفى اللوزميلا ورابطة الفنانين ودارة الفنون ودوار باريس وهو موقع سياحي جميل.
سمي جبل اللويبدة قديماً بعدة أسماء شعبية تمثل مراحل تطوره، فقد كان اسمه في الخمسينيات جبل الوطنيين؛ حيث كان ملتقى للفعاليات السياسية التي أنجبت العديد من رجالات الأردن، من أمثال منيف الرزاز وأمين شقير وسليمان النابلسي. وفي الستينيات، انتقلت إليه السفارات الأجنبية فسمي حي الأميركان .
كما يوجد في اللويبدة عدد من المساجد والكنائس القديمة ذات النمط المعماري الجميل، أهمها وأقدمها مسجد الشريعة وكنيسة الأقباط الأرثوذوكس وكنيسة اللوزميلا. ويرتبط الحي في وسط البلد بأدراج اشتهرت بأسماء العائلات التي سكنتها، وأهمها “درج الكلحة” الذي شهد أيضاً تغيرات عديدة وجرى ترميم بعض العمارات على جانبيه، وافتتاح مطاعم ومقاه فيها تجذب السياح الأجانب.
ويضم جبل اللويبدة عشرات البازارات المتخصصة ببيع اللوحات الفنية والتحف الشرقية والحرف التقليدية، ما أهّل المنطقة لتكون نقطة جذب سياحي، وفيه أيضاً عدد من الفنادق الرخيصة نسبياً والقريبة من وسط البلد، ومنطقة العبدلي الوسط التجاري الجديد لعمّان.
الحاجة نُسيبة إحدى أقدم سكان اللويبدة، أكدت في حديثٍ الـ”العربي الجديد”، أن المكان ما زال يحافظ على رمزيته وعراقته رغم تطور الجلسات ووسائل التواصل وثورة التكنولوجيات والاتصالات، وما زال مكتظاً بالشباب والضيوف العرب والأجانب الذين يزورون المكان للجلوس في المقاهي الشعبية وزيارة الأماكن الثقافية، فما زال بالإمكان مشاهدة شاب عشريني يقرأ كتاباً أو رواية متاحة في شوارع اللويبدة.
وتؤكد الحاجّة نسيبة أن المكان له خصوصية سياسية أيضاً، فالكثير من السياسيين الأردنيين كبروا وترعرعوا في المنطقة، من أبرزهم في الوقت الحالي رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، الذي رفض الرحيل إلى بيت الضيافة في رئاسة الوزراء وبقي يعيش في منزله في اللويبدة.
كما توجد “دار الفنون” في منطقة اللويبدة، وهي من أقدم البيوت التي حُوّلت إلى ملتقى ثقافي وتجمّع للمثقفين والفنانين. افتتحت المؤسسة أبوابها عام 1988، فيما يعود بناء الدار إلى العقد الثالث من القرن الماضي. تشكّل الدار أكبر مساحة من البناء مخصصة للثقافة والفنون في المنطقة، وتُشرف عليها مؤسسة عبد الحميد شومان.
أما مقهى “جدل” الذي يقع على أقدم أدراج عمان، درج الكلحة، الذي بناه المهندس فادي عميرة وحوّله إلى مقهى ثقافي، فنجد فيه مكاناً مختلفاً عن باقي المقاهي الثقافية، إذ إن البيت يعكس طبيعة البيت العمّاني القديم البسيط، وقد حافظ المهندس على جميع تصاميمه.
أكثر روّاد مقهى “جدل” هم من طلاب الجامعات، الذين يرتادونه للدراسة أو للقاء الأصدقاء، بسبب هدوئه وبعده عن الضوضاء. يقول بيدر (عازف غيتار)، إن معظم معزوفاته ألّفها في إحدى غرف المقهى، لأن المكان يلهمه.
كما يوجد في اللويبدة عدد من المقاهي والأماكن الشهيرة في الأردن، مثل: ركوة عرب، وساقية الدراويش، وراس بيروت، وبيت ستي، وبيت بلدنا، ومقهى أرسطو، ومركز النطق، والمركز الثقافي الفرنسي، وعتيق، ودارة الياسمين، وجدائل حواء، ومقهى زقاق، ومقهى رومي، بالإضافة إلى مسجد كلية الشريعة.
بدأ جبل اللويبدة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي يتحول إلى تجمع متكامل للنشاطات الثقافية والفنية، ففيه العديد من مقارّ المؤسسات العامة والخاصة التي تعنى بما هو إبداعي وجمالي، مثل موقع نقابة الفنانين الأردنيين. حوّل العديد من الأشخاص البيوت القديمة التي يملكونها إلى مقاهٍ ثقافية أو معارض للفنون أو مراكز تدريب على أنشطة ثقافية، كالرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي.
ولعل رابطة الكتاب التي بدأت في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، أشهرت الجبل لكونه التجمع الثقافي الأكبر والأبرز على الصعيد الثقافي والسياسي في الأردن، قبل أن تظهر تلك المراكز.
