تكلمنا في منشور سابق عن الرؤية الفنية في كثير من الأعمال البصرية باختلافها: التشكيلية، الفوتوغرافية، السينمائية، المسرحية، النحت..، وأنها نقل من الفنان حسب توجهه الفني، وطريقته في عرض العمل، ونفترض من المتلقي عدم محاسبة الفنان وتوجهه الشخصي تجاه ذلك الموضوع.
الأعمال الدينية أكثر الأعمال جدلًا عند تناولها فنيًا؛ لانتقال قراءتها النقدية منها إلى نقد الفنان وإيمانه بفكر ما، أي تقفز قراءة العمل إلى ما ورائه لتصل إلى فكر الفنان نفسه!
على المستوى العالمي، نجد- وبتتبع بسيط ومن خلال الأعمال الفوتوغرافية تحديدًا- نجد حضور الأعمال الدينية الإسلامية وبقوة، وفي معارض ومسابقات مختلفة من حيث جهة التنظيم ومن حيث اختلاف النقاد والمحكمين، ولا نجد تحرّجاً من قبل هذه اللجان في إبراز العمل وإن كان لا يلتقي مع توجههم الشخصي وفكرهم المغاير.
وكنموذج لحضور العمل الديني الإسلامي في المسابقات الدولية وفوزه بجوائز عدة، حضرني عمل ” الصلاة ” للفنان الفوتوغرافي المبدع الأستاذ عيسى إبراهيم من مملكة البحرين. حيث أن هذا العمل رغم وضوح فكرته عملاً واسماً ” الصلاة ” إلا أن رؤية اللجان تردم هذه العقدة وتحاسب العمل فنيا وتقنياً بعيدا عن أي أمور أخرى/ مريضة!
هذا العمل ” الصلاة ” فاز بـ 66 جائزة دولية، ووجدناه كذلك متصدراً في أغلفة الكتيبات الفنية لمعارض ومسابقات فنية دولية.
العمل ” الصلاة ” بحمله ثيمة نقية تعبر عن الطفولة، طهارة الدين، السلام ، السكون، الطمأنينة والمتمثلة في اللون الأخضر، المساحات الواسعة في العمل، ودلالتها لتقبل الجميع. كلها جديرة بافتتان المتلقي لهذا العمل الرائع. والنماذج الفنية كثيرة سأطرحها في منشورات قادمة بإذن الله تعالى.
عوداً على ذي بدء، تقبل الآخر، وتقبل عمله فنياً، في الساحات الفنية العربية هل له نفس الحضور، ونفس الرؤية التي يراها الغرب تجاه أعمالنا الدينية، والفكرية؟
هل ستتقبل لجان التحكيم والنقاد في أوساطنا العربية والإسلامية العمل الفني المميز رغم وجود الصليب والكنيسة؟ ولو ضيقنا الدائرة، هل ستتقبل اللجان من طائفة ما عمل فني يبرز ويسلط الضوء على توجه طائفة أخرى!
وعلى المستوى الشخصي، هل ستتقبل عملاً مميزاً لا يلتقي مع توجهك الفكري؟
الفن يتسع لذلك.. تحية للجميع