الطلح، الرمز للصحراء والسفانا الإفريقية، وبقامتها الفارعة والشامخة وقدرتها الهائلة على البقاء. شجرة ارتبطت بالموروث الصحراوي وبحياة الانسان البدوي في حله وترحاله، رمزاً للبيئة الصحراوية والأصالة البدوية، إلا أن يد الإنسان وتقلبات المناخ ساهمت في أن تضيع مساحة كبيرة مرتبطة بهذه الشجرة في بيئتها الأم.
يعرف عن شجرة الطلح صبرها وجَلَدها على قيظ الصحراء والعطش والجفاف، وهي من الأشجار الصحراوية القوية التحمل والمعطاءة، فهي تساهم بشكل رئيسي وفعال في توفير الكلأ للماشية وهي تشكل جوهر المراعي للإبل والغنم، واللبن المحلوب من النوق الراعية للطلح من أفضل الألبان وأغناها صحة وطعماً.
إن الطلح بالنسبة لأهل البادية بديل لجهاز التكييف، فهم يجلسون تحت ظلها في حرارة الشمس الحارقة بحثا عن البرودة، فشجر الطلح يمتاز ببرودة لا مثيل لها، كما أن أزهار الطلح تفوح برائحة عطرية جذابة وقوية.
شجرة الطلح تشكل الملجأ والمخبأ المثالي لتكاثر الحيوانات البرية الأصيلة مثل الظباء والغزلان والوعل، كما أنها تشكل حواجز بيولوجية تحد من التصحر وزحف الرمال وتقوم بدور فعال في تنقية الجو.
لقد استعمل البدو الرحل عبر الزمان أجزاء شجرة الطلح في علاج مختلف الأمراض الباطنية والجلدية، وهو ما أثبته العلم الحديث، حيث أن الصمغ الذي تفرزه شجرة الصمغ العربي يعالج مجموعة كثيرة من أمراض العصر.
الطلح بدون شك هو منجم وثروة مهددة، فأوراقه وصمغه تمتاز بفوائد طبية وصيدلية شتى، فهو يستعمل في الطب والتجميل، وورق الطلح مفيد للجهاز الهضمي، ومضاد للسموم، ودواء للجروح والكسور، كما أنه يصلح لاستقرار الدماغ.
أزهار الطلح مغذية للنحل و يعتبر عسل النحل المستخرج من أزهار الطلح من أجود العسل المستخرج في العالم لما له من فوائد صحية كثيرة. منقول