Abdul-Rasool Aljaberi
مقدمة الجرح…..
في الليل.خلف ستار من النسيم المنغمس بطعم الجراح ورائحة القصب,اسمع انين مملكة البردي,تنشج,ناثرة جدائلها الصفراء على جرف الجرح المتأكل, المتهالك من عطش الطين…ومن أمامي …أرى صورة ملائكية متاكلة الاطراف تعتصر الدمع رثاء تناستهه الاجيال. كان دمعها شبه الدمع . زيت تشتعل به الروح (السلام عليك يامريم يا ممتلئة نعمة).. كانت اكبر لوحة في بيتي, هي صدع في جدار غرفتي, النائية, النائمة على مساحات حزني الممتد حتى مولد السعيد. يمتد طولها منذ وفاتي وحتى النهاية ,كما الخيط الابيض بين الليل والنهار,. تمتد حيث بيت جاري (ابو محمد) الى الشارع في اخر السوق, الى حيث الشضايا الغادرة. ومنديل وغترة بيضاء ولون كفن…… وقد خط عليها عبارة (الى متى) بلون زين بظل الدم الخافت المنساب حتى اعتاب قصر الوالي, بيد المجرم البرئ…. وهكذا.. حيث يغفوا الجرح,وتمتد منه مساحات, تسترق السمع , الى انين الرماد المتناثر من بقايا الربيع.حيث سألني (صفاء) ذات مرة.عن عمق الالم وطعم الفرح, وعن مملكة القصب المغترب. و(مشحوفي) المتعب في (سبل) (صلين). فبكى حين تلعثمت شفتاي وعجزت عن تقبيل جبين الليل.وهنا تستبق الروح نشيج الالم و(تدندن) حول (الموكد) سمفونية غربة الطين المترمل , (جفاف يملأ الماض , ويملأ حاضري دمعي واحزاني ) اه ثم اه يالدفئ الشتاء وبرد الصيف…….. لكن دمعي يسيل ومازال , حتى شطأن الامل, وحيث دجلة والفرات. وحيث الحسين في كربلاء… ويمتد الصدع وتلك الجراح, ولوحة الحزن الابدي. وحيث الشضايا بقايا سيوف ونصل سهم. ورفاة رماح.