ويسمح موقع اللويبدة بالانفتاح على المناطق الأخرى، كما يوجد فيه السفارة الباكستانية والمركز الثقافي الفرنسي، مستشفى اللوزميلا ورابطة الفنانين ودارة الفنون ودوار باريس وهو موقع سياحي جميل.
سمي جبل اللويبدة قديماً بعدة أسماء شعبية تمثل مراحل تطوره، فقد كان اسمه في الخمسينيات جبل الوطنيين؛ حيث كان ملتقى للفعاليات السياسية التي أنجبت العديد من رجالات الأردن، من أمثال منيف الرزاز وأمين شقير وسليمان النابلسي. وفي الستينيات، انتقلت إليه السفارات الأجنبية فسمي حي الأميركان .
كما يوجد في اللويبدة عدد من المساجد والكنائس القديمة ذات النمط المعماري الجميل، أهمها وأقدمها مسجد الشريعة وكنيسة الأقباط الأرثوذوكس وكنيسة اللوزميلا. ويرتبط الحي في وسط البلد بأدراج اشتهرت بأسماء العائلات التي سكنتها، وأهمها “درج الكلحة” الذي شهد أيضاً تغيرات عديدة وجرى ترميم بعض العمارات على جانبيه، وافتتاح مطاعم ومقاه فيها تجذب السياح الأجانب.
ويضم جبل اللويبدة عشرات البازارات المتخصصة ببيع اللوحات الفنية والتحف الشرقية والحرف التقليدية، ما أهّل المنطقة لتكون نقطة جذب سياحي، وفيه أيضاً عدد من الفنادق الرخيصة نسبياً والقريبة من وسط البلد، ومنطقة العبدلي الوسط التجاري الجديد لعمّان.
الحاجة نُسيبة إحدى أقدم سكان اللويبدة، أكدت في حديثٍ الـ”العربي الجديد”، أن المكان ما زال يحافظ على رمزيته وعراقته رغم تطور الجلسات ووسائل التواصل وثورة التكنولوجيات والاتصالات، وما زال مكتظاً بالشباب والضيوف العرب والأجانب الذين يزورون المكان للجلوس في المقاهي الشعبية وزيارة الأماكن الثقافية، فما زال بالإمكان مشاهدة شاب عشريني يقرأ كتاباً أو رواية متاحة في شوارع اللويبدة.
وتؤكد الحاجّة نسيبة أن المكان له خصوصية سياسية أيضاً، فالكثير من السياسيين الأردنيين كبروا وترعرعوا في المنطقة، من أبرزهم في الوقت الحالي رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، الذي رفض الرحيل إلى بيت الضيافة في رئاسة الوزراء وبقي يعيش في منزله في اللويبدة.
كما توجد “دار الفنون” في منطقة اللويبدة، وهي من أقدم البيوت التي حُوّلت إلى ملتقى ثقافي وتجمّع للمثقفين والفنانين. افتتحت المؤسسة أبوابها عام 1988، فيما يعود بناء الدار إلى العقد الثالث من القرن الماضي. تشكّل الدار أكبر مساحة من البناء مخصصة للثقافة والفنون في المنطقة، وتُشرف عليها مؤسسة عبد الحميد شومان.
أما مقهى “جدل” الذي يقع على أقدم أدراج عمان، درج الكلحة، الذي بناه المهندس فادي عميرة وحوّله إلى مقهى ثقافي، فنجد فيه مكاناً مختلفاً عن باقي المقاهي الثقافية، إذ إن البيت يعكس طبيعة البيت العمّاني القديم البسيط، وقد حافظ المهندس على جميع تصاميمه.
أكثر روّاد مقهى “جدل” هم من طلاب الجامعات، الذين يرتادونه للدراسة أو للقاء الأصدقاء، بسبب هدوئه وبعده عن الضوضاء. يقول بيدر (عازف غيتار)، إن معظم معزوفاته ألّفها في إحدى غرف المقهى، لأن المكان يلهمه.
كما يوجد في اللويبدة عدد من المقاهي والأماكن الشهيرة في الأردن، مثل: ركوة عرب، وساقية الدراويش، وراس بيروت، وبيت ستي، وبيت بلدنا، ومقهى أرسطو، ومركز النطق، والمركز الثقافي الفرنسي، وعتيق، ودارة الياسمين، وجدائل حواء، ومقهى زقاق، ومقهى رومي، بالإضافة إلى مسجد كلية الشريعة.
بعد عام 2011، تغيّرت كثير من الأمور في جبل اللويبدة، بسبب توافد موظفي الإن جي أوز الأجانب عليه، واختياره مكان سكن لهم. معظم هذه التغييرات كانت سلبية؛ إذ اتخذت المقاهي فيه طابعاً تجارياً بحتاً، وافتتح كثيرون مطاعم غيّرت من هوية المكان وطبيعته. ويدور هذا الجدل كثيراً الآن حول الجبل وهُويته؛ إذ يجد بعضهم أنه تشوّه، وأصبح مرتعاً لأدعياء الثقافة، بينما يجد آخرون أنّ هذا تطور طبيعي جعل من جبل اللويبدة مكاناً أكثر حيوية.